جمعة النعيمي (أبوظبي)
احتفل مجلس البطين، أمس، «بالمالد»، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يحتفل به المسلمون في معظم الدول الإسلامية من كل عام في الثاني عشر من ربيع الأول الهجري، باعتباره فرحة لتذكر مولد نبي الرحمة المهداة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم.
بدأ الاحتفال بإقامة مجلس تنشد فيه قصائد لمديح النبي «صلى الله عليه وسلم» والثناء عليه، واستعراض بعض الدروس من السيرة النبوية الشريفة والشمائل المحمدية، حيث قامت مجموعة تطوعية من الإمارات للإنشاد والمالد بمدح سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الزكية والعطرة والشمائل العظيمة، والصفات الخلقية التي يمتاز بها خاتم الأنبياء والمرسلين.
وأوضح الباحث والشاعر ثاني المهيري، المشارك ضمن المجموعة التطوعية في المدح والثناء على خير خلق الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن فن «المالد»، يعد أحد أشكال الأناشيد الدينية الإسلامية في المجتمع الإماراتي، ويتكون من صف من الجالسين يحملون بأيديهم دفوفاً يلوحون بها في الهواء ويضربون عليها، فتنبعث نغمة موحدة، ويتخللها نشيد ديني يسرد سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواجهة صف من المنشدين، حيث تتلاحق الأكتاف مع بعضها البعض ويتمايل المنشدون يميناً ويساراً، وهم يرددون وراء المنشد كلمات عن الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار.
ولفت المهيري إلى أن المالد ينقسم إلى قسمين، القسم الأول يذكر فيه قراءة قصة ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يوجد علماء قاموا بتيسير حفظها للجميع وترديدها وفيها نوع من السجع والأساليب البلاغية. أما النوع الثاني، فهو النوع الذي تضرب فيه الدفوف وهو «مالد السمّاع» ويؤدى في المناسبات السعيدة غالبا، في حين أن «المالد البرزنجي» يؤدى في سائر المناسبات، مشيرا إلى أنه كان يقرأ في بعض المساجد وخاصة في ليلة الجمعة أو ليلة الاثنين، مبينا أن المالد هو موروث تراثي قديم متعارف لدى الجميع.
وأضاف المهيري أن المالد من العادات والأمور التي توارثت من الماضي، مشيرا إلى أن امتدادها يرجع إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في إنشاد المدائح في حضرته، مضيفاً أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هو أحد الاحتفالات التي تعقد فيها هذه المدائح، لافتاً إلى أن أداء «المالد» يؤدى في الأعراس والمناسبات السعيدة وبالأخص مناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
يشار إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي، تطرق إليه عدد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير والحافظ ابن دحية الأندلسي والحافظ بن حجر، لأن ولادته أعظم النعم علينا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم.