محمد حامد (دبي)
لم يكن ماوريسيو بوتشيتينو، المدير الفني لفريق توتنهام مجرد لاعب ومدرب لفريق إسبانيول لمدة 11 عاماً، بل إنه عاشق للنادي وجماهيره، وبالنظر إلى أنهم يطلقون على النادي الكتالوني «الابن العاق» للبارسا، فإن ذلك يكفي لرفع سقف الإثارة في موقعة الليلة بين توتنهام وبرشلونة، في الجولة الثانية لمرحلة المجموعات لدوري الأبطال، فجماهير إسبانيول تشتهر بعدم حبها للبارسا، بل برفضها لفكرة استقلال إقليم كتالونيا، والتي تشكل هوساً تاريخياً لبرشلونة وجماهيره، كما أن هناك تقارباً جماهيرياً بين إسبانيول والريال، ولا يتردد المدير الفني لتوتنهام في إطلاق التصريحات النارية ضد البارسا، فقد تكرر على لسانه أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، خاصة قوله إنه لا يقبل أن يكون مدرباً لبرشلونة يوماً ما.
وفي جميع الأحوال، وبعيداً عن الإثارة التي يضيفها إيقونة «الابن الضال» بوتشيتينو، الذي يحلم بإسقاط البارسا لإسعاد عشاق توتنهام واسبانيول معاً، فإن موقعة ويمبلي بين توتنهام وضيفه برشلونة تستأثر بأضواء الجولة الثانية لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال، قياساً بالندية المتوقعة بين طرفيها، وعلى الرغم من أن هناك فارقاً كبيراً في التاريخ والقدرات والخبرات يصب في مصلحة الزائر الكتالوني، إلا أن التراجع الذي أصاب فريق ميسي، وإقامة المباراة بمعقل الفريق اللندني، الذي يمتلك عناصر لا تنقصها الجودة، وعلى رأسهم هاري كين، وكريستيان إيركسن، وإيريك لاميلا يجعل المباراة أقرب إلى الندية والتكافؤ.
ويبحث برشلونة عن الفوز على منافسه اللندني من أجل استعادة التوازن، بعد أن أخفق في تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات بالليجا، وعلى الرغم من أنه حقق الفوز في ضربة البداية بدوري الأبطال، حينما سحق آيندهوفن برباعية بيضاء، إلا أن توتراً كبيراً يحيط بميسي ورفاقه بعد الظهور بصورة متواضعة منذ بداية الموسم، والذي لم يشهد تقديم الفريق لمستواه المعهود إلا في بعض فترات المباريات التي خاضها، وفي المقابل لا بديل أمام توتنهام سوى الفوز، أو عدم التعرض للخسارة على أقل تقدير، فقد تجرع مرارة السقوط في الجولة الأولى أمام إنتر ميلان، مما يدفعه إلى تدارك الموقف قبل فوات الأوان.
بعد آخر يجعل الأنظار تتجه صوب ويمبلي الليلة، وهو أن المباراة تشهد تنافساً ملتهباً بين الملك ليونيل ميسي الذي سجل 103 أهداف في 106 مباريات بدوري الأبطال، وبين الأمير هاري كين نجم وهداف توتنهام، والذي أحرز 9 أهداف في 11 مباراة بالبطولة القارية، صحيح أن الفارق كبير بينهما، إلا أن نسبة التهديف واحدة، وهي 0.82 هدف في المباراة، كما أن ميسي يبلغ 31 عاماً، ويخوض منافسات البطولة القارية منذ أن بلغ 17 عاماً فقط، فيما لا يتجاوز كين 25 عاماً، وبدأ رحلته مع دوري الأبطال قبل موسمين.
وهناك تقارب كبير في الأرقام والتأثير الذي يحظى به ميسي وكين في البارسا وتوتنهام، فقد سجل كل منهما 5 أهداف في 7 مباريات بالليجا والبريميرليج منذ بداية الموسم الحالي، وكذلك على مستوى أرقام الموسم الماضي، والذي شهد تألق كين بإحرازه 41 هدفاً في 48 مباراة بجميع البطولات، بل إنه تفوق على ميسي في النسخة الماضية لدوري الأبطال، فقد سجل 7 أهداف في 7 مباريات، فيما اكتفى ليو بإحراز 6 أهداف في 10 مباريات.
وتشير التوقعات إلى أن توتنهام سوف يخوض موقعة الليلة بتشكيلة تتكون من جازانيجا حارساً للمرمى، وأمامه الرباعي تريبير، وفيرتونخين، وألديرفيريلد، ودافيز، وفي وسط الملعب ديمبلي، وداير، وإيركسن، ومورا، وفي الهجوم الثنائي لاميلا، وكين، وفي المقابل من المتوقع أن يدفع فالفيردي بتشكيلة يحرس مرماها تيرشتيجن، وللدفاع سميدو، ولينجليت، وبيكيه، وألبا، وفي وسط الملعب بوسكيتس، وكوتينيو، وراكيتيتش، وفيدال، وفي الهجوم ميسي، وسواريز.
وبذلك سوف يخوض الفريق اللندني، ونظيره الكتالوني موقعة الليلة بتكتيك واحد، يعتمد على طريقة 4-4-2، ويلعب مورا في صفوف توتنهام، ومواطنه كوتينيو في البارسا دوراً مهماً ومحورياً في هذه الطريقة، حيث يتعين عليهما القيام بمهام هجومية من منتصف الملعب، تتمثل في صناعة اللعب، والقدوم من الخلف، لدعم كين ولاميلا في توتنهام، ومساندة ميسي وسواريز في البارسا، كما أنهما سوف يكون لهما بعض المهام الدفاعية في نفس الوقت، وكشفت صحيفة «سبورت» الكتالونية عن طريقة فالفيردي، حينما جعلت غلافها الصادر أمس يحمل 3 أرقام، وهي 4-4-2، في إشارة إلى خطة المدرب الإسباني في موقعة ويمبلي.
