طالبت الولايات المتحدة بمزيد من الشفافية الأربعاء مع اتهامها الصين وروسيا بأنهما لا تقدمان تقارير كاملةً عن برامجهما النووية، في وقت تهدد فيه واشنطن بالانسحاب من اتفاقية أساسية في الحد من انتشار الأسلحة.
جاء التعليق على لسان مسؤولة أميركية، فيما تعقد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تملك جميعها أسلحة نووية، لقاءً في بكين لبحث عدم انتشار ونزع الأسلحة النووية.
وقالت وكيلة الخارجية الأميركية للرقابة على الأسلحة والأمن الدولي أندريا تومبسون إن "نتائج غير متساوية" ظهرت في إطار جهود تحسين الشفافية تحت اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت تومبسون "اتفقنا سابقاً على شكل لتقديم تقارير، لكن الهوة بين تقارير الولايات المتحدة من جهة، وتقارير الصين وروسيا من جهة ثانية، كبيرة"، متابعةً "لا يمكنني التشديد أكثر على أهمية الشفافية".
وأضافت المسؤولة الأميركية "نتطلع قدماً لمناقشة كيفية تعزيز الشفافية، مع تأكيدنا للآخرين على الخطوات الفعلية التي نتخذها لتحقيق توافق تام مع التزاماتنا وواجباتنا في إطار نزع الأسلحة النووية والحد من انتشارها".
وحضر مسؤولون من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا الموقعة جميعها على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الاجتماع الذي سيستمر الخميس.
وتأتي المحادثات بعد أشهر من التوترات بين موسكو وواشنطن حول مصير معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى الثنائية، التي وقعها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان والقائد السوفياتي ميخائيال غورباتشيف في عام 1987.
وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من المعاهدة بينما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسباق تسلح جديد قال إن أوروبا ستكون ضحيته الأولى.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أخفقت محادثات في جنيف بين دبلوماسيين رفيعي المستوى من البلدين في تحقيق نتائج مع تبادل موسكو وواشنطن اللوم بشأن من يهدد اتفاقية الصواريخ النووية.
وكشفت روسيا عن نظامها الصاروخي، في الأسبوع الماضي، في محاولة منها لطمأنة المسؤولين الخارجيين بأن أسلحتها تتوافق مع معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى.
وعلى الرغم من ذلك، قالت واشنطن إن النظام الصاروخي الروسي يجب أن يدمر بطريقة موثوقة إذا ما أرادت موسكو الحفاظ على معاهدة الصواريخ النووية.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي الأربعاء في بكين أن "السلوكيات الأحادية الجانب" هو تهديد لجهود عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف أن "العديد من المشكلات تبقى بدون حلّ بسبب غياب الإرادة السياسية"، متابعاً أن هناك "نقصاً واضحاً بالثقة المتبادلة" بين الدول الخمس.
ورأى أن "النظام" القائم على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية "يجري زعزعته، وهو أمر آثاره خطرة وسلبية على الحد من انتشار الأسلحة النووية".