فوجئ الجمهور في معرض، مساء أمس الجمعة، بلوحة للفنان البريطاني الغامض بانكسي وهي تتمزق تلقائياً، بعيد بيعها في مزاد في العاصمة البريطانية لندن، مقابل أكثر من مليون دولار أمريكي.
وجرى المشهد الغريب أمام أعين الجمهور الذي أصيب بالذهول.
ووقعت هذه الحادثة الغريبة في ختام مزاد على قطع من الفن المعاصر نظمته دار "سوذبيز".
وفور انتهاء المزايدات على هذه اللوحة، وهي نسخة من رسم بانكسي الشهير "غيرل ويذ بالون" الذي يظهر فتاة تمسك بالوناً أحمر على شكل قلب، انطلقت صفارة الإنذار الموضوعة على إطار اللوحة.
فتوجّهت أنظار الجمهور نحو اللوحة المعلّقة على أحد الجدران ليتبيّن أن هذه الأخيرة تتفتت جزئيا بفعل ساحقة ورق مخبأة في إطار ذهبي كثيف، بحسب "سوذبيز". وبات الإطار نصف فارغ في نهاية المطاف ويتدلى منه الجزء المتبقي من الرسم.
وأصبح هذا الحدث الفريد من المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تزيد هذه الحادثة في نهاية المطاف من سعر اللوحة وآلة تفتيت الورق المرفقة بها، بحسب ما قال أليكس برانزيك المسؤول في دار المزادات.
وقد بيع هذا العمل بسعر 1,042 مليون جنيه استرليني وهو أعلى مبلغ لعمل لبانكسي سبق أن سجّل خلال مزاد منظّم سنة 2008، بحسب "سوذبيز".
وجاء في بيان صادر عن "سوذبيز" إنها "المرة الأولى من دون شك التي تتمزق فيها لوحة تلقائياً بعد بيعها في مزاد".
وقد أظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الذهول البادي على الحاضرين الذين انكبوا على تصوير الحدث.
وعلّق بانكسي شخصياً على هذه الحادثة عبر حسابه على "إنستغرام" مع نشر صورة للوحة مرفقة بتعليق "ذهبت للبيع وذهبت ...".
وقد شوهد رجل يعتمر قبعة ويضع نظارات سوداء بالقرب من مدخل "سوذبيز" بعيد انتهاء المزاد، ما أطلق العنان مع الرسالة المنشورة على "إنستغرام" لتكهنات حول احتمال حضور الفنان عملية البيع.
وتبقى هوية بانكسي، الذي يعد من أشهر فناني الشارع في العالم، محطّ لغز كبير منذ انطلاق مسيرته في التسعينات.
ولم ير أحد صورة للفنان، الذي أصله من بريستول والذي غالباً ما يندد في أعماله بنزعة المجتمع الاستهلاكية والإمبريالية ومصير اللاجئين في رسوماته المنتشرة في العالم، من لندن إلى غزة.