سواريز يتحفز لإنهاء صيامه «الخارجي»
عندما كان لاعباً لفريق ليفربول، لم يواجه النجم الأوروجوياني لويس سواريز معاناة في هز شباك المنافسين على الملاعب الإنجليزية، وهو ما يتطلع إلى استعادة مذاقه، عندما يشارك ضمن صفوف برشلونة الإسباني في المباراة المقررة أمام توتنهام الإنجليزي. ويتطلع سواريز مهاجم برشلونة إلى إنهاء فترة صيامه عن التهديف خارج الأرض في دوري الأبطال، والمستمرة منذ ثلاثة أعوام، حيث لم يحرز أي هدف في مباراة خارج الأرض منذ نجاحه في هز شباك روما الإيطالي في سبتمبر 2015، وذلك بعد أشهر قليلة من تسجيله لبرشلونة في شباك يوفنتوس الإيطالي، في المباراة النهائية للنسخة السابقة من دوري الأبطال، على ملعب الاستاد الأولمبي في العاصمة برلين. ومنذ ذلك الوقت، لم يتوج برشلونة بلقب دوري الأبطال، ولم ينجح سواريز في تسجيل أي هدف للفريق في المباريات التي يخوضها خارج ملعبه.
وقبل أن يسجل سواريز في نهائي 2015 ببرلين، كان النجم الأوروجوياني قد سجل أهداف مهمة للفريق خلال البطولة نفسها، منها ثنائية في شباك سان جيرمان، وثنائية أمام مانشستر سيتي في عقر داره على ملعب الاتحاد.
بوكيتينو: الخطأ غير مسموح الليلة!
قبل مواجهة فريق برشلونة الليلة في الجولة الثانية لدور المجموعات بدوري الأبطال «شامبيونزليج»، اعترف الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي، أن فريقه غير مسموح له بالخطأ في المباراة، بعد أن خسر في مباراة الجولة الأولى أمام فريق إنتر ميلان الإيطالي «1/2»، وخاصة أنه سيخوض لقاء اليوم على أرضه ووسط جماهيره. وقال بوكيتينو في حديث لمراسل صحيفة «ماركا» في لندن،: مباراة توتنهام وبرشلونة تعتبر بمثابة مواجهة خاصة لأنه سبق له التدريب في إسبانيا، وتحديداً في مدينة برشلونة، حيث لعب لفريق إسبانيول ثم أصبح مديراً فنيا له، وهو الجار اللدود للبارسا.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن أن يفكر في تدريب البارسا يوماً ما، قال بوكيتينو:هذا أمر مستحيل لأن طريق كل منا مختلف عن الآخر.. صحيح إنني أكن كل الاحترام والتقدير لهذا الفريق الرائع، إلا أنني مرتبط ارتباطاً عاطفياً بفريق إسبانيول ولي أصدقاء كثيرون في المدينة، ومن الصعب أن أخذلهم لأنني أعتبر نفسي ما زلت عضواً في فريق إسبانيول، الذي عشت داخل جدرانه عدة سنوات، ولهذا فإن تدريبي لبرشلونة مسألة مستحيلة تماماً.
وأضاف بوكيتينو: العودة مجدداً إلى مدينة برشلونة ستكون أمراً لطيفاً، كما أن اللعب ضد برشلونة تحد رائع ومحفز جيد.
وتطرق بوكيتينو للحديث أكثر عن برشلونة ونجومها، بلهجة استشف منها المراسل الصحفي الذي يحاوره، أنه يخشى هذا الفريق ويعمل له ألف حساب، إذ أشاد المدرب الأرجنتيني بمواطنه الموهوب ليونيل ميسي، الذي يعتبره أفضل لاعب في العالم، كما أشاد بقدرته على قيادة الفريق إلى تحقيق الفوز حتى لو كان ذلك خارج الديار. وأشار إلى تغير فلسفة لعب البارسا بعد رحيل النجمين الكبيرين تشابي هيرنانديز وأندريس أنيستا، وقال: نحن نتحدث عن فريق كان ولا يزال، يضم أفضل اللاعبين في العالم، فوراء ميسي كتيبة من النجوم الذين يثيرون الرعب في أي منافس، لما يتمتعون به من موهبة ومهارات فنية عالية. ولكن بوكيتينو استدرك قائلاً: لقد اختلف الأمر بدرجة ما الآن بعد رحيل إنييستا، ومن الطبيعي أن يتحول برشلونة إلى فريق آخر مختلف على يد أرنيستو فالفيردي، الذي حاول تغيير الأمور ولكنه احتفظ في الوقت نفسه بالمبادئ الأساسية للعب البارسا، وأعطى منذ مجيئه مؤشرات طيبة انعكست على نجاحات الفريق. واختتم بوكيتينو حديثه بقوله إن البارسا فريق قوي وقادر على الحسم في أي وقت، ولكننا لن نكون صيداً سهلاً لأن فوزنا في هذه المباراة التي سنلعبها هنا في لندن سيكون هو طريقنا للخروج من عنق زجاجة بعد الخسارة في الجولة الأولى من إنترميلان الإيطالي.
جدير بالذكر أن بوكيتينو «46 عاماً» لعب لفريق إسبانيول أكثر من 7 سنوات، كما تولى تدريب نفس الفريق 3 سنوات أخرى خلال الفترة من 2009 و2012. وتولى تدريب ساوثهامبتون موسم 13/2014 وبعدها استقر به المقام مع «السبيرز».