فيما يمثل الاستبدال قراراً صعبا على أي لاعب في المباراة، يبدو القرار أكثر صعوبة على نجم كبير مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم هجوم يوفنتوس الإيطالي.
وذكرت العديد من التقارير أن رونالدو غادر الاستاد قبل نهاية المباراة بعد استبداله في مباراة فريقه أمام ميلان أمس الأول الأحد حيث كانت المرة الثانية في غضون أسبوع واحد التي يستبدل فيها اللاعب الكبير.
وأشارت وسائل الإعلام الإيطالية إلى الواقعة بلفظ "رونالدو الغاضب" لتوضيح مرارة التغيير بالنسبة لرونالدو الذي ترك الملعب في الدقيقة 55 ليحل مكانه باولو ديبالا الذي سجل الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 77.
وجاء تغيير رونالدو بعدما قدم أداء مخيباً للآمال على مدار 55 دقيقة. وحل ديبالا مكانه للمرة الثانية في غضون أسبوع حيث سبق له أن شارك بديلاً له أيضا في المباراة أمام لوكوموتيف موسكو الروسي بدوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي وهي المباراة التي شهدت فوزا صعبا ليوفنتوس 2/1 بفضل هدف في الوقت بدل الضائع للقاء.
وبدا غضب رونالدو واضحاً في مصافحته الخاطفة للنجم الأرجنتيني ديبالا على خط الملعب ومن كلماته الغامضة التي قالها بصوت خافت وهو يتمتم تجاه مقاعد البدلاء والطاقم التدريبي خلال توجهه إلى غرف تغيير الملابس.
وأشارت تقارير إلى أنه غادر الاستاد قبل نهاية المباراة تاركا الفريق وجماهيره يحتفلون بالفوز الثمين على ميلان والبقاء في صدارة جدول المسابقة بفارق نقطة واحدة أمام انتر ميلان قبل فترة توقف الدوري بسبب الروزنامة الدولية.
وكشف ماوريتسيو ساري المدير الفني ليوفنتوس عن شكواه وامتعاضه، مثلما فعل دائماً في الأسابيع القليلة الماضية، من فقد فريقه للكرة ومن الأخطاء الفنية التي يرتكبها اللاعبون في المباريات رغم أن الفريق حافظ على سجله خاليا من الهزائم في الدوري ودوري الأبطال الأوروبي بالموسم الحالي حتى الآن.
ولكن ساري اضطر لتجنب الرد على أي أسئلة أو استفسارات بشأن رد فعل رونالدو وكيفية تعامله كمدرب مع حالة الإحباط التي تسيطر على النجم البرتغالي.
وقال ساري : "يجب توجيه الشكر إلى رونالدو لأنه وضع نفسه تحت تصرف الفريق والمشاركة في المباريات رغم أنه ليس في أفضل حالاته... في الشهر الماضي، عانى من مشاكل في الركبة وهي مشكلة ضئيلة بالنسبة له".
ونشر رونالدو على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت رد فعل مقتضب بشأن مباراة الفريق أمام ميلان وقال باللغة الإيطالية : "مباراة صعبة وفوز مهم".
وقال ساري إنه لم يندهش إزاء غضب وتوتر رونالدو مشيراً إلى أن اللاعب عليه أن يناقش مع زملائه بالفريق انصرافه المبكر من الاستاد.
وأشار: "عندما تستبدل لاعباً يحاول بذل قصارى جهده، تكون هناك خمس دقائق من الغضب. أعتقد أنه أمر طبيعي... بالنسبة للمدرب، قد يكون هذا جيداً أيضاً أن ترى هذا".
وكان ساري تولى تدريب الفريق في صيف هذا العام بعدما قاد تشيلسي الإنجليزي للفوز بلقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي.
ولكن فابيو كابيللو المدير الفني الأسبق لكل من منتخبي إنجلترا وروسيا والمدير الفني الأسبق لكل من فرق يوفنتوس وميلان الإيطاليين وريال مدريد الإسباني لم يتحل بنفس الأناقة والكلمات الرقيقة في تعليقه على رونالدو.
وقال كابيللو، الذي يعمل الآن محللاً رياضياً في شبكة "سكاي" التلفزيونية: "رونالدو لم يراوغ منافساً في آخر ثلاث سنوات. ليس بلياقة جيدة".
وأشار كابيللو إلى أن رونالدو -34 عاما- يحتاج للعمل بشكل أكبر على الارتقاء بلياقته.
كما هنأ كابيللو مواطنه ساري على التغيير الشجاع الذي قاد الفريق للفوز في المباراة.
وذكرت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية الرياضية أن رونالدو، الذي يقضي حالياً موسمه الثاني مع يوفنتوس، استبدل عشر مرات فقط قبل مرور ساعة من المباريات التي خاضها مع الأندية التي لعب لها والتي تجاوزت الـ800 مباراة.
ويستعد رونالدو الآن لخوض مباراتين مع منتخب بلاده في الأيام القليلة المقبلة أمام منتخبي ليتوانيا ولوكسمبورج في تصفيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020).
وسجل رونالدو سبعة أهداف للمنتخب البرتغالي في آخر أربع مباريات خاضها بالتصفيات وهو ما يفوق كثيراً سجله مع يوفنتوس هذا الموسم حيث أحرز خمسة أهداف في عشر مباريات خاضها مع الفريق بالدوري الإيطالي هذا الموسم.
ويأمل يوفنتوس في أن يستعيد رونالدو مستواه العالي قبل مباراة الفريق المهمة والصعبة أمام مضيفه أتالانتا في المرحلة التالية من الدوري الإيطالي وذلك في 23 نوفمبر الحالي.