أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف، شعبان بلال (القاهرة)
ذكرت مصادر لبنانية لـ«الاتحاد» أن الرئيس اللبناني ميشيل عون يرفض المقترح الذي يقضي بإبعاد صهره ووزير خارجية لبنان جبران باسيل عن تشكيل حكومة تسيير الأعمال بقيادة سعد الحريري.
وقال نبيل بومنصف، محلل سياسي لبناني، إن الواقع الذي نعيشه في لبنان في هذه المرحلة أنه ليس هناك أمر يقين، موضحاً أنه جرت في الأيام الثلاثة الماضية محاولات عديدة لإقناع سعد الحريري بإعادة تكليفه رئيساً للحكومة والمهم في هذه المحاولات أن من قام بها هما «حركة أمل» وميليشيات «حزب الله» الإرهابية.
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الرئيس الحريري ليس راغباً بالعودة لرئاسة الحكومة، ويخشى أن تكون الأمور فوق طاقته في ظل مخاوف الانهيار المحتم، مشيراً إلى أن الخلاف الآن هو تركيبة وشكل الحكومة.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني أن الحريري يرى أن تكون الحكومة كلها من التكنوقراط الاختصاصيين لكي تكون منسجمة مع الانتفاضة الشعبية وتطلعات المجتمع الدولي الذي لا يمكن أن يحصل على مساعدته مرة أخرى ودعمه.
لكن «حزب الله» حسب ما أكد نبيل بومنصف لا يريد حكومة تكنوقراط كاملة لأن من شأنها أن تقصيه من السلطة، موضحاً أن المفاوضات ما تزال جارية في محاولة التوصل لتسوية بين الطرحين، وأن الساعات الـ48 المقبلة مفصلية لتقرير وجهة هذا النقاش.
وأوضح المحلل السياسي أن تأخر الرئيس اللبناني ميشيل عون في تحديد موعد الاستشارات النيابية هدفه الاتفاق أولاً على طبيعة الحكومة وشكلها، قبل أن يعيد تكليف الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، مؤكداً أنه يبدو أنه لا يرغب في عودة الحريري مرة أخرى لحدوث جفاء كبير بينهما بعد استقالة الأخير.
وشدد نبيل بومنصف على أن الرؤية لن تتضح قبل منتصف هذا الأسبوع والسيف الضاغط على الجميع هو سلاح الانهيار الذي يُخشى منه ووضع المصارف في ظل المخاوف من الانهيار المالي.
بينما أكد هادي منلا، ناشط في المرصد الشعبي لمحاربة الفساد في لبنان، أن السلطة ما زالت تتعاطى بمنطق ما قبل الانتفاضة متجاهلة أكثر من مليوني لبناني طالبوا بحقوقهم وحكومة إنقاذ اقتصادية لإخراج لبنان من هذه الأزمة.
ولفت الناشط اللبناني في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن التأخر في الاستشارات النيابية من أجل تكليف حكومة إنقاذ يعمق من الأزمة، موضحاً أن السلطة ما زالت تتعامل بمنطق الوعود وتقاذف المسؤوليات.
وبدورها، شانتال ساركيس، أمين حزب القوات اللبنانية، أشارت إلى ضرورة الإسراع في الاستماع لمطالب اللبنانيين في الشوارع، وخاصةً أن الإدارة نفسها جربت عدم الاستماع طوال هذه السنوات والشهور الأخيرة تحديداً لمطالب التغيير للحرس الخاص والقديم والذي تسبب في توريط الدولة اللبنانية في نهاية الأمر.
وأضافت ساركيس في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المطالب واضحة ولا تحتاج للالتواء عليها وهي في النهاية لصالح الشعب اللبناني الذي يرنو للحرية والديمقراطية وسينالها في النهاية.