إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد أطباء مشاركون بمؤتمر الإمارات الدولي الثامن للأورام أن اكتشاف سرطان الثدي مبكراً من خلال الفحوص الدورية، وعلاجه منذ البداية، يعد حجر الزاوية للشفاء من المرض بنسبة 95 في المائة.
وقال يوسف الذيب الكتبي، المدير التنفيذي للعمليات بمستشفى توام التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر: «إن مستشفى توام من المؤسسات الطبية الرائدة في مجال رعاية مرضى السرطان على مدى نحو 40 عاماً، فهو مركز وطني لعلاج الأورام، ومركز إقليمي يستقبل المرضى الباحثين عن العلاج الذي يقدم على أيدي فريق طبي مؤهل تأهيلاً عالياً، ويمتلك المهارات المهمة والخبرات العميقة، إلى جانب التقنيات الحديثة».
وأضاف أن تنظيم مؤتمر الإمارات الدولي الثامن للأورام يأتي وفقاً لالتزام شركة «صحة» بتحسين الرعاية الصحية، وإنقاذ الأرواح، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في المنطقة، إذ تلعب منشآت شركة «صحة» دوراً محورياً في تحسين الرعاية المقدمة وعلاج السرطان منذ الفحص والتشخيص وحتى المراجعة.
من جهتها، أكدت الدكتورة موزة محمد بن حمرور العامري، استشارية جراحة الثدي، رئيس قسم الثدي في مستشفى توام، أن نسبة الشفاء من سرطان الثدي تصل في توام إلى 95% إذا تم اكتشافه مبكراً، مشيرة إلى أن على النساء الحرص على إجراء الفحص الذاتي للثديين مرة كل شهر، ومراجعة اختصاصي الرعاية الطبية مرة كل سنة لإجراء فحص الثدي، بالإضافة إلى إجراء صورة إشعاعية للثدي/ ماموغرام/ بانتظام بدءاً من سن الأربعين.
وأضافت أن مركز العناية بصحة الثدي في مستشفى توام يوفر العلاج للنساء وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وباستخدام التقنيات الحديثة، سواء في التصوير أو الجراحات، على أيدي فريق متعدد التخصصات من أطباء أشعة وجراحين وممرضات واختصاصيات اجتماعيات، وجميعهم من ذوي الكفاءة والخبرة، كلٌ في مجاله.
وأوضحت أن مستشفى توام يعد أول مستشفى في المنطقة يوفر اختبار سرطان الثدي ثلاثي السلبية، /اختبار بي دي ال 1/، وأن هذا النوع من السرطان يعد من أسوأ أنواع سرطان الثدي، فهو لا يستجيب للأدوية والعلاج الهرموني، ونسبة انتشار المرض تقدر بـ 15% من أمراض سرطان الثدي، وأن لهذا المرض نوعاً خاصاً من العلاج يعرف بـ/ الطب المشخص/ وهذا العلاج يعطي أملاً جديداً لعلاج المرض وهو موجود بشرط أن يكون الاختبار «موجب».
وأوضحت في ورقة عمل قدمتها بالمؤتمر حول جراحات الثدي أن المركز في توام يستقبل سنوياً ما يتراوح بين 300 إلى 400 حالة جديدة، والمعدلات في الإمارات بالنسبة للإصابة هي نفس المعدلات العالمية، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الوعي في دولة الإمارات، مؤكدة إمكانية المحافظة على الثدي مع إزالة الورم، حيث تتم إزالة الورم السرطاني وترتيب الثدي تجميلياً بحيث لا تتأثر المريضة بذلك، ولفتت إلى أن ليس كل الحالات معرضة لإزالة الثدي، وأن هناك نحو 200 حالة مرضية خضعت لعمليات إزالة الورم وليس الثدي.
