غالية خوجة (دبي)
صالحة عبيد المحلقة في عوالم السرد الحكائي المنعكس من أعمالها العديدة، ومنها مجموعاتها القصصية (خصلة بيضاء بشكل ضمني) الفائزة بجائزة العويس للإبداع كأفضل كتاب إماراتي، والفائزة بجائزة الإمارات للشباب عن فئة الكتابة الإبداعية، ومجموعة (ساعي السعادة) ومجموعة (زهايمر) التي ترجمت إلى اللغة الألمانية، وكتاب (رسائل وتأملات.. الحياة على طريقة زوربا)، تخص «الاتحاد»، بمفاجأتها الجديدة، روايتها الأولى (لعلها مزحة/ منشورات المتوسط/ إيطاليا)، التي ستتواجد في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته القريبة القادمة.
تقول صالحة عن روايتها: «إنها عملي السردي الطويل الأول، وانتقلت من القصة إلى الرواية، لأن الفكرة أخذتني إلى العمل السردي الممتد، وعالم الفكرة يعبر عن شخوص تتقاطع فيما بينها في الإمارات، وتحديداً في الشارقة، وهذا التقاطع يمتد مبتدئاً من منتصف القرن التاسع عشر وإلى الألفية الثالثة».
أمّا عن الشخوص ومنطوقها وأحداثها وعالمها النفسي وصراعاتها الدرامية مع المكان ومتغيراته والعالم؟ فأجابت: «الشخوص تتحرك من خلال الأسئلة التي تمتزج مع التحولات الكبرى في المكان، خصوصاً الإيقاع السريع للحياة، ولاحظت أنه لا توجد دراسات اجتماعية تضيء أو تفلسف فكرة كيف تحرك الإنسان وفهم ونضج في هذا المكان المتسارع في متغيراته، لذلك، سؤال الرواية المحوري مبني على خدش في العين أصاب البطل «مسلّم»، وسبب الخدش يظل غامضاً إلى أن يكتشفه القارئ مع البطلة الثانية «ميرة»، من خلال رحلة للمكان وتاريخه وأحداثه وذاكرته ومجتمعه، وهكذا تمتد الأسئلة والحكايات».
وتابعت: هي رواية حكاياتها وأحداثها تتناسل من بعضها بعضاً، ويمكن للقارئ أن يؤول فكرة العالم الإبداعي، من خلال مساحة تأويلاته الحرة التي ترحل مع الشخوص القديمة إلى بيئتها، مثلاً، «مسلّم» بدأ حياته من قوة شرطة الشارقة آنذاك، و«ميرة» ترحل معه إلى دواخله الذاتية والموضوعية من خلال شخصية أبيه الغائب، الذي كان يعمل غواصاً.
واسترسلت: رحلة الغوص التي نراها بشكل فلكلوري الآن، كانت تشكل رحلة من الأسئلة، مثل: ماذا سيحدث في وسط البحر؟ من سيغيب؟ من سيرجع؟
وتابعت: تتقاطع جنسيات الرواية وعوالمها، ومنها شخصية أجنبية فرنسية، أوضح من خلالها كيف تتعرف «ميرة» إلى الآخر البعيد المختلف، وكيف تمتزج المجتمعات بالقيم الإنسانية.
وأكدت في ختام حديثها: الرواية ليست توثيقية تاريخية، لكنها تلتقط أحداثاً، وتواريخ، وتحولاتٍ مر بها المجتمع الإماراتي.