أمين الدوبلي (أبوظبي)
أطلقت أمس المرحلة الثانية من برنامج تسجيل المتطوعين للعمل في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص التي تستضيفها أبوظبي من 14 إلى 21 مارس المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك في احتفالية كبرى بياس مول في أبوظبي، حيث يقدم المتطوعون الذين سيتم اختيارهم خدماتهم للمشاركين.
وتم فتح الباب لقيد أسماء الراغبين للتطوع في الدورة على أكثر من منصة تم تخصيصها لهذا الغرض في الموقع الذي تم اختياره بمركز ياس التجاري، حيث تم تصميم مجسمات لعدة ملاعب مصغرة للألعاب التي ستمارس في الدورة، منها ألعاب القوى وكرة السلة، وكرة القدم والدراجات والجودو وغيرها.
وشهد اليوم الأول إقبالاً كبيراً على التسجيل من مختلف الجنسيات وهم الذين أبدوا رغبتهم في الانضمام لهذا البرنامج من أجل تقديم الخدمة لأصحاب الهمم الذين سيشاركون في أكبر حدث رياضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأكبر حدث في العالم لأصحاب الهمم.
وتتضمن مجالات العمل التطوعي على خدمات الاتصال والعمليات التشغيلية وخدمة الضيوف، والترجمة، والمراسم، ومرافقة الوفود، والخدمات الطبية، والفعاليات، والتكنولوجيا، والرياضة، وكان حضور الأسر لافتا مع أبنائهم من أصحاب الهمم ومن المتطوعين والمتطوعات، بما يعكس استيعاب المجتمع لأهمية الحدث الذي سوف تستضيفه العاصمة، واستعداد الجميع للمساهمة في إخراجه بأفضل صورة.
من ناحيته، قال محمد سعيد المنصوري مدير برنامج المتطوعين للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» إن الغرض من التواجد في ياس مول، استقبال أكبر عدد من المتطوعين من جميع الجنسيات، مشيرا إلى أن باب التسجيل مفتوح للجميع سواء خلال هذا الحدث بياس مول أو ما بعده أو من خلال الموقع الإلكتروني، خصوصا أن اللجنة المنظمة العليا تستهدف 20 ألف متطوع للعمل في الحدث العالمي الكبير.
وأضاف: حرصنا على أن تتضمن منصة التسجيل على ألعاب للأطفال والكبار ومنصة للفنانين وطاولات للتسجيل، ومنصة رئيسية لاستقبال النجوم والفنانين، مشيرا إلى أنه سعيد بالإقبال الكبير من كل الفئات على التسجيل، والخبر السار الذي تحقق في اليوم الأول هو تجاوز عدد المتطوعين 5000 آلاف، للخدمة في الحدث الرياضي الإنساني الأضخم على المستوى العالمي.
وتابع: الاقبال فاق التوقعات منذ بدأنا في العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وكنت أتعجب من مدى استيعاب الجميع في المجتمع لأهمية الحدث العالمي الكبير الذي ستستضيفه العاصمة، وأي شخص يمر من أمام منطقة التسجيل كان يقبل علينا ويسأل عن آلية التسجيل، ونحن فخورون بذلك، ونرحب بالجميع، لأن الدورة سوف تكون فرصة أمام الكل للإعلان عن الولاء والانتماء للوطن سواء كانوا مواطنين أو مقيمين.
وأوضح «لدينا برامج كثيرة للتواجد مع الناس وإتاحة الفرصة أمامهم للتسجيل خلال فعاليات أخرى كثيرة، وسوف نكشف عن ملامحها في الوقت المناسب، وبالنسبة لنا لا نشترط أية مواصفات في المتطوعين والمتطوعات، حيث إنه ما دامت هناك رغبة في الانضمام للعمل في الدورة، وإرادة في إنجاح الحدث والقيام بما يخدم الوفود، تتم الموافقة على طلب الانضمام لفرق العمل في التخصص الذي نراه مناسبا كل بحسب قدراته وخبراته المسبقة، حيث إن الأعمار المسموح لها بالتطوع تبدأ من 14 سنة، وبدون سقف».
وتابع: يحتاج هذا الحدث إلى مشاركة أكثر من 20 ألف متطوع لتقديم الدعم للعمليات التنظيمية كونه يستقطب آلاف المشاركين من مختلف دول العالم، للاحتفال معا في الفعاليات التي ترسخ التضامن والاندماج والتآزر بين الجميع، والعمل على تحقيق هدفهم الأساسي والذي يتمثل بدعم الرياضيين والعائلات والأصدقاء ومحبي الأولمبياد الخاص.
وأضاف: الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية «أبوظبي 2019» يعد الحدث الأكثر تضامنا في التاريخ، حيث يشهد مشاركة أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية في كل جانب من جوانب الحدث، من المقرر أن تستقبل الألعاب 7500 رياضي و3 آلاف مدرب من 176 دولة.
وأضاف: تدعم أبوظبي قيم الأولمبياد الخاص والتي تشمل الوحدة والتضامن والاندماج من خلال تنظيم برامج وفعاليات هادفة على المدى البعيد. مثل مبادرة نمشي معًا.
وتوجه المنصوري بالشكر للشركاء الرسميين، حيث يقدم الكثير منهم يد المساعدة ويتعاون معنا لاستقطاب المتطوعين. وبفضل دعم شركائنا مثل «بنك أبوظبي الأول»، الشريك الرسمي لهذا الحدث، فإننا نحظى بمساعدة ذات قيمة هائلة لتنظيم الألعاب العالمية.