وأشارت إلى أن المركز يستخدم حالياً تقنيات متطورة للكشف والعلاج، منها جهاز متطور جداً للتصوير الطبقي ثلاثي الأبعاد، يقوم بتصوير دقيق للثدي، ما يعطي فرصة كبيرة لاكتشاف أورام الثدي، من خلال تصوير مقطعي لكل أجزاء الثدي، يصل إلى 5 ملم، ما يمكن من اكتشاف الأورام بدقة.
من ناحية أخرى، أجرى اثنان من الأطباء الاختصاصيين المشاركين في المؤتمر عمليات جراحية لمرضى في مستشفى توام، بالإضافة لتقديمهم لخلاصة أبحاثهم ونتائج دراساتهم خلال المؤتمر.
وتركزت النقاشات خلال جلسات وورش عمل اليوم الثاني للمؤتمر حول سرطان الثدي، حيث أكد أطباء الأورام المشاركون في المؤتمر أن اكتشاف سرطان الثدي مبكراً من خلال الفحوص الدورية، وعلاجه منذ البداية يعدان حجر الزاوية للشفاء من المرض بنسبة كبيرة.
وقال الدكتور موفق سلمان، رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى توام التابع لشركة «صحة»: إن الدكتور محمد علاف نائب رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى جونز هوبكنز، استخدم أحدث الطرق لأخذ خزعات من البروستات لسبعة أشخاص، من أجل تشخيص سرطان البروستات، حيث أظهرت نتائج الفحص أن 6 منهم مصابون بسرطان البروستات المبكر، وهذا ما كان يمكن اكتشافه لولا استخدام هذه التقنية الحديثة.
وأضاف رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى توام أنه سيتم تطبيق هذه التقنية الحديثة في تشخيص سرطان البروستات في جميع الحالات التي تراجع مستشفى توام في المستقبل.
وأوضح أن الدكتور آرثر برنيت، استشاري جراحة المسالك البولية وجراحة وضعف الانتصاب عند الرجال وسلس البول، في مستشفى جونز هوبكنز سيجري 15 عملية جراحية خلال الأيام المقبلة لزراعة جهاز تعويضي للمرضى المصابين بسرطان البروستات، ويعانون من ضعف الانتصاب، بالإضافة إلى مرضى لديهم بروستات ومرض السكري في الوقت نفسه. وسيقوم كذلك بزراعة صمام صناعي للتحكم بالبول لعدد من المرضى المصابين بسرطان البروستات، كما يقوم الدكتور آرثر برنيت، بزيارة أخرى إلى مستشفى توام في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر المقبل لإجراء عمليات مماثلة، وذلك في إطار التعاون بين توام ومستشفى جونز هوبكنز الطبية الدولية، المستشفى التعليمي ومركز الأبحاث الطبية الحيوية، ومقره في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية، والذي يعد أحد أفضل مستشفيات العالم، حيث احتل قائمة يو إس نيوز لأفضل المستشفيات في الولايات المتحدة لواحد وعشرين عاماً متتالية.
مستجدات العلاج
أكد الدكتور خالد سعيد العمودي، رئيس المؤتمر، أن المؤتمر يركز هذا العام على بحث طرق التشخيص والمستجدات في مجال علاج الأورام، واستخدام الذكاء الاصطناعي في علاج الأورام، ويتضمن محاضرات خاصة بوقاية الأطباء، لافتاً إلى أن المشاركين في مؤتمر الإمارات الثامن للأورام يناقشون جميع التخصصات الرئيسة والفرعية للأورام، وكذلك تقديم العروض والمناقشات حول أفضل الممارسات وأحدث التطورات في أبحاث السرطان والتشخيص والعلاج.
أفضل الممارسات
يناقش المشاركون في مؤتمر الإمارات الثامن للأورام جميع التخصصات الرئيسة والفرعية للأورام، وكذلك تقديم العروض والمناقشات حول أفضل الممارسات وأحدث التطورات في أبحاث السرطان والتشخيص والعلاج، ويشارك في المؤتمر 1600 طبيب، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين في علم الأورام من نحو 30 دولة حول العالم.