السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثنائيات هجومية أفسدتها الأنانية!

ثنائيات هجومية أفسدتها الأنانية!
3 أكتوبر 2018 00:02

عمرو عبيد (القاهرة)

يمتلئ عالم كرة القدم بالكثير من التناقضات التي حيرت كل عشاقها، فالكثير من المتخصصين يؤكدون أن المهاجم يجب أن يتحلى بالفردية في بعض الأحيان من أجل تسجيل الأهداف، وفي تصريحات عكسية يشيرون إلى أن الفرق الأكثر نجاحاً هي التي تعتمد على جماعية الأداء والتعاون، ويُذكر أن للفرنسي المخضرم آرسين فينجر تصريحاً شهيراً أطلقه قبل 5 أعوام، أعرب فيه عن معارضته لفكرة جائزة الكرة الذهبية لكّونها ترسخ الأنانية عند اللاعبين، مما يؤدي إلى إفساد المعيار الرئيس والأساس للعبة، والذي بُني على الجماعية، بينما وجه البعض نصيحة إلى النجم البلجيكي إيدين هازارد بأن يزيد من أنانيته، للحصول على تلك الجائزة العالمية، وبين هذا وذاك يقع الجميع في حيرة بالغة، إزاء حالات بارزة من أنانية اللاعبين ظهرت في السنوات الأخيرة !
ولعل واقعة السنغالي ماني مع زميله المصري صلاح خلال مواجهة فريقهما، ليفربول لغريمه توتنهام في الجولة الخامسة من البريميرليج، هي الأبرز في الفترة الماضية، لا سيما في ظل تراجع معدلات الثنائي التهديفية مقارنة بالمواسم الماضي، حيث انتفضت جماهير الريدز عبر مواقع التواصل الاجتماعي معارضة لأنانية ماني، وعدم تمريره الكرة إلى صلاح الذي كان في وضع أفضل أمام مرمى السبيرز، بدلاً من إهدار كيتا لانفراد ثلاثي من جانب الريدز بلاعبين اثنين في دفاع الديوك، ولم تتوقف الصحافة العالمية عن متابعة الأمر الذي نفاه المدرب يورجن كلوب تماماً، لكن رد فعله الغاضب من أنانية ماني كان واضحاً أثناء إعادة اللقطة التليفزيونية، بجانب ما حدث قبل انطلاق الموسم بينهما في خلاف على تسديد ركلة جزاء، أثناء مواجهة مانشستر يونايتد الودية في الولايات المتحدة الأميركية .
ويضع المتخصصون في اللعبة والعديد من الصحف العالمية، البرتغالي كريستيانو رونالدو، على رأس قائمة أكثر اللاعبين أنانية في العصر الحديث، وتعددت انتقادات اللاعبين لزميلهم البرتغالي في العامين الماضيين فيما يتعلق بهذا الأمر، حيث خرجت بعض الصحف الإسبانية وقتها لتؤكد اعتراض أكثر من لاعب على أسلوب الدون الأناني داخل المستطيل الأخضر، وعلى رأسهم بيل ومودريتش وكروس وأسينسيو، وكان الويلزي قد أكد مؤخراً أن غرفة ملابس الريال باتت أكثر استقراراً عقب رحيل صاروخ ماديرا، واتهم بيل زميله السابق كثيرا بالأنانية وعدم التمرير له أمام المرمى، وهو ما أكده الفرنسي بنزيمة في تصريحات أخرى، وكان لرونالدو لقطة شهيرة للغاية في موسم 2011/2012 أمام فريق أوساسونا في الليجا، حيث سجل هدفين مثل زميله السابق الأرجنتيني هيجواين، في خماسية الميرنجي، لكن رونالدو قام بفعل عجيب خلال تلك المباراة، عندما راوغ هيجواين حارس أوساسونا وانفرد بالمرمى، لكن الدون تداخل معه محاولاً ركل الكرة داخل المرمى، فارتطما سوياً وخرجت الكرة تتهادى خارج الخط، في لقطة لا تتكرر كثيراً في عالم الكرة، وفي موسم 2014/2015 تكررت اللقطة بصورة عكسية، حيث لحق ألفارو أربيلوا بالكرة وأسكنها الشباك في إحدى مباريات الليجا قبل رونالدو، ليركل الأخير الكرة بغضب بالغ ويرفض الاحتفال مع زميله، مثلما فعل ذلك مرات عديدة رافضاً الاحتفال بأهداف غيره حتى لو قادت فريقه إلى الفوز !
البرازيلي نيمار هو الآخر يعد أحد الأمثلة الشهيرة للأنانية واللعب من أجل ذاته فقط، على الرغم من أن ميسي وسواريز كثيراً ما تركوا له ركلات الجزاء وبعض الركلات الحرة من أجل أن يسجلها في الشباك، أثناء فترة مثلث الـ MSN الشهير في البارسا، إلا أنه كان دائم البحث عن الأزمات لرغبته في أن يكون النجم الأول والأوحد، ولم يختلف الوضع كثيراً عندما غادر نيمار بالبلوجرانا حسب رأى الجماهير الكتالونية وانتقل إلى صفوف باريس سان جيرمان، حيث شهدت مباريات وتدريبات فريق العاصمة الفرنسية الكثير من المشاحنات والصدامات بينه وبين كافاني، لدرجة أنهما تشاجرا سوياً أثناء مباراة ليون في العام الماضي بسبب أولوية تسديد ركلة جزاء، وهو ما فجر الغضب المكتوم بينهما منذ اليوم الأول لوجود نيمار داخل قلعة بي أس جي، وتابع كثيرون مباريات الموسم الماضي التي كثيراً ما شهدت رفض كليهما تمرير الكرة للآخر أمام المرمى، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يكشف فيها نيمار عن أنانيته، إذ ذكرت إحدى الصحف الألمانية أن النجم البرازيلي أهان مدربه في فريق سانتوس البرازيلي بسبب ركلة جزاء، حيث قرر المدرب منحها للاعب آخر فظل نيمار يتشاحن مع مدربه طوال اللقاء ووقع عليه النادي عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة آنذاك، وتناولت العديد من التقارير الإعلامية العالمية أنانية نيمار الواضحة في مباريات منتخب بلاده خلال المونديال الأخير، ونشرت الإحصاءات التي تؤكد أن نجم السليساو أهدر العديد من الهجمات بسبب إصراره على المراوغة أو التسديد بدلاً من التمرير إلى زميل، وكان خروج السامبا من ربع النهائي هو أمر منطقي !

