أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن صحراء الشارقة قد عملت بكل جد على حماية الأجيال القادمة، والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، وحمايتهم من الاندثار والذوبان في المجتمعات، مشيراً إلى أنه من الواجب علينا اليوم العمل جنباً إلى جنب مع سكان الصحارى الأخرى للارتقاء بعاداتهم وتقاليدهم والمحافظة عليها.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال لقائه صباح اليوم الاثنين، عدداً من سكان صحراء أستراليا الأصليين وسكان صحراء تشيلي المشاركين ضمن فعاليات "ترينالي الشارقة للعمارة "وذلك في المباني الحديثة لمؤسسة الشارقة للفنون بمنطقة المريجة.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: "التقينا في هذا اليوم بسكان صحراء أستراليا الأصليين، وسكان صحراء تشيلي في أميركا الجنوبية، وهم من البشر المهددين في مواطنهم".. وأردف سموه: "تلتقي صحراءنا العربية ممثلة بصحراء الشارقة وصحراء تشيلي وصحراء أستراليا في أن كل منها لها سكان تتميز عاداتهم وتقاليدهم عن عادات وتقاليد باقي الأقاليم والمناطق".
كما قال:" وقد عملت صحراء الشارقة على حماية الأجيال القادمة وحمايتهم من الاندثار والذوبان في المجتمعات التي لا ترحم عاداتهم وتقاليدهم، وصحراءنا متطورة بفعل الإسلام الذي ندين به، ومن هذا المنطلق أصبح من واجبنا ومن ضمن مسؤولياتنا كوننا نحمل رسالة عالمية تخدم الإنسانية أن نرتقي بالآخرين وأن نعمل معهم للارتقاء بعاداتهم وتقاليدهم والمحافظة عليها".
اقرأ أيضاً...في ختام «الشارقة الدولي للكتاب».. «العقد الفريد» تفوز بكأس لغتي 2019
وأضاف سموه:" يأتي هذا العمل المعروض اليوم ليعكس واقع كثير من الصحاري المهددة أمام المنافع الرخيصة التي تستغل الأرض وتضيع الآثار المنتشرة في تلك الأماكن ".
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه قائلاً :" نتمنى النجاح لهذه الجهود الكريمة التي تقوم بها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي والفريق الذي يعمل معها ".
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد استمع من المعنيين لشرح مفصل حول العمل الفني " نغورارا 2 " الذي يمثل شتى الأمور لشتى البشر، ويشكل العمل لشعب نغورارا خارطة من الذاكرة لمكان عاش فيه أسلافهم لأكثر من ستين ألف عام.
ويعتبر كذلك اتصال مباشر بأرضهم التي لا يمكن لغير السكان الأصليين أن يعيش فيها، لأن الصحراء بيئة مستحيلة لمن لا يعرف كيف يصطاد ويقطف ويجد الماء.
ويعد العمل الفني المعروض على شكل سجادة ممدودة على الأرض رمزاً قوياً للتضامن ومقاومة للمشروع الاستعماري الذي حاول القضاء على اتصال أهل نغورارا بأرضهم المعروفة الآن باسم صحراء الرمل الكبرى.
من جانبهم قدم الحضور مجموعة من الإهداءات التذكارية المستوحاة من بيئاتهم الصحراوية لصاحب السمو حاكم الشارقة تعبيراً عن اعتزازهم وتقديرهم لدور سموه الكبير في خدمة البشرية في جميع المجالات الثقافية والفنية والبيئية والإنسانية.
حضر اللقاء إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس ترينالي الشارقة للعمارة، والشيخة نوّار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون.