عمرو عبيد (القاهرة)
يمر أي لاعب كرة قدم في العالم بفترات من الصعود والهبوط خلال مسيرته، ونادراً ما يحافظ لاعب واحد على ثبات مستواه أو معدلاته التهديفية أو تأثيره الإيجابي لسنوات طويلة متتالية، لكن المثير في هذه اللعبة أن اللاعب الذي يظن البعض أنه انتهى وباتت أيامه معدودة داخل الملاعب، يفاجئ الجميع بعودة قوية وانتفاضة هائلة تعيد إليه البريق والحياة مرة أخرى !
ومع انطلاق الموسم الحالي، لم يتخيل أكثر مشجعي ليفربول تعصباً أن يعود دانييل ستوريدج مرة أخرى إلى البساط الأخضر مدافعاً عن ألوان الريدز بهذه الصورة الباهرة، في ظل وجود الثلاثي الهجومي الرهيب، فالمهاجم الإنجليزي الدولي كان ملء السمع والبصر قبل 5 سنوات، وتحديداً في موسم 2013/ 2014، الذي شهد أفضل معدلاته التهديفية على الإطلاق عبر 13 عاماً، عندما أحرز مع شريكه السابق في هجوم الريدز لويس سواريز، أكثر من نصف أهداف الفريق في البريميرليج، الذي خسر ليفربول لقبه بفارق نقطتين فقط عن السيتي.
وقتها سجل ستوريدج 21 هدفاً في 29 مباراة ليحتل مركز الوصيف بعد الأوروجوياني في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي، ومنذ ذلك الوقت لم يعد ستوريدج مثلما كان، حيث تراجعت معدلاته التهديفية كثيراً خاصة في الموسمين الماضيين، لدرجة أنه لم يسجل سوى 3 أهداف في 14 مباراة خاضها في الموسم السابق، قبل أن تتم إعارته لفريق وست بروميتش الذي لم يلعب له سوى 6 مباريات، قبل إصابته الطويلة، لكن صاحب الـ29 عاماً عاد كالعنقاء مرة أخرى مع بداية الموسم الجديد، إذ أحرز 4 أهداف في 7 مباريات في مختلف البطولات، كان بديلاً في خمس منها، حيث شارك بهدف في فوز الريدز على باريس سان جيرمان في افتتاح مواجهات الفريقين بدوري الأبطال، ورغم خسارة فريقه أمام البلوز في كأس الرابطة، إلا أنه سجل هدفاً أيضاً، قبل أن ينقذ كتيبة كلوب من الهزيمة الأولى في الجولة الماضية من الدوري بهدف رائع وقاتل في شباك تشيلسي، ليضع بصمته الثانية في البريميرليج خلال 24 دقيقة لعب فقط !
وفي الجهة الجنوبية من القارة الأوروبية، ظل منير الحدادي تائهاً في ملاعب إسبانيا، فمنذ تصعيده للعب في الفريق الأول لبرشلونة عام 2014، لم ينجح صاحب الأصول المغربية في إقناع إدارة البارسا بالحفاظ عليه داخل قائمة الفريق رغم ظهوره بمستوى مبشر كلاعب صاعد في أول موسمين، وبعد بداية صعبة في نسخة 2017/2016، لم يشارك فيها مع البلوجرانا سوى 3 مرات فقط، تمت إعارته إلى صفوف فالنسيا، حيث سجل 7 أهداف في 36 مباراة، ثم أعارته إدارة برشلونه مجدداً في الموسم الماضي إلى ألافيس، الذي أحرز معه 14 هدفاً في 36 مباراة، ليقرر فالفيردي الإبقاء عليه هذا الموسم، ورغم أنه لم يشارك سوى 3 مرات في 71 دقيقة فقط، إلا أنه أنقذ الفريق الكتالوني من الهزيمة الثانية على التوالي في الليجا، بعدما أدرك التعادل بهدف قاتل قبل نهاية المواجهة أمام أتلتيك بلباو، وسجل منير هذا الهدف بعد 4 دقائق فقط من دخوله كبديل لعثمان ديمبيلي، وبعد أن كان صاحب الـ23 عاماً منبوذاً بعيداً عن أضواء البارسا، يحاول النادي حالياً إقناعه بتمديد عقده بعدما أظهر كفاءة واضحة في الفترة الأخيرة، وأجبر إرنستو فالفيردي على الاعتماد عليه، لكن الحدادي هو من يرفض تلك المفاوضات ويبحث عن عقد انتقال لائق قريباً في ظل انتهاء تعاقده مع البلوجرانا في الموسم الحالي.
أما إيدين هازارد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن صفوف تشيلسي، بعد موسم عصيب تحت قيادة الإيطالي كونتي، عاد للتوهج بشدة في النسخة الحالية من البريميرليج الذي يتصدر قائمة هدافيه بـ6 أهداف سجلها في 7 مباريات، وهو ما يعني تضاعف معدلاته التهديفية بشدة مقارنة بالموسم الماضي، حيث يسجل حالياً النجم البلجيكي 0.86 هدف / مباراة مقابل 0.35 في النسخة الماضية، ورغم أنه لم يتوقف عن التسجيل وصناعة الأهداف في العام الماضي وقدم مستوى مميزاً مع الشياطين في مونديال روسيا، إلا أنه لم يظهر بصورة طيبة مع البلوز وبدا أنه يصر على الرحيل، لولا تولي الإيطالي ساري القيادة الفنية لتشيلسي، ومعها عاد هازارد للتألق وبات هو النجم الأول للبريميرليج حتى الآن.
وعلى نفس السياق، أعاد العبقري بيب جوارديولا اكتشاف الجزائري، رياض محرز، الذي كان أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي قبل 3 أعوام، عندما قاد ثعالب ليستر إلى التتويج التاريخي النادر، وبعدها خفت نجم محرز بشدة وتراجع مستواه سواء من حيث التهديف أم الصناعة، لأنه أراد الرحيل عن صفوف الثعالب، لكنه قوبل برفض وتعنت من جانب إدارة ناديه، وشهد موسم 2017/2016 هبوط حاد في مستوى محرز بعدما سجل 6 أهداف بمعدل 0.16 / مباراة، وصنع 3 أهداف فقط بمعدل 0.08 / مباراة، وهو ما اختلف تماما عن معدلاته السابقة في موسم 2016/2015 بواقع إحراز 045 هدف / مباراة وصناعة 0.29، ونجح جوراديولا في نفض الغبار عن الجزائري الجوهرة، بعدما جلبه إلى صفوف السيتي، وبدأ رياض في استعادة تألقه القديم بصورة تدريجية، حيث سجل 3 أهداف مع البلومون في 11 مباراة بمختلف البطولات، بمعدل هدف واحد 138 دقيقة لعب، وبعد أن حقق حلمه باللعب في صفوف السماوي، يتوقع كثيرون أن يعود محرز إلى الحياة ويستعيد بريقه السابق تحت قيادة بيب.