18 يناير 2011 23:11
ختامها “مر”، وبطعم “العلقم”، حيث كانت “الفضيحة الخماسية” أمس الأول أمام اليابان، السطر الأخير في سقوط الأخضر السعودي، وخروجه المبكر من نهائيات كأس آسيا المقامة حالياً بالدوحة، وجاء خروجه من الدور الأول عن جدارة واستحقاق، دون أن يسجل أي نقاط أو أهداف، وكانت الخسارة الأخيرة أمام اليابان بالخمسة، هي أسوأ هزيمة للفريق في البطولة الآسيوية، لتلطخ ثوب المشاركة في نسخة 2011، بعد أن كان المنتخب السعودي صاحب التاريخ الناصع البياض، بعد أن سبق له حصد اللقب 3 مرات.
وجاءت نسخة الدوحة لتصنع تاريخاً أسود للكرة السعودية، التي كانت وصيف النسخة الماضية، وقد دخلت نتيجة مباراة الفريق أمام اليابان في موسوعة الأرقام القياسية على مستوى البطولة، بينما كانت أكبر خسارة للمنتخب في تاريخ كأس آسيا كانت أمام اليابان 1- 4 عام 2000، وأمام إيران صفر - 3 عام 1996.
ولعل مسلسل السقوط بدأ من خلال العديد من المشاكل، التي سبقت الأخضر قبل أن يصل إلى الدوحة، وكان في مقدمتها المشاكل التي حدثت مع بيسيرو مدرب الأخضر، وانقسام الشارع الرياضي إلى قسمين ما بين مؤيد لبقائه أو رحيله، وهو السر في الصدام، الذي حدث بين بيسيرو والإعلام في المؤتمر الصحفي قبل المباراة الأولى أمام سوريا، مما كشف حجم المشاكل التي يعيشها “الأخضر”.
ومع المباراة الأولى أمام سوريا والخسارة بهدفين مقابل هدف واحد، كانت هذه بداية العد العكسي للفريق في البطولة، وهي المباراة التي رحل فيها بيسيرو، ثم جاءت المباراة الثانية أمام الأردن والتي كانت تمثل عنق الزجاجة للأخضر، بعد تولي ناصر الجوهر المهمة بدلاً من بيسيرو، إلا أن الخسارة الثانية كانت في انتظار اللاعبين على يد “النشامى”، بهدف دون رد، فقد الفريق فرصة المنافسة، بعد أن كان أول المودعين في البطولة، وجاءت الصدمة الكبيرة لا تقل عن صدمة الخروج من البطولة، وهي الخسارة بخماسية وهذه الهزيمة هي الأكبر في تاريخ مشاركات السعودية في البطولة.
وتأتي المحصلة في النهاية، هدف من ثلاث مباريات، بلا نقاط، ويخرج الأخضر صفر اليدين في بطولة تعد الأسوأ في تاريخ مشاركاته.
حالة الغضب عمت الشارع الرياضي على الخروج الحزين وراحت الجماهير تسأل عن السبب في هذه الكبوة الكبيرة، ولعل عدم حضور الجماهير لمباراة الأخضر الأخيرة أمام اليابان كان رسالة واضحة لحالة الغضب الجماهيري، خاصة أنهم حضروا في أول مباراتين وتكبدوا عناء السفر من السعودية إلى الدوحة.
بيسيرو سبب الكارثة
ورفض مدرب السعودية ناصر الجوهر تحمليه مسؤولية النتائج التي حدثت في البطولة، مؤكداً أنه سوف يعتزل التدريب نهائياً إذا اعتبره الشارع السعودي السبب الرئيسي، لتواضع المستوى الفني للمنتخب، مؤكداً أن ما حدث للأخضر في البطولة ليس كارثة، مقارنة بمنتخبات عالمية مرت بذات الظروف، وقال:”كنا نتمنى أن نُنهي البطولة بمستوى يمسح الصورة الهزيلة التي ظهرنا بها في مباراتي سوريا والأردن، ولكن للأسف الشديد لم نوفق ولم نقدم ما يشفع لنا”.
هاجم الجوهر مدرب المنتخب السابق البرتغالي خوسيه بيسيرو متهماً إياه بأنه السبب الرئيس في إخفاق الأخضر، مشيراً إلى أن إعداده سيئ منذ وقت باكر، خصوصاً لحظة وصوله بالمنتخب السعودي للدوحة وظهوره بالمستوى المتواضع، كان ينبغي على بيسيرو إبّان مشاركته في كأس الخليج أن يقيم معسكراً خاصاً للاعبين الأساسيين الذين لم يشاركوا في تلك البطولة، وأن يعدّهم إعداداً صحيحاً ويقيم لهم لقاءات ودية قوية حتى يصلوا للبطولة الآسيوية وهم في كامل جاهزيتهم.
واعترف مدرب الأخضر بأنه لم يكن يُطلب منه إبداء رأيه في المدرب بيسيرو، كمستشار بالاتحاد السعودي، ولم يكن ضمن اللجنة الاستشارية التي كلفت بقرار إبقاء المدرب من عدمه، نافياً ما تردد بأنه مدرب مغامر وسط الظروف الحرجة، التي يمر بها المنتخب، وقال:” أنا مدرب شجاع في عملي، ولست جباناً، وأتحمل استلام المنتخب بكل شرف، فأنا ابن الوطن الذي يتشرف بخدمة وطنه من أي موقع بالاتحاد السعودي”.
ونفى الجوهر أن مجموعة اللاعبين أقل فنياً، وقال: لن أجامل أي لاعب، وجميع اللاعبين الذين شاركوا في مباريات البطولة كأساسيين هم صفوة الدوري السعودي، أحد أقوى الدوريات في آسيا، ولم أغامر بإشراك المهاجم ياسر القحطاني، الذي يدعي البعض بأنه مصاب، وإن قرار المشاركة كانت بإيعاز من طبيب المنتخب، الذي نفى إصابته، مشدداً على أنه يعتمد دوماً على إقرار طبيب المنتخب على جاهزية كل لاعب قبل أن يشركه.
وقدم الجوهر اعتذاره لكافة المسؤولين بالكرة السعودية وللإعلام والشارع الرياضي على الصورة التي ظهر بها المنتخب السعودي في البطولة، متمنياً التوفيق للأخضر في المناسبات المقبلة في ظل القيادة الجديدة للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، مشدداً على أنه كان يتمنى أن يوفق في مهمته التي أوكلت إليه.
وكان الأمير نواف بن فيصل رئيس اتحاد الكرة السعودي قد أعفى ناصر الجوهر من منصبه مع ختام مباريات الفريق في الدور الأول للبطولة.
المسؤولية جماعية
وقال عامر السلهام نائب رئيس نادي النصر السعودي إن النتيجة كبيرة ومؤثرة، ولكن الجميع يتحمل المسؤولية، وليس اللاعب فقط، لأن الكرة لعبة جماعية، مشيراً إلى أن الخسارة مريرة، ولكن الأهم أن نستوعب الدرس، ونسعى للتعلم وبناء جيل جديد من اللاعبين لخدمة الكرة السعودية في المحافل الدولية.
وأضاف السلهام أن المسؤولية تقع على الأندية في تجهيز اللاعبين، ومن الممكن أن نتجاوز الكبوة بسرعة، لأننا لدينا قاعدة من اللاعبين، بل فقد نحتاج إلى إعادة ترتيب البيت السعودي من الدخل كي نعود سريعاً وننسى البطولة.
مدرب عالمي دون «حاشية» من حوله
قال الدكتور صالح بن ناصر الحمادي صحفي بجريدة الوطن السعودية إنه من خلال متابعتي للأحداث العالمية، أؤكد أن القضية لن يتم حلها بسهولة، والمنتخب الذي يتعرض لهذه الهزة من الصعب أن يعود سريعاً، والدليل ما حدث لمنتخب فرنسا حامل لقب 1998، وعندما شارك في اليابان خسر من السنغال وانهار الفريق بأكمله، وتم الاستغناء عن الجهاز الفني والإداري، وخرج المنتخب من الدور الأول، وهو دليل على أن المنتخبات الكبيرة عندما تتعرض لهزة من الصعب عودتها سريعا. وأضاف: إن اللاعبين أسقطوا من حساباتهم مباراتي سوريا والأردن، وفكروا في اليابان من بداية البطولة، وهو سر السقوط، وهو ما كان ثقة زائدة كانت المفاجأة قاسية جداً وأشار إلى أن المنتخب مر بحالة انهيار تام، وكل لاعب مر بأسوأ مباراة في تاريخه، ولا أحد يجيب عن السؤال الأهم ما سبب سر السقوط والانهيار، وعلى الرغم من ذلك قوة الدوري والأندية قادرة على العودة السريعة، ولو حدثت بطولة في المرحلة المقبلة سيكون المنتخب في شكل مختلف.
أعتقد أن المنتخب مر بأسوأ مشاركة في تاريخه، ويظهر بهذا المظهر ولأول مرة يحسم خروجه بعد الجولة الثانية، ولأول مرة نجد المنتخب بدون حارس مرمى بمعنى أن الحراسة نقطة الضعف في الفريق على عكس البطولات السابقة.
نحتاج إلى مدرب عالمي بدون “حاشية” من حوله لأن الأجهزة المعاونة يفسرها الوسط الرياضي بميوله الشخصي، حتى لو كان مخلصاً للمنتخب سوف يجد المشاكل أمامه.
الحمادي: بيسيرو شريك في السقوط
قال السعودي صالح الحمادي المحلل بقناة الدوري والكأس إن بيسيرو يتحمل الكثير مما حدث مع الأخضر، ولا يستحق أن يتولى تدريب أي منتخب لأنه لا يملك سيرة ذاتية جيدة، وكانت هناك انتقادات كبيرة ضده، وتخبطات في الوديات الثلاث الأخيرة، فلم يسجل المنتخب أي أهداف في المباريات الودية سوى أسامة هوساوي، هناك غياب كامل لخط الوسط، بجانب أن الأخضر ليس لديه دفاع صحيح ولا يهاجم بشكل صحيح ولكن في النهاية يظل المدرب يتحمل جزءاً من المسؤولية وليس كل المسؤولية.
لجنة استشارية عالمية لتجاوز الكبوة
الدوحة (الاتحاد) - قال نبيل بن عبد الله العبودي نائب رئيس القسم الرياضي بجريدة الجزيرة الرياضية إن بيسيرو لم يكن رجل المرحلة، ولم يعد نجوم في الملاعب الآن، لدينا دوري قوي ومن عام 2005، حتى الآن لم يبرز أي لاعب حتى الآن، نحتاج إلى منظومة.
وقال العبودي أنه يعتقد أن من أسباب الأزمة عقود اللاعبين الخيالية فأقل لاعب يحصل على خمسة ملايين ريال ولابد من التخلص من المغالاة في أسعار اللاعبين.
وفيما يتعلق بالحل قال: مطلوب لجنة استشارية مكونة من خبراء عالميين أجانب، ونتخلص من الأسماء القديمة التي لا تتطور ونحن بحاجة إلى كوادر شابة ويتم الاستعانة بشخصيات مثل الدكتور حافظ المدلج ومحمد النويصر، والكرة العالمية أصبحت فكراً قبل كل شيء ونحن بحاجة إلى تنظيم العمل باتحاد الكرة ولا نريد أسماء مكررة.
ونفي نبيل العبودي أنه هاجم على بيسيرو واستدرك قائلاً “ولكن الإعلام كان له رأي في مستواه وإنه لم يكن رجل المرحلة وما ردده بيسيرو إشاعات ولعل رحيله كان تأكيداً على أن انتقادنا له صحيح”.
الجماز:
منتخب منهار والأسباب غامضة!
