أعرب الطبيب الكونجولي دينيس موكويجي والناشطة اليرزيدية نادية مراد الفائزان بالمناصفة بجائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، عن سعادتهما بالفوز الذي يتوج نضالهما ضد الاعتداء على النساء أثناء الحروب والنزاعات.
وأهدى موكويجي جائزة نوبل "إلى النساء في جميع الدول، ضحايا النزاعات واللواتي يواجهن العنف اليومي".
وقال موكويجي، في تصريح مقتضب أمام الصحافة في عيادته في مدينة بانزي بإقليم بوكافو في شرق جمهورية الكونجو الديموقراطية، "تترجم جائزة نوبل هذه اعترافاً بمعاناة النساء ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي في كل دول العالم وفي جميع القارات، وتعويضاً عادلاً لهن".
وتابع "إنها خطوة مهمة نحو هذا التعويض الذي طال انتظاره وندين به جميعاً إلى هؤلاء النساء اللواتي عانين كثيراً"، معرباً عن أمله في أن تتمكن هذه الجائزة من مساعدة الضحايا في مناطق النزاع.
وأكد أنه "يتشرف" بتقاسم الجائزة مع الشابة اليزيدية العراقية ناديا مراد "التي أتشارك معها هذا النضال".
وذكر الطبيب موكويجي أنه "خلال قرابة عشرين عاماً، كنت شاهداً على جرائم حرب ارتُكبت بحق نساء، شابات، فتيات، أطفال" مؤكداً أنه أجرى عمليات لحوالى 50 ألف امرأة ضحايا عنف جنسي أثناء النزاعات في كيفو في شرق الكونجو الديموقراطي.
وتوجّه إلى النساء الضحايا بالقول "أريد أن أقول لكنّ إن من خلال هذه الجائزة، العالم يسمعكنّ ويرفض اللامبالاة. العالم يرفض أن يبقى مكتوف الأيدي في وجه معاناتكنّ".
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية اليزيدية نادية مراد، اليوم الجمعة، إنها تشرفت بفوزها بجائزة نوبل للسلام.
وقالت في بيان "أشارك هذه الجائزة مع كل اليزيديين وكل العراقيين والأكراد وكل الأقليات وكل الناجين من العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم".
وقالت لجنة نوبل النرويجية في مسوغات قرار منحهما الجائزة إن دنيس موكويجي "وهب حياته للدفاع عن هؤلاء الضحايا" ونادية مراد "هي الشاهدة التي تروي الانتهاكات التي ارتكبت ضدها وضد أخريات".
ونادية مراد هي إحدى الناجيات من الاسترقاق الجنسي من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق بينما موكويجي طبيب أمراض نساء يعالج ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وقالت اللجنة النرويجية إن فوزهما جاء ثمرة لجهودهما من أجل إنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.
وتدافع نادية مراد عن الأقلية اليزيدية في العراق واللاجئين وحقوق المرأة بشكل عام. وتعرضت للأسر والاغتصاب من مسلحي تنظيم داعش المتشدد في الموصل عام 2014.
أما موكويجي الذي يعالج ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونجو الديمقراطية، فيدير مستشفى "بانزي" في بوكافو بشرق البلاد.
ويستقبل المستشفى، الذي افتتح في عام 1999، آلاف النساء كل عام تستدعي حالة كثير منهن التدخل الجراحي بسبب العنف الجنسي.
وأجرى موكويجي، الذي فاز في السابق بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجائزة سخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي، عمليات جراحية لآلاف النساء بعد اغتصابهن من قبل مسلحين وشن حملة لإلقاء الضوء على محنتهن. وهو يعالج أيضاً ضحايا مرض الأيدز.