السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخطاء الطبية في قفص الاتهام.. فكيف يعاقب مرتكبوها ؟!

الأخطاء الطبية في قفص الاتهام.. فكيف يعاقب مرتكبوها ؟!
10 أكتوبر 2010 21:02
حين يشتد الألم ويصاب الجسد بالأذى، وتتوهن الصحة، يتوجه المريض إلى مستشفى عام أو خاص حسب سمعة هذا المستشفى ومردوده الطبي، أو للطوارئ، لتخفيف هذا الألم أو لاستئصال المرض ومسبباته إن استدعى الأمر ذلك، وأقصى غايات المريض أن يجد القلوب الرحيمة التي تحتضنه وتداويه، لكن أصبحت تطالع الجمهور بعض حالات الشكاوى الكثيرة من بعض المستشفيات وأخطاء أطبائها الكثيرة التي قد تودي بحياة الناس ظلماً، أو تفضي بهم إلى إعاقات دائمة، مما جعل الكثيرين يقصدون بلداناً أجنبية طلباً للعلاج والعناية. هذا التحقيق يسوق بعض الحالات الواقعية التي تعرضت إلى أخطاء طبية كادت تفقد على إثرها حياتها، وأخرى أصيبت بعاهات مستدامة جراء عمليات جراحية يقال إنها خاطئة. بدأ الحياة في سن مبكرة وكأنه يدرك أن العجز سيلاحقه في سن صغيرة، سابق الريح وطوّع الصعاب، لكن الألم زاره يوماً ولم يغادره حتى الآن، تغيرت حياته رأساً على عقب، فبعد أن أصيب بألم حاد في الصدر توجه إلى مستشفيات في الدولة لم تكشف مرضه، غادر إلى تايلاند ليكتشفوا أنه مصاب بورم في الصدر، أجريت له عملية نزع الورم في تايلاند وتم تثبيت العظام بمثبت معدني، وبعد رجوعه إلى البلد وبعد 6 أشهر بالتحديد، كان لزاماً عليه الرجوع إلى تايلاند لإزالة المثبت البلاتيني، لكن المستشفى رفض ذلك بدعوى أن العملية بسيطة ولا تستدعي غير إزالة المثبت في الصدر، ووقع ما لم يكن في الحسبان، حيث شعر المريض بآلام حادة في الصدر، على إثرها طلب تصوير الأشعة ليتضح أن إحدى عظام صدره مكسورة، وأن مسماراً ما زال يلعب في صدره، حيث تحرر من المثبت البلاتيني وظل يدور في الفراغ يتلف الأعصاب قربه، مما خلق له مضاعفات خطيرة مازال يعانيها إلى اليوم، سببت له تلفاً في الأعصاب وفقدان السمع في الأذن اليسرى حسب تقرير دكاترة التايلاند، عانى ولا يزال يعاني، حيث شُفي من الورم، ولكنه ما زال يعاني مضاعفات مرضية جراء الكسر والمسمار، ومن الديون المتراكمة التي يصرفها على العلاج كل سنة خارج الدولة. هي قصة الشاب أحمد محمد من منطقة حتا الذي شفي من ورم في الصدر، ولكنه مازال يعاني مضاعفات صحية للخطأ الذي وقع له بأحد المستشفيات الحكومية في الدولة لمدة تزيد على أربع سنوات، حسب التقارير والملفات التي ترافقه أينما حل وارتحل بتواريخها وتفصيلاتها، وهذه قصته كاملة حيث يقول أحمد محمد، الذي فضل ألا يذكر اســمه كاملاً، وهو من منطقــة حتا ومن مواليـد 1979: اشتغلت في قطاع حكومي وعمــري لا يتجاوز 16 سنة، وفي سنة 2005 شعرت بألم في الصدر، توجهت لأحد المستشفيات الحكومية الذي وصف لي الكثير من المضادات الحيوية التي لم تفلح في إخماد آلامي، توجهت إلى تايلاند طلباً للعلاج على نفقتي الخاصة، وفي اليوم نفسه اتضح للأطباء هناك أنني مصاب بورم سرطاني في صدري، وبالتحديد في الضلع اليسار. إزالة الورم يضيف أحمد محمد مفصلاً في حالته المرضية: بعد أن ذهبت إلى تايلاند على نفقتي الخاصة، وبعد إجراء كل الفحوص، تم إجراء العملية لإزالة الورم، حيث تمت إزالة عظم الترقوة (عظم بالصدر) للتوصل إلى الورم، نجحت العملية، وتم تثبيت العظام بمثبت بلاتيني، وكان ذلك بتاريخ 1 فبراير من سنة 2006، ومن الطبيعي أن هذا المثبت يجب إزالته بعد 6 أشهر من إجراء العملية الأولى، وبعد المدة الطويلة التي قضيتها في تايلاند رجعت إلى الإمارات، وبعد ستة أشهر من تاريخ العملية طلبت من المستشفى الحكومي نفسه الذي كشف عني ولم يكتشف المرض في البداية أن يسمح لي بالذهاب إلى تايلاند لإزالة المثبت البلاتيني، فقالوا إنه ليست هناك ضرورة للسفر للخارج لإزالة هذا المثبت المعدني. هكذا يقول أحمد محمد إنه قبل بإجراء العملية في المستشفى الحكومي على يد طبيب ألماني، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان، حيث يفيد: