مفارقات غريبة بين انطلاقة دورينا للمحترفين في الموسم الحالي عن الموسم السابق حيث تؤكد المؤشرات أن الحالي أفضل بكثير من ناحية التزام اللاعبين حيث شهدت الجولات الخمس الأولى في الموسم الماضي 12 حالة طرد مقارنة بالموسم الحالي الذي شهد 3 حالات طرد فقط خلال 30 مباراة هي مجموع ما شهدته هذه الجولات.
في الموسم الماضي كانت كل جولة من الجولات الخمس الأولى مسرحا للبطاقات الحمراء لدرجة أن مباراة الشباب مع الوصل شهدت ثلاث بطاقات حمراء، اثنتان منها للوصل من نصيب ماجد ناصر وياسر سالم وبطاقة الشباب من نصيب التشيلي فيلانويفا، وهناك أكثر من مباراة تم طرد لاعبين فيها مثل لقاء الإمارات مع النصر في الجولة الثانية.
في المقابل فإن حالات الطرد في الموسم الحالي ضئيلة مقارنة بما حدث في الموسم المنتهي حيث كانت حالات الطرد هذا الموسم من نصيب درويش أحمد لاعب الوصل في مباراة فريقه ضد الأهلي بالجولة الثانية ومحمود الماس لاعب الشارقة في الجولة الثالثة لمباراة فريقه ضد العين والبطاقة الثالثة من نصيب البوركيني بانسي محترف الأهلي.
هذا التفاوت الكبير في حالات الطرد من 12 إلى 3 بكل تأكيد صورة إيجابية لصالح المسابقة ونتمنى أن تستمر حالات الطرد في النقصان حتى تكون المسابقة أكثر نظافة مما كانت عليه في السابق وهذا التطور في قلة حالات الطرد وراءه جهود أكثر، خاصة اللاعبين ومعهم الحكام ومن قبلهم تعليمات وتنبيهات المدربين والإداريين.
ولكن اللافت للنظر هو الإيطالي كانافارو قائد منتخب الآزوري وفريق الأهلي الذي حصل حتى الآن على 4 بطاقات صفراء في مشواره مع الفريق في خمس جولات فقط وهي نسبة عالية تؤكد أن اللاعب معتاد على الكرة الأوروبية الخشنة التي تعطي صاحبها في النهاية الإنذارات، ونفس هذا العدد من الانذارات كان من نصيب لاعب الجزيرة خالد سبيل.
أما اللاعبون أصحاب البطاقات الثلاث الصفراء والمحرومون من مباريات الجولة السادسة فهم : عادل عبد الله لاعب الشباب وفهد سبيل وبدر ياقوت من النصر وجمعة عبد الله “الجزيرة”وثامر محمد أحمد “ بني ياس” وساند “ العين “ ، وهناك أكثر من لاعب يقف على خط الإنذارين وأي بطاقة صفراء ثالثة لهم في الجولة السادسة سوف تحرمهم من الجولة السابعة، وهم: خيري حمادي “الظفرة “ وعبيد الطويلة “الأهلي” والفرنسي ميشيل لورنت “ دبي “ وموسى عبدالرحمن “الشارقة”.
“الاتحاد” استطلعت العديد من الآراء للوقوف على أسباب البداية الإيجابية وقلة حالات الطرد في دورينا ومدى تأثير ذلك على المسابقة.
يقول حكمنا الدولي علي حمد: “تزايد الوعي والثقافة الاحترافية لدى اللاعبين هذا الموسم بشكل لافت للنظر وهو ما نشعر به نحن الحكام في إدارتنا للمباريات حيث نرى أن التركيز حاليا أصبح في الكرة وعدم الالتفات كثيرا لقرارات الحكام مهما كان دورها وتأثيراتها ومثل هذه الأمور من الطبيعي أن تقلل من نسبة الطرد وكذلك الإنذارات والإلتزام الحالي من اللاعبين والذي تعكسه حالات الطرد مقارنة بالموسم الماضي تؤكد أن مؤشر البطولة من الناحية السلوكية الخاصة باللاعبين عالية وايجابية في نفس الوقت”.
تابع علي حمد بقوله: “هناك دور مهم يقوم به الطاقم الإداري في كل فريق سواء من المدربين أو الاداريين وأصبح هناك فهم وعمق للتعامل مع الحكام والمباريات ومن جانب الحكام فقد أصبح هناك فهم أكبر لحالات الطرد واستخدام الإنذارات والوصول في النهاية إلى القرار الصحيح والسليم في وقت قصير للغاية وهناك مسؤولية مشتركة بين اللاعبين والحكام لكي تخرج المباريات بالشكل الإيجابي الذي نشاهده حتى الآن مع مرور خمس جولات”.
