أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
اتهمت قيادات قبلية من جنوب السودان ما أسمته بميليشيات الدولة العميقة السودانية «الإخوانية» بالمسؤولية عن الهجوم الغادر على منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها. وأسفر الهجوم أمس الأول عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 4 آخرين، في حادث هو الأول من نوعه منذ التغيير في السودان، وطالب زعماء قبليون بالمنطقة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بنزع سلاح ما أسموه بميليشيات الدولة العميقة للنظام السابق في السودان، والتي يمكن أن تعكر صفو العلاقات بين الدولتين.
ودعا شول كات ميول، الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي، في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى سحب كل الميليشيات من المنطقة، من أجل استتباب الأمن، كما طالب بالإسراع بالتحقيق في الحادث، وعدم دفن الرؤوس في الرمال، وكذلك الإسراع بحل القضايا العالقة بين الدولتين.
وقال خبراء آخرون في الخرطوم وجوبا لـ«الاتحاد» إن ما يجري في أبيى يؤكد ضرورة الإسراع بتسوية الأمور وإحلال السلام في كل من السودان وجنوب السودان، لأن عدم الحسم في داخل كل دولة على حدة، ستكون له انعكاساته الأوسع على قضاياهما المشتركة في أبيي وغيرها.
وأعلن تنظيمان سودانيان معارضان مسلحان، أمس، اتفاقهما على استراتيجية للتفاوض في مسار شرق السودان، وذلك عقب اجتماعهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأكد أسامة سعيد، الأمين العام لمؤتمر البجا المعارض، والأمين داؤود، رئيس الجبهة الشعبية المتحدة، أنهما اتفقا على أن مسار شرق السودان يأتي في إطار الحل الشامل للجبهة الثورية وتحت مظلتها، وعلى توحيد الموقف التفاوضي للتنظيمين، ودخول المفاوضات بورقة مشتركة ووفد تفاوضي واحد. وفي هذه الأثناء، أعلنت قوى الحرية والتغيير الاستعداد الكامل لجولة المفاوضات المقبلة مع الحركات المسلحة في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وأكد وجدي صالح، الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحرية والتغيير، التوافق الذي بدا من جميع شركاء الثورة، وتوافر الثقة للوصول إلى اتفاق سلام، ستطبق بنوده على المستويات التنفيذية والتشريعية كافة، وإشراك جميع القوى السياسية التي اهتمت بانتصار الثورة.
وعلى صعيد آخر، قال وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي إن بلاده تحتاج إلى 5 مليارات دولار دعماً للميزانية، لتفادي انهيار اقتصادي، وإنها ستدشن إصلاحات ما بعد الإطاحة بعمر البشير.
وقال البدوي إن بلاده تملك احتياطيات نقد أجنبي تكفي فقط لتمويل الواردات لعدة أسابيع، مشيراً إلى أن السودان تلقى بعض الدعم لواردات الوقود والقمح، لكن حوالي 65% من شعبه البالغ تعداده 44 مليوناً يعاني من الفقر، ويحتاج إلى تمويل تنموي بقيمة تصل إلى ملياري دولار، بجانب ملياري دولار من المأمول الحصول عليها من صناديق تنموية عربية. وقال البدوي إنه من المقرر عقد اجتماع للمجموعة المانحة «أصدقاء السودان» الشهر المقبل.