15 يوليو 2011 18:55
غدير عبدالمجيد (العين) - تحتفل بعض العائلات العربية بحق الليلة أو ليلة النصف من شعبان ابتهاجا باستقبال شهر رمضان الفضيل الذي باتت تفصلنا عنه أيام معدودة.
وتقول منيرة سعيد الكتبي موظفة، إنها عادة جميلة تشجع أفراد العائلة على التواصل الاجتماعي وتدخل الفرح إلى نفوس الأطفال الذين يأكلون الحلويات المعدة خصيصا في هذا اليوم.
وتشير غادة محمد نور الشقفة مدرسة فنون، إلى أن الاحتفال بحق الليلة موجود لديهم حتى يومنا هذا في سوريا، إذ عادة ما يجتمع أفراد العائلة في بيت أحدهم ويقرأون سورة يس 3 مرات عبر إمساك كل فرد بالمصحف وقراءته لها وبين كل مرة وأخرى يقوم كبير العائلة أو رب الأسرة بقراءة دعاء خاص لليلة النصف من شعبان والبقية يؤمنوا عليه، كما يسبق ذلك تحضير حلويات تسمى بحلويات النصف من شعبان في المنزل وتباع في الأسواق أيضا خصيصا لهذا اليوم مثل المعمول الأبيض والباشمينة والمحيا والسكاكر، ويتم تناولها بعد الإنتتهاء من قراءة القرآن والدعاء، كما يقوم أصحاب المحلات بتوزيع مثل هذه الحلويات مجانا على المارة ابتهاجا بهذه الليلة.
وقالت: كوني أعيش وزوجي وأولادي في الإمارات منذ سنوات مما يمنعني من الاجتماع مع العائلة للاحتفال سوية، لكنني أقوم بقراءة سورة يس وأشتري السكاكر والحلويات لأولادي في هذا اليوم للاحتفال على نطاق أسرتي.
وتتذكر تهاني صالح موظفة عندما كانت أسرتها تحتفل بالمناسبة وهي طفلة صغيرة، حيث كانت الأسرة والأقارب والجيران يعدون للمناسبة مسبقا الحلويات والمكسرات عبر وضعها في أكياس صغيرة بالإضافة إلى دراهم ليتم توزيعها على الأطفال وذلك في ليلة النصف من شعبان حيث تجتمع النساء في بيت واحد ويقرأون القرآن ويدعون الأدعية معتبرين أن الاحتفال بهذه الليلة يوازي الاحتفال بيوم وقفة عرفة أو رمضان.
كما تتذكر تهاني ضاحكة الأناشيد التي كان الأطفال يرددونها وهم يتجولون لاستلام حصصهم من الأكياس “عطونا الله يعطيكم وبيت مكة يوديكم عطونا من حق الله ولا بنذبح عبدالله ... عطونا من حق هالليله ولا بنذبح العجيله ... الخ. ويشير محمد عامر السيد الذي يعمل في أحد المطاعم الشعبية إلى أنه تلقى اتصالات هاتفية من عدد من الزبائن يوصونه بتجهيز كميات كبيرة من الحلويات ليومي الجمعة والسبت المقبلين بغية الاحتفال بحق الليلة ومن هذه الحلويات البلاليط والخنفروش ومحلى زايد وقروص التمر وغيرها.
ومن جانب آخر يوضح أنه في مصر بل في منطقة الأرياف على وجه التحديد لا زالوا يحتفلون بحق الليلة وتتمثل طقوسهم في إنشاد الأناشيد الاسلامية من قبل الرجال والأطفال في المساجد وصناعة الحلويات من قبل النساء في المنازل مثل بلح الشام أوالعوامة ويجتمعون لتناولها سوية. وقال المهندس محمد الأحبابي إن الاحتفال بحق الليلة من العادات التراثية الشعبية المتوارثة التي يجب ألا نتخلى عنها بل نعمل على إحيائها لما لها من جوانب إيجابية جميلة في اجتماع الأسر والعائلات على ذكر الله وقراءة القرآن والدعاء واستعدادهم بذلك لاستقبال شهر رمضان الفضيل، بالإضافة إلى إدخال السرور والفرح إلى قلوب الأطفال الذين يفرحهم تناول الحلوى وترديد الأناشيد.