أبوظبي (الاتحاد)
في الحلقة الثانية من هذا الملف، سوف نضع كل الاهتمام على «بطل الرواية»، وهو منتخبنا الوطني، الذي سيتولى مهمة تحويل الحلم إلى حقيقة، فالاستضافة والتنظيم، وتوفير كل أجواء الدعم لن تؤتي ثمارها إلا بتفوق «الأبيض»، ولن تتحول إلى نجاحات إلا بفوزه في المباريات، ولن يفرح الجمهور الإماراتي إلا مع كل هدف يسجله «الأبيض» في شباك المنافسين، خصوصاً أن الآمال كبيرة على هذا الجيل في تقديم الجديد.. لما لا؟ وهو صاحب ذهبية آسيا للشباب، وفضية القارة الصفراء على مستوى المنتخب الأولمبي، وهو بطل الخليج، ويملك لاعبين على أعلى مستوى. وهنا نتحدث عن مرحلة الإعداد، ونستعرض مع الخبراء أفضل استثمار لـ 96 يوماً هي فترة الحسم قبل انطلاق البطولة، وأهم الآراء لدعم مسيرته في الحدث الكبير.
وفي هذا السياق يقول المونديالي خالد إسماعيل، لاعب النصر والمنتخب الوطني السابق، إن هناك عدة محاور رئيسية يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة، أولها تقوية الدفاع والتخلص من ظاهرة البطء في قلب الدفاع، إما من خلال الاستعانة بلاعبين من أصحاب الكفاءة، أو بتغيير الخطة، وأنا مع التغيير في الخطة، لأننا نحتاج إلى الخبرة المتوفرة في قلب الدفاع، كما أننا ليس لدينا وقت لاختيار آخرين وتجهيزهم.
ويقول إسماعيل: المحور الثاني في الاستغلال الأمثل للفترة المقبلة، اختيار منتخبات قوية ومواجهتها في لقاءات ودية من 5 إلى 7 مباريات بأي طريقة، حتى يدخل «الأبيض» في أجواء المونديال الآسيوي مبكراً، وحتى يتسنى للمدرب علاج السلبيات، ومن هنا فإن الحاجة ماسة حالياً للتجريب القوي، ورفع درجة الاستعداد الذهني والبدني، من خلال تجارب قوية تضع الفريق أمام مسؤولياته، وتمنح لاعبيه الفرص لاستخراج طاقاتهم، وفي ظني أن المواجهات المطروحة من قبل الجهاز الفني يمكنها أن تلبي الطموح.
وعن المحور الثالث يقول خالد إسماعيل: من خلال المباريات الودية القوية لا بد أن يستقر المدرب على الخطة التي سيعتمد عليها، وكذلك على العناصر الأساسية التي سيخوض بها اللقاءات، لأن هذا الاستقرار يوفر للاعبين فرص الانسجام، ويمنحهم قدرة على تخيل الأدوار التي سيقومون بها في المباريات، وفي ظني أن المدرب لن يجد مشكلة في الوصول إلى ذلك، لأن القوام الأساسي للمنتخب شبه واضح، واللاعبين وقدراتهم معروفة للجميع، وفي الفترة المقبلة، لا بد أن يستقر على أسلوب اللعب وعلى اللاعبين في كل المراكز، حتى يستفيد القوام الأساسي للمنتخب من المباريات الودية.
وعن الاتجاه لدعم الصفوف بلاعب جديد مثل تيجالي يقول إسماعيل: تيجالي لاعب مميز أثبت كفاءته في الدوري على مدار المواسم الخمس الماضية، وبالتأكيد هو قادر على تحقيق الإضافة، وأنا مع وجوده في تشكيلة الأبيض، لكنني أرى أن المنتخب بحاجة ماسة أكثر إلى مدافعين ولاعبي وسط، لأنه لا يعاني من مشكلة في الهجوم، بل يعاني في الدفاع والوسط، وفي ظني أن تيجالي لن ينفع الأبيض كثيراً على ضوء سنه، وكان ليما هو الأولى من وجهة نظري، لأنه يلعب في أكثر من مركز من جهة، وصغير السن من جهة أخرى.
في نفس السياق، يقول المدرب الوطني عيد باروت، إن المنتخب لا يجب أن يعتمد في المرحلة المقبلة على أيام الفيفا فقط في الإعداد، بمعنى أنه يمكن له أن يبحث عن أيام في وسط الفترات ويقيم فيها تجارب ودية، لأنه بحاجة لتجريب قدراته مع المدرب الذي يجب أن نقف خلفه جميعاً، وندعمه ما دام قد أصبح الخيار النهائي لنا، موضحاً أن الأندية لن تقف ضد هذا التوجه، بل بالعكس سوف تدعمه، وتقف معه، لأن دور الأندية أساسي بالنسبة للمنتخبات، حيث إنها الرافد الأساسي والداعم الأول.
ويقول باروت: تغيير المدرب لأسلوبه في اللعب في التجربة الودية الأخيرة يعتبر أمراً إيجابياً، ونتمنى أن يستقر سريعاً على أسلوبه المفضل، لأن الخطة وأسلوب اللعب هي التي تفرض الاختيارات، خصوصاً أننا دخلنا مرحلة الجد، والمطلوب هو الوصول باللاعبين إلى أفضل جاهزية بدنية وذهنية على ضوء قرارات الجهاز الفني لطريق المنتخب في البطولة، لأننا عرفنا من سنواجه في مرحلة المجموعات، ويمكن أن نتوقع من سنواجه في مرحلة الأدوار الإقصائية.
وقال باروت: أجدد ثقتي في لاعبي المنتخب، ونحن نملك منظومة هجومية قوية تضم علي مبخوت، الذي يتفوق على الأجانب، ولدينا أيضاً أحمد خليل وهو على نفس كفاءة مبخوت لكنه لا يلعب أساسياً، وهذه مشكلة منذ زمن، ولدينا أيضاً حلولاً في الوسط، يمكن أن تقوم بأدوار هجومية، وأتفق مع من ينادي بالاستقرار لأنني أخشى دخول عناصر تخل بتوازن المنظومة القائمة. وأضاف: لست مع المعسكرات الطويلة لأنها أصبحت من الماضي، ويمكن أن يتجمع «الأبيض» قبل كل مباراة ودية بيومين أو ثلاثة، أما المعسكر الطويل فيمكن الاكتفاء به في مرحلة ما قبل البطولة، ويكفينا أسبوعان فقط.