12 يوليو 2012
مذنب? غير مذنب، مذنب، غير مذنب..
هكذا انتهت القصة بعدد متساو من كلمة مذنب وكلمة غير مذنب.
أي إنني لم أفهم إذا كانت هيئة المحلفين قد أدانت (الموسيقي) أم لا، وكيف حسم القاضي القضية؟ وما هي نهاية القصة القصيرة التي قرأتها الليلة؟.
هذه الليلة شعرت بالأرق، ولم استطع النوم، فتناولت إحدى المجلات الثقافية المرمية بالقرب من السرير، وأنا استعرض صفحات المجلة وأقلبها بشكل عشوائي وقعت عيني على قصة بعنوان “الشخير” للقاصة فاطمة عبدالله.
فعلقت: “يارب أنام ولو بشخير”. وبدأت اقرأ القصة التي تدور أحداثها حول موسيقي كتب نوتة الشخير، أجل الشخير..
خاء مع شهيق،
و....
فاء مع زفير،
هذا الشخير الذي يعكر نوم الأصم? لكن الموسيقي غيّر ترتيب الجمل الموسيقية بالنوتة، وبالتالي تغيّرت النغمة، فتغيّرت الطاقة الصادرة منها فتبدل أثرها وتحولت طاقة الشخير الهائلة التي تبعث الحياة في الموتى الى الطاقة التي يبثها الإله (بلوتو) قبل قبضه الأرواح.
أصبحت النغمة المبتكرة نغمة تجلب النوم الى سامعها، وأصبحت أمهات المدينة يستخدمنها في غرف نوم أطفالهن لكي يناموا باكراً من أجل الذهاب الى المدرسة، فيستيقظوا بنشاط وقدر كبير من التركيز، إذا توقف ترتيب جميع الطلاب عند الأول.
لا بل تحولت إبرة طبيب التخدير الى سماعة توضع في أذن المريض لينام بعمق، الى درجة لا يشعر بها بمشرط الجراحة. حتى قرر وزير الصحة نقل اخصائييَ التخدير الى أرشيف الوزارة.
وهذان الأمران هما ما استند عليهما الموسيقي في الدفاع عن نفسه، وهو يقف أمام القاضي في قاعة المحكمة محاولا إقناعه وإقناع هيئة المحلفين بعظمة إنجازه الإبداعي، وأن ادعاء المدعي العام عليه باطل ولا ذنب له فيما حدث ويحدث.
فكما ورد في قصة “الشخير” لفاطمة عبدالله، ان النائب العام طالب بمعاقبة الموسيقي لتأليفه مقطوعته المعروفة. والتي أصبحت من الوسائل التي تستخدمها العصابات في عمليات السطو غير المسلحة على البنوك وغيرها، مما أدى الى انتشار الجرائم بشتى أنواعها. وبالتالي يكون هو من ذلل العقبات لهم ويسر الظروف المناسبة لتكاثر الجريمة.
وعندما طلب القاضي من هيئة المحلفين سماع حكمهم، جاء كما اخبرتكم في البداية، مذنب وغير مذنب، ولم تكمل فاطمة عبدالله كتابة القصة لمعرفة الحكم الفيصل للقاضي.
* قاصة إماراتية