شادي صلاح الدين (لندن)
أظهر استطلاع للرأي نشرته شركة «كانتار» لأبحاث السوق أمس أن حزب المحافظين البريطاني بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون متقدم بفارق عشر نقاط على حزب العمال المعارض قبل الانتخابات التي ستجرى الشهر المقبل.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة التأييد للمحافظين بلغت 37 بالمئة مقارنة مع 27 بالمئة لحزب العمال، وحصل الديمقراطيون الأحرار، وهو حزب مؤيد للاتحاد الأوروبي، على 17 بالمئة بينما حصل حزب بريكست على تسعة بالمئة.
وشمل الاستطلاع 1165 مشاركاً عبر الإنترنت في الفترة من السابع وحتى 11 نوفمبر، قبل أن يعلن حزب بريكست أنه لن يطرح مرشحين على مقاعد يشغلها نواب في البرلمان من المحافظين.
ويتساءل الكثيرون حول فرص تحقيق حزب العمال البريطاني المعارض المفاجأة والفوز بالانتخابات العامة الشهر المقبل، وخاصة مع اتساع الفارق في النوايا التصويتية للناخبين لصالح حزب المحافظين.
ووضعت استطلاعات الرأي الأخيرة حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون بوضوح في الصدارة.
وتشير إلى أنه في طريقه للفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان البريطاني المقبل.
ومع ذلك، كان هناك درجة عالية من التقلب في نية التصويت على مدار العام الماضي مع تحولات هائلة في الرأي العام خلال الأشهر الأخيرة.
ورغم تقدم المحافظين في استطلاعات الرأي إلا أن هناك عدة عوامل يجب الانتباه لها عند النظر إلى الانتخابات القادمة وفرص كل حزب، وأهمها: أن جونسون في موقف أضعف من تيريزا ماي مايو في عام 2017. وعندما دعت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي إلى إجراء انتخابات عامة في عام 2017، منحتها استطلاعات الرأي تقدماً وصل إلى 25 نقطة. ومع ذلك، بحلول نهاية تلك الحملة الانتخابية، كان حزب كوربين متقلبا مع المحافظين في مايو وانتهى بها الأمر إلى خسارة أغلبية حكومتها في البرلمان.
وعلى النقيض من ذلك، دخل جونسون في هذه الحملة من دون أغلبية في البرلمان وبأصوات أقل بكثير في صناديق الاقتراع.
وقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي الأخيرة بالفعل أن التقدم بدأ في التقلص.
كما أن جونسون يكرر حملة ماي الفاشلة، وخاصة أن رئيسة الوزراء السابقة خاضت الانتخابات العامة لعام 2017 بهدف تأمين أغلبية برلمانية كبيرة بما يكفي لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت محاولتها فاشلة، حيث أيد العديد من الناخبين خطة كوربين البديلة لزيادة الإنفاق على الخدمات العامة.
ولهذا السبب يحاول جونسون بشكل أساسي تكرار هذه الرسالة، لكنه يأمل أن يكون أكثر فاعلية في إيصالها للناخبين.
العامل الثالث يتعلق بقلق المحافظين من قدرة جونسون على الفوز في المناظرات التلفزيونية التي تجري قبل الانتخابات.
ووافق جونسون على المشاركة في سلسلة من المناظرات التليفزيونية الفردية مع زعيم حزب العمال.