سيد الحجار (أبوظبي)
منذ عدة سنوات بدأت تنتشر تقنيات البيوت الذكية، والتي توفر خدمات التحكم في الأجهزة المنزلية والإضاءة والكهرباء تكنولوجياً، ومع انتشار أجهزة الهواتف الذكية، بات كثير من العملاء يفضلون إدارة منازلهم من خلال الهواتف المحمولة، لاسيما خلال أوقات السفر.
وباتت الخدمات المتنوعة التي توفرها تقنيات المنازل الذكية من تحكم في الكهرباء والإضاءة والستائر والأبواب والنوافذ والأجهزة المنزلية، بخلاف الخدمات خارج المنزل من أجهزة رقابة وري للحدائق، والتي يمكن إنجازها عبر الهواتف المحمولة، وسيلة جذب للعديد من العملاء.
ويعتقد صبحي أحمد عوفي، مهندس المبيعات بشركة المزروعي ايكاس لأنظمة المنازل الذكية، أنه رغم أن أنظمة المنازل الذكية بدأت في أوروبا منذ تسعينيات القرن الماضي، عبر التحكم في الإضاءة والكهرباء إلكترونياً، فإن انتشار الهواتف الذكية في السنوات الخمس الأخيرة، أدى لزيادة ملحوظة في الطلب على المنازل الذكية.
وبينما كان يضطر كثيرون لتشغيل أجهزة التكييف لعدة أسابيع أو أشهر أحياناً طوال فترة سفرهم خارج البلاد، لضمان عدم تعرض الأثاث والمفروشات للتلف، يمكنهم اليوم التحكم في أوقات تشغيل المكيفات عبر الهاتف، وأيضاً التحكم في فتح وإغلاق النوافذ والستائر في أوقات محددة لتهوية المسكن، وأيضاً ري الحدائق، وتشغيل الإضاءة الداخلية والخارجية، ومراقبة المنزل، وذلك عبر تقنيات المنزل الذكي.
وربما لذلك يتوقع المهندس مهند محمد، مدير عام شركة الأيوبي للتقنيات، أنه خلال 10 سنوات، ستكون تقنيات المنزل الذكي منتشرة في كل منزل تقريباً، لاسيما مع انتشار الهواتف الذكية، وتسابق الشركات لتقديم عروض تناسب مختلف العملاء، موضحاً أن شركته تقدم عرضاً يشمل الخدمات الذكية التقليدية من تحكم في الإضاءة والتكييف والكهرباء بنحو 23 ألف درهم فقط، فيما يصل سعر بعض الباقات التي تشمل كافة الخدمات لنحو 250 ألف درهم.
وتقنيات البيوت الذكية لا تقتصر فقط على المنازل، إذ يشير مهند إلى انتشار خدمات المسجد الذكي، والتي تشمل تشغيل التكييف والإضاءة وسخانات المياه قبل وقت الصلاة، ثم إعادة إغلاقها بعد الصلاة.
ويشير مهند إلى أهمية تقنيات المنزل الذكي في توفير درجة عالية من الأمان، سواء من خلال أجهزة وكاميرات المراقبة المتطورة، وصولاً إلى توفير أنظمة إنذار حريق ذكية، تتجاوز الأنظمة التقليدية، في إمكانية فتح النوافذ وحماية الأجهزة والممتلكات في حالة الحريق.
وتشير المهندسة صديقة دارات، مدير المبيعات بشركة الأيوبي للتقنيات، إلى استفادة المسافرين بشكل أساسي من خدمات البيوت الذكية، وذلك في توفير الاستهلاك، حيث لا يضطر العميل هنا إلى استخدام المكيف لمدة شهر أو أكثر، حيث يمكن التحكم في أوقات الاستخدام أثناء ارتفاع درجة الحرارة، مع توفير نظام لفتح الستائر والنوافذ في أوقات أخرى، وبناء على اتجاه أشعة الشمس.
وتوضح أن هذه التقنيات تساعد في الحفاظ على العمر الافتراضي للأجهزة، مؤكدة أنه يمكن استرداد ما يتم سداده لتوفير الخدمات الذكية بالمنزل، خلال 10 إلى 15 عاماً، وذلك نتيجة ترشيد استهلاك الطاقة، وزيادة العمر الافتراضي للأجهزة المنزلية والكهربائية ولمبات الإضاءة.
ويرجع صبحي عوفي زيادة الطلب على المنازل الذكية «سمارت هوم» في الإمارات إلى زيادة الوعي بأهمية ترشيد الطاقة، واهتمام الكثير من العملاء بالتحكم في فاتورة الكهرباء، فضلاً عن توجه شرائح كبيرة من المقيمين بالدولة للسفر خلال فترة الإجازة الصيفية، سواء من المواطنين أو الوافدين.
ويوضح أن توفير خدمات المنزل الذكي للفيلا يتراوح بين 50 إلى 100 ألف درهم، فيما قد يطلب بعض العملاء خدمات محددة بقيمة لا تتجاوز 30 ألف درهم.