ونوه حكمنا الدولي إلى نقطة أخرى بقوله:”لم نشهد حتى الآن إصابات جسيمة في البطولة مما يؤكد أن عنوان اللعب النظيف من الممكن أن نطلقه على المسابقة وأرى أن اللاعب يتفرغ بشكل كبير لأداء دوره في الملعب ونستمتع كثيرا بالمباريات في مثل هذه الأمور لأن اللاعب إذا تفرغ لدوره كلاعب فقط فإنه يريح الحكام ويريح مدربه ويفيد فريقه ويمتع الجمهور في النهاية”.
أما حميد يوسف مدير الكرة بالوصل فيري أن هذا المؤشر البسيط من حالات الطرد وراءه عدة أسباب وهي “جاهزية اللاعبين تماما في المباريات وتعاونهم مع الحكام، إذ أصبح اللاعب يدرك مدى حاجة الفريق لجهوده والبعد الكامل عما ينغص على الحكم وبقية اللاعبين، إضافة إلى سير الأمور بشكلها الطبيعي وزيادة نسبة التركيز لدى اللاعبين من العوامل المهمة للغاية.
أضاف: لابد أن أشكر اللاعبين بشكل عام لهذا الدور لأنهم أصحاب القرارات بشأن الطرد قبل الحكام على اعتبار أن الحكم يتخذ قراره بعد انفعال وسلوكيات اللاعبين، ونحن في نادي الوصل على سبيل المثال نحث اللاعبين على الاهتمام بالفريق والبعد الكامل عن الحكام وعدم تصيد أخطاء الحكم وترك المباراة للحكم وأن يركز اللاعبون في دورهم فقط “.
وتابع حميد يوسف: “قبل بداية الدوري حرص عمر بشتاوي المدير الفني للحكام على إلقاء العديد من المحاضرات وحرص لاعبونا على حضورها وكانت مفيدة جدا لللاعبين حيث وضحت مدى العلاقة المهمة بين اللاعب والحكم في الملعب وتمت مناقشة التعديلات في قانون اللعبة وحالات الانذارات وكيفية وقوع اللاعبين في أخطاء ساذجة تؤدي بهم في النهاية إلى فقدان فرقهم لجهودهم، وهناك برامج خاصة بتحليل الحكام لمباريات البطولة ويحرص عدد كبير من اللاعبين على متابعتها للوقوف على كافة الأمور التحكيمية وهي نقطة مفيدة جدا للاعبين”.
وأكد عايض مبخوت مدير الكرة بنادي الجزيرة أن اللاعبين حالياً يحرصون كثيرا على قيادة فرقهم والتركيز الكامل في المباريات، وقال: تأثرنا كثيرا بالعقلية الاحترافية التي بدأت تظهر في سلوكيات الكثير من اللاعبين ولابد من الاستمرار في هذا النهج من الالتزام حتى نستطيع تحقيق الفائدة الكبرى من الاحتراف وتحقيق المتعة في النهاية لأن البطاقات الحمراء وتكرار حالات الانذار يفقدنا المتعة التي نتابعها في كرة القدم ولم نشهد أي حالات خشنة في دورينا حتى الآن مثلما كان الحال كثيرا في السابق، كما أن الحكام أنفسهم طوروا كثيرا من أفكارهم في قيادة المباريات وما نشاهده حاليا أعتبره نقطة إيجابية مهمة للغاية في مسيرة اللعبة من ناحية الالتزام الكامل من جميع اللاعبين باستثناء بعض الحالات وهو أمر طبيعي لأننا في النهاية في ملاعب كرة ولن تكون الأمور نقية تماما ولكن ما يحدث حاليا في صالح تطور وارتقاء اللعبة”.