ليفا هاجم روبن علناً.. ورونالدو ذاق من كأس ناني
لا يحتاج النجم الهولندي الكبير آرين روبن، للاعتراف بمثل هذه الأمور الواضحة كالشمس لكل متابعي الكرة العالمية، فروبن لا يمرر إلا عند الضرورة القصوى، والكل يحفظ عن ظهر قلب أسلوب انطلاقه في الجبهة اليمنى، ثم الانحراف بالكرة نحو العمق والتسديد من أي زاوية مهما بلغت صعوبتها، ولا يفكر روبن إلا في تصويب الكرة على المرمى، حتى لو وجد أمامه 10 لاعبين في الدفاع، وكثيرا ما أهدر روبن هجمات البافاري الألماني بسبب أسلوبه الفردي، بدلاً من التمرير إلى ليفاندوفسكي، أو ريبيري على الجهة الأخرى، التي تكون خالية غالباً من المدافعين الذين يندفعون جميعاً نحوه لأنهم يحفظون طريقته، وشهد عام 2015 صداماً علنياً بين ليفا وروبن بسبب أنانية الأخير، حيث خرج البولندي على صفحات الجرائد الألمانية ليتهم الهولندي بذلك، وعندما طلب منه التوضيح أجاب قائلاً: «يمكنكم إعادة مشاهدة المباريات، كل شيء واضح»، ومنح روبن آنذاك ليفا 3 تمريرات حاسمة فقط خلال 25 مباراة أثناء ذلك الموسم !
الكثير من اللاعبين اتهموا بالأنانية، منهم كارلوس تيفيز، وإبراهيموفيتش وروبينيو، والأخير كان يسمع صراخ زملاءه من أجل التمرير إليهم، لكنه لا يعبأ بهم ويعدو بالكرة نحو زاوية العلامة الركنية من أجل المزيد من المراوغة والمتعة الشخصية، وهو ما أنهى مسيرته مبكراً في الملاعب العالمية، أما البرتغالي ناني فكان نسخة أخرى من مواطنه رونالدو في فريق مانشستر يونايتد، حيث كانت الهجمة تنتهي عادة عنده بسبب إصراره على المراوغة أو التسديد، بدلاً من التمرير وسط سخط هائل من الجميع، والطريف أن ناني لقن رونالدو درساً في الأنانية خلال مواجهة منتخب بلادهما للماتادور الإسباني، في مباراة ودية في نوفمبر 2010، حيث سدد رونالدو كرة رائعة داخل المرمى بعد مراوغة هائلة لبيكيه، إلا أن ناني المتسلل قفز على خط المرمى ليودعها الشباك رغم أنها كانت في طريقها إليها بالفعل، وتم إلغاء الهدف ليصاب الدون بنوبة غضب هائلة، بعدما تذوق مرارة ما عانى منه زملاؤه بسببه عبر الكثير من السنوات.

روماريو أخلف وعد كيفت.. وبن عرفه اعترف بأنانيته
يذكر العالم أجمع الثنائي البرازيلي الذهبي في مونديال 1994، روماريو وبيبيتو، حيث اعتاد الأول هز الشباك من صناعة الثاني، لكن لا أحد يتحدث عن الثنائي روماريو و كيفت، الذي توهج مع فريق ايندهوفن الهولندي في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، حيث سجل الثنائي ما يزيد على 200 هدفاً مع بي اس في، وفازا معاً بعدة ألقاب محلية هولندية، لكن ويم كيفت اتهم روماريو بعد ذلك بأنه كان أنانياً جداً ولم يمرر له الكرة كثيراً، حتى لو كان في وضع أفضل أمام المرمى، وفي المقابل أكد كيفت أنه صنع الكثير من الأهداف لصالح الهداف البرازيلي، الذي كان يعده في كل مرة أنه سيمرر له في المباراة القادمة، لكنه لم ينفذ وعده أبداً!
واعترف حاتم بن عرفه جناح رينيه الفرنسي الحالي ولاعب بي اس جي السابق، بأنه كان أنانياً في سنوات لعبه الأولى، لا يفكر في التمرير إلى زميل، ويبحث فقط عن زوايا للتسديد والمراوغة، ووصف ذلك بقوله إنه كان يظن نفسه الموهوب الوحيد في العالم، وعانى بن عرفه كثيرا في السنوات الأخيرة بعدما ابتعد عن المشاركة مع باريس سان جيرمان، وكذلك غاب عن المنتخب الفرنسي منذ ما يزيد على 11 عاماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©