10 أكتوبر 2010 23:36
رفضت الحكومة السودانية مقترح رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت لوفد مجلس الأمن الدولي بنشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب قبل الاستفتاء على مصير جنوب السودان. واعتبر وزير الخارجية علي كرتي أن “مطلب كير ينافي المنطق ويثير الاستغراب فضلاً عن كونه ليس مقبولاً”. وقال كرتي للصحفيين إن “ممثلي مجلس الأمن أبلغوا رئيس حكومة الجنوب بأن الخطوة تعد خرقاً لاتفاق السلام”.
ومن جانبه، قال عضو المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني (الحاكم) قطبي المهدي إن الطلب “ينطوي على سوء نية”، مطالباً بالإسراع في ترسيم الحدود قبل الاستفتاء لحسم أي تطورات سالبة قد تنتج عن تأخر إكمال الخطوة. وارجع قطبي المهدي السبب وراء طلب سلفا كير إلى “وجود تمرد في صفوف الجيش الشعبي المسيطر على الأمن في الجنوب ما يثير قلق القيادة الجنوبية ويجعلها تسعى للحصول على موافقة بنشر قوات دولية على الحدود”. وأضاف “إنها إذًا مشكلتهم وعليهم حلها بطريقتهم”، مشيراً إلى أن دور الأمم المتحدة ينحصر في المراقبة.
وجدد قطبي المهدي التزام حزب المؤتمر الوطني الحاكم بإجراء الاستفتاء على مصير الجنوب في موعده واشترط نزاهته لقبول نتائجه سواء جاءت لصالح الوحدة أو الانفصال، لافتاً إلى أن الحزب الحاكم نفذ كل متطلبات اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب ولا سيما بند الترتيبات الأمنية. وقال: “لقد انسحب الجيش السوداني بنسبة 100 بالمائة من كامل مناطق الجنوب بشهادة الأمم المتحدة، في ما لم يعد (الجيش الشعبي) انتشاره جنوباً إلا بنسبة 33 بالمائة”.
من جانب آخر، أعلنت “هيئة دعم وحدة السودان” إطلاق حملتها الخاصة بدعم خيار الوحدة في الولايات الجنوبية في السادس عشر من أكتوبر الحالي من داخل مجلس تشريعي الجنوب “البرلمان”، مشيرة إلى أنها ستلعب دور مهماً في ترجيح كفة الوحدة في الاستفتاء المقبل على مصير الجنوب، فضلاً عن تطلعها للعب دور الوسيط بين شريكي الحكم في البلاد لتجاوز إشكاليات المرحلة.
وتعد حملة دعم الوحدة الأكبر من نوعها في الولايات الجنوبية التي شهدت العديد من الحملات المؤيدة للانفصال نشطت بشكل لافت مؤخراً مع قرب موعد الاستفتاء. وكانت حملات متواضعة قد نظمت لدعم الوحدة في وقت سابق، لكنها واجهت صعوبات وقوبلت بالرفض في بعض الأحيان من مسؤولين في ولايات جنوبية رغم حصولهم على تصريحات لتنظيم هذه الحملات.
وأكد رئيس الهيئة محمد يوسف عبدالله الذي وصل إلى مدينة جوبا على رأس وفد من الهيئة حصول الهيئة على موافقة من حكومة الجنوب لممارسة نشاطها في الولايات الجنوبية بالدعوة للوحدة ومزاياها وإجراء الحوارات لتعزيز الروابط بين الشمال والجنوب. وأشار إلى أن الهيئة تدشن عملها بالجنوب بعقد ندوة سياسية كبرى بمجلس تشريعي الجنوب. وقال إن الهيئة تفهمت وجهة نظر قادة “الحركة الشعبية” في تنبيه الشماليين مبكراً بالمؤشرات التي تدل على وجود احتمالات قوية للانفصال الجنوب، حتى لا تؤذي الانفعالات العاطفية بسبب الانفصال الشماليين والجنوبيين”.
ويعتبر محللون سياسيون أن الخطوة تأتي في وقت متأخر جداً بعد أن طغي الشعور بالانفصال في أوساط شعب الجنوب الذي كان حتى وقت قريب مؤيداً لوحدة البلاد. ويرى المراقبون أن انطلاق الحملة من داخل البرلمان يكسبها الشرعية أمام الرأي العام الجنوبي عقب عمليات الرفض التي واجهتها حملات من هذا النوع في الجنوب رغم أنها تأتي ضمن المقررات التي تضمنتها اتفاقية السلام الشامل.
وقال يوسف إن تحقيق الوحدة مازال ممكناً، مشيراً إلى أن الهيئة ستواصل من كثب مساعيها لتعميق الحوار بين الشمال والجنوب ودعاة الوحدة والانفصال لتفادي أي انفعالات سالبة أثناء وبعد الاستفتاء، فضلاً عن لعبها دور الوسيط بين شريكي الحكم بشأن أبيي التي لا تزال تواجه صعوبات على عدة مستويات في ما يتبقى على الاستفتاء المقرر لمصير المنطقة أقل من مائة يوم.
مصالحة بين «الحركة الشعبية» وأبرز فصيل منشق عنها
الخرطوم (الاتحاد) - تجاوزت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” الحاكمة في الجنوب، الخلافات مع أبرز الفصائل المنشقة عنها “الحركة الشعبية للتغير الديمقراطي”، واتفق رئيسا الحزبين سلفاكير ميارديت ولام أكول على فتح صفحة جديدة للتعاون ووقف العدائيات والتصريحات السالبة بين الطرفين.
وأعلن رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي الدكتور لام أكول اجاوين (وزير الخارجية الأسبق) عن اتفاق أبرمه مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، حول عدد من القضايا من بينها تصحيح الأوضاع والمضايقات التي يتعرض لها الحزب بالجنوب، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمطار الخرطوم بعد عودته من جوبا ظهر أمس أنه تم الاتفاق بشأن حزمة من القضايا المهمة تتعلق بالوضع في الجنوب، تتم مناقشتها على نحو مستفيض في مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي المقرر انعقاده في جوبا يوم الأربعاء المقبل.وأكد أكول أهمية هذا المؤتمر خاصة ان الجنوب يواجه تحديات كثيرة إدارية وسياسية وأمنية علاوة على تحدي الاستفتاء الذي وصفه بالحدث التاريخي المهم الذي يتطلب أن يتعامل معه الجميع بمسؤولية كبيرة، وأشار إلى أن الاجتماع اتسم بالصراحة وأن الطرفين تبادلا الاعتراف بالآخر وتم الاجتماع بمبادرة من بونا ملوال.
ويذكر أن حزب أكول واجه صعوبات في جنوب السودان ازدادت ضراوتها خلال فترة الانتخابات العامة في ابريل الماضي، بعد أن ترشح رئيس الحزب الدكتور لام أكول لرئاسة الجنوب منافسا لسلفاكير، وفقد الحزب العديد من قياداته وأعضائه في عمليات اغتيال تمت في ولايات جنوبية.
المصدر: الخرطوم