المزروعي: أصحاب الهمم يستحقون التضحيات
خميس بخيت المزروعي يعمل بشركة أدنوك قرر الانضمام إلى البرنامج التطوعي في الدورة مع الفريق المتخصص في مرافقة الوفود، وقد سبق له العمل الإداري في أكثر من ناد رياضي بالدولة، وهو من عشاق كرة اليد وكرة القدم، وسبق له أن شارك في الكثير من البطولات والفعاليات الرياضية.
وقال خميس: لم أتردد لحظة واحدة في التقدم للانضمام، وعقب تسجيل اسمي في الدورة كمتطوع قلت لأسرتي اسمحوا لي سوف يكون كل وقتي مع أصحاب الهمم، أنا أحبهم وهم يستحقون منا كل التضحيات، والدولة أمام حدث عالمي كبير يجب أن نقدم فيه كل الجهد من أجل تقديم الإمارات بأفضل صورة للعالم.
وأضاف: قررت التطوع من أجل أصحاب الهمم وخدمة بلادي، وأنا مرتبط بأصحاب الهمم من خلال معرفتي بشقيق أحد أصدقائي كلما كنت أراه أشعر بالفضول للحديث معه، واصطحابه في كل مكان، وتقديم كل الخدمات، والتي تسهم في رسم الابتسامة على وجهه، وأحرص على زيارة صديقي كي أرى شقيقه وأتحدث معه، وأبذل كل ما بوسعي لإسعاده.
وأوضح «الإمارات وطن الإنسانية، ودار زايد هي بلد العطاء، ونحن نتشرف بالانتماء إليها، وثقتنا بلا حدود بأن الحدث سيخرج بأفضل صورة، لأن الإمارات على موعد مع النجاح في أي حدث تستضيفه، وهي لا تكتفي بالنجاح فقط، لكنها تترك بصمتها عليه.
القبيسي: دقائق حولت الحلم إلى حقيقة
سارة أحمد الحاي القبيسي انضمت للعمل التطوعي، وطلبت من المسؤولين عن البرنامج أن تبدأ فوراً في العمل معهم بعد تسجيل اسمها بـ5 دقائق فقط، حيث حضرت مع أسرتها وطلبت منهم أن يتركوها ويعودوا وحدهم، وأنها سوف تبقى للقيام بما تكلف به في البرنامج التطوعي لخدمة الجماهير الراغبة في التطوع، حتى العاشرة مساء.
وقال سارة الطالبة «16 سنة» التي تدرس في الصف الحادي عشر إنها مقتنعة بأن أفضل عمل يمكن تقديمه للوطن في هذه المرحلة هو خدمة أصحاب الهمم، مشيرة إلى أن التطوع في الدورة كان حلماً راودها كثيراً، وقد رحبت أسرتها برغبتها في التطوع، وقد جاءت الفكرة من خلال البحث على الموقع الإلكتروني الخاص بالتطوع. وأضافت: مساعدة أصحاب الهمم من خلال التطوع في هذه الدورة هو أفضل أسلوب لاستثمار الوقت في عمل إنساني مفيد، ويكفينا أن قيادتنا الرشيدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يرعى هذا الحدث، وهذا أمر يدفعنا جميعاً للمساهمة في إنجاحه.
مريم الحمادي: مشاعر إنسانية عميقة
مريم صقر الحمادي طالبة في جامعة زايد، سوف تتخصص معلمة رياضيات للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، سبق لها أن التحقت بالعمل التطوعي كثيراً، وانضمت لفريق الأولمبياد الخاص الذي عمل في الألعاب الإقليمية مارس 2018، وتطوعت من قبل أيضاً في فريق عمل «أمان»، وفريق عمل التسجيل للراغبين في البعثات الخارجية.
وأكدت مريم أنها استفادت كثيراً من العمل التطوعي، واكتسبت منه خبرات بلا حدود، وتعلمت كيف التعامل مع أصحاب الهمم في الأولمبياد الإقليمي الخاص، وحصلت على دورة تدريبية في لغة الإشارة مع أصحاب الهمم، وبالفعل استمتعت بالتواصل معهم، وتعايشت مع تجارب إنسانية مؤثرة، منها في الألعاب الإقليمية الأخيرة، حيث كانت مسؤولة عن 50 شخصاً من أصحاب الهمم في رحلتهم إلى متحف اللوفر بأبوظبي، وبرغم أنها واجهت تحديات كثيرة، في السيطرة عليهم إلا أنها شعرت بالراحة النفسية في النهاية بعد أن عاد الجميع إلى فندق الإقامة سالمين مستمتعين.
وأضافت: من بين القصص التي واجهتها في التعامل مع أصحاب الهمم في الدورة الإقليمية الأخيرة تعرفها على دراج مصري من أصحاب الهمم، عندما وجدت والدته سألتها عنه فقالت إنها تبنته من إحدى دور الأيتام، مشيرة إلى أن حلمه كان ممارسة الدراجات، حيث وفرت له الدراجة، ثم وقفت خلفه للمشاركة في البطولات، وقد فاز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد الإقليمي العام الماضي، كانت تشعر برجفة في قلبها عندما كانت تتابعه ووالدته أثناء اللعب، وعندما قفزت لتحتفل بفوزه والدموع في عينيها عند حصوله على الميدالية الذهبية.