الدوحة (الاتحاد) - قال عبدالرحمن الجماز الصحفي بجريدة الرياضية السعودية إن خروج “الأخضر” بهذا الشكل له أسباب كثيرة، ولكنها غامضة، وأعتقد أن الخبراء والمختصين
لا يستطيعون تحديد أسباب الفشل، لأننا أمام منتخب منهار كلياً، واللاعبون في أسوأ حالاتهم الفنية والمعنوية، إلى جانب أن المنتخب في هذه البطولة يلعب بدون حارس مرمى كفؤ، على الرغم من أن تاريخ الكرة السعودية الرياضي شهد عراقة ومجداً في حراسة المرمى، ولو سُئل أي لاعب في المنتخب عن تقييم مشاركته الآسيوية سيؤكد لك أنها الأسوأ له في تاريخه الرياضي. وأضاف: علاج ما أفسده اللاعبون في عودة الروح المعنوية إلى جانب جلب مدرب عالمي يُمنح الصلاحيات كافة دون تدخل، ونترك البطولة بخيرها وشرها.
ويرى عبدالرحمن الجماز أنه لابد من وجود تعديلات مدروسة لما حدث والسلبيات والتعاقد مع مدربين على مستوى عال في جميع المراحل السنية، والاهتمام بالقاعدة من أجل النهوض بالكرة السعودية.
محمد بن فيصل:
المشكلة في العقول
الدوحة (الاتحاد) - قال الأمير محمد بن فيصل آل سعود رئيس نادي الهلال السعودي السابق, إن المشكلة الحقيقية، هي عقلية اللاعب السعودي، لأنه غير محترف عقلياً، ولكنه محترف على الورق، وبالدليل أنه يحصل على ملايين، ولكنه لا يطبق ذلك في الملعب، وإذا كان أفضل لاعب في آسيا يتوجه للاحتراف في أوروبا ثم يتراجع فمن المؤكد أن ما يحدث ليس احتراف، مؤكداً أن الاتحاد السعودي مهما فعل لا يمكن للاعب أن يتطور، طالما أنه ليس ملتزم، ويستحق لاعبونا الملايين، ولكن إذا لم يقدم اللاعب المطلوب منه، فهذا ليس الاحتراف.
وأضاف أن ياسر القحطاني من أفضل عشرة مهاجمين في العالم، لو احترف في نادي أوروبي، والمشكلة التي تواجه الكرة السعودية أن اللاعب دائماً يبحث عن عذر،
وأضرب المثل بالمنتخب الإماراتي، الذي يضم 90 % تحت 25 عاماً، وعلى الرغم من ذلك قدم مستوى احترافيا رائعا في المباريات ولديه عقلية احترافية.
وأضاف: لا ألوم الأندية في التعاقدات العالية، ولكن إذا كان اللاعب خائف من اللعب فثمنه لا يزيد عن 200 ألف دولار، وأحمل اللاعبين مسؤولية ما حدث وأنا مستعد مواجهة أي لاعب لأن عندهم إمكانيات كبيرة ولم يحترموا إمكانياتهم في الملعب.
صالح بن ناصر:
لا يوجد لاعب سعره
10 ملايين ريال
الدوحة (الاتحاد) - أكد الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن اللاعبين في السعودية أسعارهم فيها الكثير من المغالاة، ولا يوجد لاعب يزيد ثمنه عن 10 ملايين درهم، مع احترامي للاعبين.
وأضاف: في دورة سنغافورة عام 1984 كنا الأفضل وحاولنا وقدمنا مستوى جيدا بدون احتراف ولكن الآن الوضع اختلف وهناك متطلبات ومشاكل لا تتوقف بين اللاعبين والأندية لدرجة أن لدينا 20 قضية بين اللاعبين والأندية نصفها وصلت الاتحاد الدولي.
وطالب الدكتور صالح من الأندية بعدم المغالاة في الأسعار، خاصة أن الاتحاد الدولي سيلغي فكرة وكلاء اللاعبين، ونظام الاتحاد الدولي فيها مواد ملزمة على جميع الاتحادات الوطنية في العالم، وأتمنى أن ننصح الأندية ولا نضغط عليهم بالواجبات لو أردنا أن نطبق الاحتراف، وأشار إلى أن حصول اللاعب على مبالغ مالية كبيرة يجب أن تكون مقننة وطلبنا من الأندية عدم دفع قيمة العقد على دفعتين، لأن معظم لاعبينا ليس لديهم ثقافة الاحتراف.
المصدر: الدوحة