غالية خوجة (دبي)
أقيمت أول أمس، في مقر فرع دبي لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمسية بعنوان «مقهى الترجمة»، أدارتها الشاعرة شيخة المطيري رئيسة قسم التراث الوطني بمركز جمعة الماجد، مديرة إدارة النشر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، التي تساءلت في تقديمها عن الترجمة وآلياتها، وكيفية اختيار النص المترجم؟ ولماذا يشعر المترجم بأن هذا النص هو الأنسب؟ وإلى أين يتجه المترجم، لاحقاً، بعد عملية الترجمة؟ وما العلاقة بين اللغات في الترجمة؟ وهل للترجمة طقوس؟ وما أهم ميزات المترجم؟
أجاب الشاعر المترجم د. شهاب غانم من خلال تجربته التي بدأها مع ترجمة قصائده التي نشرتْ في «الخليج تايمز»، ثم استدرجته الترجمة إلى عالمها ليترجم قصائد شعراء آخرين إماراتيين وعرب، وتوالت إصداراته المترجمة من العربية إلى الإنجليزية، واتجه، بعدها، إلى الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، لتبلغ (15) إصداراً شعرياً من مجمل إصداراته السبعين، إلاّ عملاً واحداً سردياً هو (القصص في الإمارات) الكتاب الفائز بجائزة العويس.
أمّا فيما يخص اختياره للنصوص، فرأى أن لكل مترجم ميوله، وأن النص الأنسب لاختياراته هو ما يحبه ويستهويه، ويكون قابلاً للترجمة المشوقة.
ورأى أن الشعر عابر للغات، وأن الجاحظ أثّر سلبياً على الآخرين بمقولته: «الشعر لا يُترجم»، رغم أن «هوميروس» وجد قبله، واستطاع «دريني خشبة» أن يترجم الإلياذة والأوديسا بإبداعية. وأكد أهمية الترجمة قائلاً: لولا الترجمة لما اطلعنا على نتاجات العالم، ولما اطلع العالم على نتاجنا، ولما قال له، ذات يوم، صديقه الأميركي: شعركم العربي أفضل من شعرنا، وتابع د.غانم: ولولا الترجمة لما فزت بجائزة طاغور.
ولأن الجلسة مفتوحة على الحوار بين المنصة والحضور، دارت نقاشات حول دور الترجمة في العلوم والآداب، ودور اللغة في التعليم وتأثير الإنجليزية على الطلاب العرب والمجتمع والمستقبل، وهل يتغير التفكير تبعاً للغة التدريس؟
ورأى د. غانم أن الشاعر هو الشخص الأكثر إبداعاً في الترجمة شريطة أن يكون مثقفاً باللغتين، اللغة الأم، واللغة الثانية، وملمّاً بأسرارهما، وأكد أن الإنسان يظل يفكر بلغته الأم حتى وإن كانت المناهج بلغة أخرى، وأن التعليم سائد بالإنجليزية، إلاّ في الجمهورية العربية السورية التي عرّبت المصطلحات العلمية، وأشار إلى أن المصطلح غالباً ما يأتي به مكتشفه، فكلمة «روبوت» مثلاً، تحتمل عدة معان في اللغة العربية، وهنا، تساءل عن دور مجامع اللغة العربية في هذا المجال الحيوي، سواء على صعيد المصطلحات العلمية، أم تجديد القواميس؟
ولفت غانم إلى عدة قضايا وهموم وطموحات تمس الترجمة، مؤكداً أن على المترجم أن يغوص في أعماق اللغات ليستخلص جوهر الكلام لا حرفيته، فمعنى اليوم المشمس في بلاد شكسبير مختلف عن معنى اليوم المشمس في الإمارات مثلاً، لكن، الأهم هو النسق الذي يحضر به المعنى في اللغة الأم واللغة الثانية.
وفي نهاية الندوة، تسلم الدكتور شهاب غانم شهادة تقدير من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في دبي.