أجريت لي عملية إزالة المثبت من صدري بتاريخ 8 / 7/ 2006، على يد طبيب ألماني، وفي اليوم نفسه شعرت بآلام شديدة في صدري بعد زوال آثار التخدير، طلبت إجراء فحوص وأشعة، فأجرى لي الطبيب المناوب هذه الأشعة ليتضح أن عظماً مكسوراً في صدري، وأنه ما زال هناك مسمار في الصدر، تحرر من الحديد وظل يتحرك من دون قيود، مما زاد آلامي. ويضيف أحمد محمد، وهو يقاوم دموعه بعد حضور الذكرى الفاجعة: ما زلت أذكر تلك اللحظة الأليمة، وظل يطاردني الألم بطرق مختلفة، بعد ما طمأنني الأطباء باستقرار حالتي بعد استئصال المرض، وبعد ما شعرت أن صحتي سترجع إلى حالتها الطبيعية، أذكر أنني لم أتمالك أعصابي، انهرت تماماً بعد سماع الخبر، تدخل مدير المستشفى وقال إنه يمكن إجراء عملية أخرى لإزالة المسمار المتبقي في الصدر. هنا يتساءل أحمد محمد ويقول: كيف أثق فيهم مرة أخرى؟ وأسمح لهم بإجراء عملية أخرى؟ هذا الأمر كاد يفقدني صوابي، فأن يصاب المرء بورم، فهذا طامة كبرى بالنسبة له، وأن يشفى وتظل مضاعفات العمليات المتكررة فهذه أكبر من طامة، ويضيف في السياق نفسه: إثر ذلك طلبت تقريراً للعلاج في تايلاند، رفضوا ذلك، وكتبوا تقريراً على أساس أنني رفضت العلاج داخل المستشفى على الرغم من أنه أمر بسيط لا يستدعي السفر إلى الخارج للعلاج. تلف في الأعصاب يؤكد أحمد محمد أنه ذهب إلى العلاج بتايلاند بعد محاولات متكررة، وكان ذلك بشهر يناير 2007 بعد 6 أشهر من إجراء عملية نزع المثبت البلاتيني من الصدر، وترك المسمار داخله، حيث يقول: بقيت أعاني، 6 أشهر كاملة، مضاعفات خطيرة وآلاماً حادة في صدري، حيث تحرر المسمار من كل القيود وظل يتحرك ويتلف الأعصاب، وبعد هذه المدة ذهبت إلى تايلاند، وهناك تم إجراء العملية لنزعه، ولكن كان الوقت متأخرا جدا، لأن التقارير تؤكد أن المسمار التي ظل مدة ستة أشهر في صدري أتلف الأعصاب، حيث صار عندي صعوبة في حركة اليد، والجانب الأيسر من جسدي لم يعد يتعرق، وفقدت السمع في الأذن اليسرى وتلف في أعصاب الرقبة أيضاً، وتدهورت حالتي كثيراً، ويضيف أحمد: وهنا أصبح العلاج أكثر تكلفة، فعلاج الأعصاب يستدعي مراحل طويلة، وليس من الهين معالجتها في وقت وجيز. ويضيف أحمد أنه أصبح يذهب إلى تايلاند طلباً للعلاج مرة كل سنة، ويظل هناك مدة 3 أشهر كاملة مع زوجته وولديه، تراكمت ديونه التي وصلت 500 ألف، حسب ما صرح به. أجريت له العملية في تايلاند لإزالة المسمار وقبل ذلك أجريت له الأشعة، حيث تأكد أن العظم أصبح هشاً، وعن ذلك يقول أحمد: بعدما ذهبت إلى تايلاند وبالمستشفى نفسه، الذي تمت فيه عملية إزالة الورم من الصدر، أجريت لي بعض الفحوص والأشعة ليتبين أن المسمار أصاب الأعصاب بالتلف، وأن العظم المكسور صار هشاً ومفتتاً، ولم يعد تجبيره صالحاً، لذا تمت العملية على أساس قطع عظم من الورك لتعويض هذا العظم المكسور، ثم إزالة المسمار، هكذا أجريت لي في المجمل 6 عمليات جراحية، ولم تلتئم صحتي بعد، وما زلت أتابع العلاج بتكلفة عالية جداً، كما أنني أحتفظ بكل التفاصيل وجميع التقارير في ملف بحوزتي. إحالة إلى التقاعد كما يتحدث أحمد عن مضاعفات المرض والخطأ الطبي على حياته الصحية والشخصية ويقول: أنا أب متزوج وعندي ولد بالصف الأول وبنت في عامها الأول، وأعتبر أبا عاجزا أمام متطلبات حياتهم، فلا بيت ولا عمل، حيث أُحلت إلى التقاعد وسني لم يتجاوز 31 سنة، نظرا لظروفي الصحية، وديوني متراكمة نتيجة تحملي جزءاً من نفقة العلاج، فالتكلفة عالية جدا. ويضيف: الحمد لله تم علاج مشكلة الورم والعظام، وما زالت مشكلتي الصحية مع الأعصاب، وحسب الطبيبة المعالجة فإنها تقول إن الموضوع يستدعى متابعة أكثر من سنتين، ونظراً لصعوبة مشكتي الصحية فإن الطبيبة المعالجة اقترحت علي العلاج بأميركا، ولكن لمحدودية قدراتي المادية، فإنها تتابع مع أحد اختصاصيي الأعصاب بأميركا بشكل ودي، وتعالجني بناء على تعليماته، وحسب تقاريرها الطبية عن الأعصاب فهناك تحسن تدريجي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©