باري حالة غريبة
المهاجم البرازيلي باري والمنتقل هذا الموسم من النادي الأهلي إلى نادي الجزيرة كان من الحالات الغريبة والطريفة في دورينا هذا الموسم حيث انتقل اللاعب لصفوف العنكبوت وهو يحمل في جعبته حالة طرد مع نهاية الموسم الماضي وكان طبيعيا أن يفقد الجزيرة جهوده في أول مباراتين بالدوري، وبالفعل غاب باري عن هجوم الجزيرة في المباراة الأولى ضد النصر وغاب عن مباراة الرديف ضد نفس الفريق أيضا ليبدأ باري مشواره مع الفريق مع الجولة الثانية في مباراة فريقه ضد الشارقة. (الاتحاد)
ماجد ناصر:
تعلمت من دروس الموسم الماضي
دبي (الاتحاد) - ماجد ناصر حارس مرمى الوصل كان أكثر المتضررين بحالة الإيقاف في الموسم الماضي والتي وصلت إلى خمس مباريات مما جعل الحارس الكبير يدخل هذا الموسم في منتهى التركيز والقوة وضبط النفس حتى الآن .
يقول ماجد ناصر: “ارتفاع مستوى اللياقة لدى الحكام من العوامل المهمة فيما نشاهده حاليا ودقة الحكام في الكثير من القرارات التي تحدث بها المشاكل وهو ما جعل لاعبينا يقللون من مساحة الاعتراض على القرارات وأرى الحذر الكامل من اللاعبين في الوقت الراهن خوفا من الانذارات وحالات الطرد، وأنا عن نفسي استفدت كثيرا من دروس الماضي وأرى حاليا أنه يجب التركيز الكامل في الملعب لأن طردي وعدم مشاركتي مع فريقي لها العديد من الأضرار سواء الشخصية أو العامة حيث أفتقد وجودي بين الثلاث خشبات وهو المكان المفضل لي وكذلك أحرم فريقي من جهودي، إضافة إلى حرمان منتخب بلادي من جهودي ودعمي لمسيرة منتخبنا”.
تابع ماجد ناصر بقوله :” نتعلم كثيرا من اللاعبين المحترفين بدورينا وبالتالي فإن أنديتنا مطالبة أيضا بالتدقيق في اختيار اللاعبين وما نشاهده تحديدا في الوصل مثال جيد وهناك إلتزام كامل أراه من لاعبي الامبراطور”.
الرمادي:
دور النجوم الكبار أكبر من مجرد اللعب
دبي (الاتحاد) - أكد أيمن الرمادي مدرب فريق دبي لكرة القدم أن ما يحدث من انضباط من اللاعبين مثار اهتمامنا جميعا ولابد من السير على نفس النهج بخلاف ما كنا نشاهده في الموسم الماضي خاصة في الجولات الأولى التي شهدت الكثير من حالات الطرد وأثرت في مستويات الفرق مع تتابع المباريات.
وقال الرمادي: “وجود لاعبين كبار في دورينا بحجم الإيطالي كانافارو مع الأهلي، والغيني اسماعيل بانجورا والإكوادوري تينيريو في صفوف النصر والإسباني يستى في صفوف الوصل وهناك لاعبون آخرون لهم وزنهم ساعد على وجود توازن في سلوكيات اللاعبين في أرض الملعب”.
وتابع الرمادي بقوله:”نسبة التركيز العالية من اللاعبين إيجابية للغاية وساهمت بقوة في حالة النظافة الحالية مقارنة بالموسم الماضي، وهي ظاهرة إيجابية، إضافة إلى تزايد ثقافة اللاعبين الاحترافية”.
محمود الماس:
الفضل للاعبين وليس للحكام
دبي (الاتحاد) - يرى محمود الماس لاعب الشارقة أن السبب في نظافة الجولات الخمس الأولى مقارنة بالموسم الماضي يعود في المقام الأول إلى اللاعبين وليس الى الحكام كما يحاول البعض على اعتبار أن اللاعب هو صاحب الجزء الأكبر من نظافة أو عدم نظافة المباريات.
قال الماس:” العقلية الاحترافية تطورت كثيرا لدى لاعبينا وأصبحت الخشونة قليلة في ملاعبنا ويتعامل اللاعبون بشيء من الذكاء في قطعهم للكرات وهناك توجيهات مستمرة من المدربين للاعبين بضرورة الإلتزام بالكرة والاهتمام في نفس الوقت بالفريق دون النظر إلى حكم المباراة”.
وعن حالة طرده في المباراة التي جمعت الشارقة مع العين في الجولة الثالثة لدوري هذا الموسم، يقول عنها الماس:” لم أعترض على قرار الحكم ولكن كانت له وجهة نظر وأنا أحترمها كثيرا، ولم أكن آخر لاعب في الملعب عندما تمت إعاقة ساند وعقوبة الطرد لم تأت على خشونة زائدة ولكنها في النهاية تقديرية للحكم وأنا أحترمها”.
عدد اليوم
