خولة علي (دبي)
الأسواق الشعبية، تعلب دوراً مهماً في القطاع السياحي، لما فيها من مشاهد وصور تنبض بمفردات الماضي، وحركة نشطة مستمرة لا تعرف السكون، وما تعرضه من منتجات وبضائع تعبر عن الموروث المحلي، عبر رحلة ميدانية إلى قلب البيئة المحلية، وربما نجد الكثير من الأسواق الشعبية المنتشرة في ربوع الإمارات تحافظ على إيقاعها المعماري التقليدي، لتتحول إلى تحف غنية بتفاصيلها ومفرداتها الفريدة.
ومن بين الأسواق التي تُعد ملاذاً للكثير من النساء بوجه خاص، هو «سوق صالح التراثي» الذي يقع في مقابل الحصن وسط مدينة عجمان، وينسج رحلة تراثية، تعبر عن مفهوم الأسواق التقليدية، بمظهرها، شكلها، وملامحها، فما أن تلج بوابته الشاهقة، حتى تجد نفسك في قلب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، التي كانت تتمتع بها الأسواق قديماً، حيث تتقابل الدكاكين في صفوف متراصة، مكوّنة نسيجاً واحداً.
وتعود نشأة سوق صالح إلى خمسينيات القرن الماضي، في منطقة النخيل بعجمان، وتم إعادة إحيائه من جديد، فبعد أن كان سوقاً مفتوحاً تم تحويله إلى سوق تعلوه الأسقف من مواد بنائية تقليدية كانت سائدة في البيئة المحلية، كخشب الجندل والحبال والجص والحصير، والأعمدة الحجرية، كما تم فرش أرضياته بحجارة طبيعية متداخلة في تشكيل فني تقليدي بديع، وما يكسب المكان أيضا إيقاع الزمن الماضي، الإضاءة التقليدية من خلال الفنر المتدلية من الأعمدة الخشبية المنتصبة أمام الدكاكين والمحال، المتخصصة في بيع وحياكة الملابس النسائية بتصاميمها التراثية، إضافة إلى الثوب المغربي، وبعض الأزياء الشرقية الأخرى، لإرضاء أذواق الجنسيات كافة.
ويمكن للزائر أن ينتقل إلى سوق الذهب القريب من المكان، ليطّلع على جانب من الحلي والمشغولات بطابعها وتفاصيلها المميزة، والتي صيغت وفق نهج ثقافي تراثي بحت.
وتقول مريم محمد (زائرة) «اعتدنا ونحن صغار على شراء الزي المحلي وحياكة الملابس من هذا السوق الشعبي، الذي اكتسب قيمة جمالية فريدة بعد تطويره».
وترى فاطمة حسن أن هذه الأسواق تزدحم بكثرة مع قرب المناسبات الاجتماعية والدينية، وأيضاً مع توافد السياح الذين يسافرون في رحلة ممتعة إلى كنوزنا المحلية التي تتوارثها الأجيال على مر العصور.