3 فبراير 2010 21:48
تتسابق جهات حكومية مع شركات القطاع الخاص على استقطاب كوادر مواطنة خلال معرض أبوظبي للتوظيف 2010 الذي واصل أعماله لليوم الثاني على التوالي أمس.
واستقبل المعرض آلاف الباحثين عن عمل في يومه الثاني أمس، وسط إقبال ملحوظ من المواطنين، وتوافد مكثف لمواطني الإمارات الشمالية الراغبين في العمل بالعاصمة، في ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية بأبوظبي وتوافر العديد من الفرص بالقطاعين الخاص والحكومي.
وفيما أعلنت بعض الشركات عن عدد الوظائف الشاغرة لديها وشروط التوظيف بوضوح، اكتفت بعض الجهات بالإشارة إلى التخصصات المطلوبة دون تحديد تفاصيل كافية، وهو ما دفع عددا من زوار المعرض إلى المطالبة بمزيد من التفاصيل عن الوظائف الشاغرة. ورفض باحثون عن عمل اتجاه بعض المؤسسات للإعلان عن التخصصات المطلوبة دون تحديد العدد والشروط الواجب توافرها لشغل الوظائف، الأمر الذي اعتبروه ينم عن “عدم جدية”. وكان عبدالله سعيد الدرمكي المدير العام لمجلس أبوظبي للتوظيف أكد أمس الاول أنه سيتم تشكيل لجنة من مجلس أبوظبي للتوطين والشركة المنظمة للمعرض لتقوم بمراجعة الشركات التي ترغب المشاركة في معرض التوظيف 2011.
والهدف من تلك المراجعة توفير معلومات كافية حول نسب التوطين والشواغر المتوفرة وعدد الوظائف وجميع المعلومات الواجب توافرها للزائر ومقدم الوظائف.
وظائف شاغرة
وبخلاف الوظائف الشاغرة بالجهات والمؤسسات الحكومية، تنوعت الوظائف الشاغرة المعروضة من الشركات الخاصة والحكومية خلال المعرض، وسط إقبال من المواطنين على التقدم لشغل هذه الوظائف.
وأعلنت شركة أركان لمواد البناء توافر نحو 200 فرصة شاغرة تحت 45 مسمى وظيفي، في التخصصات المالية والمبيعات والتسويق والموارد البشرية ونظم المعلومات والإنتاج، فيما استقبلت الشركة نحو ألف طلب توظيف.
وأوضحت الشركة أن الأولوية في التوظيف ستكون للمواطنين، وذلك خلال 6 أشهر عبر افتتاح مصنع الشركة الجديد بالعين.
وفيما أعلنت مؤسسة “تو فور 54” توفر نحو 24 وظيفة للمواطنين فقط في تخصصات الإعلام والتسويق والمبيعات، استقبلت نحو 500 طلب خلال يومين.
وأعلنت شركة الإمارات المتقدمة للاستشارات حاجتها لعدد من المواطنين لشغل وظائف في القطاع المالي والموارد البشرية والإدارة والهندسة الكهربائية والميكانيكية.
واستقبلت شركة “مبادلة” آلاف الطلبات في جميع التخصصات وفي مقدمتها القطاعات الهندسية والمالية والاستثمارية والفنية، وذلك للمواطنين وغير المواطنين بشرط الخبرة لمدة 3 سنوات. وبدورها، أعلنت “اتصالات” توافر عدد من الوظائف الشاغرة في قطاعات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والتسويق والمبيعات.
وطرحت شركة “دوكاب” عددا من الشواغر في قطاعات المالية والموارد البشرية، إضافة إلى جميع التخصصات الهندسية.
واستقبلت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك” آلاف الطلبات في التخصصات الإدارية، إضافة إلى عمليات المراقبة وإدارة الموارد المالية وإدارة المشاريع، وجميع التخصصات الهندسية.
وطرحت الشركة القابضة العامة التي تضم تحت لوائها نحو 10 شركات على رأسها مصنع حديد الإمارات، مئات الوظائف الفنية والإدارية إضافة إلى الوظائف المساعدة.
شفافية
وخلال جولة “الاتحاد” في المعرض، قال محمد عبدالرضا “مواطن متقاعد” إن العديد من الوظائف المعلن عنها يحيطها الغموض وعدم الشفافية، مشيرا إلى اتجاه بعض الشركات للإعلان عن حاجتها لتخصصات معينة دون الإعلان عن العدد المطلوب أو حتى الشروط الواجب توافرها، وهو ما قد يشير لعدم جدية الشركة. وتابع ناصر العرشي “لا أصدق الكثير من العروض المعلن عنها، والتي لا تحدد العدد المطلوب للوظيفة وشروط التوظيف، وبالتالي لا أشغل نفسي في التقدم بطلبات لشغل مثل هذه الوظائف”. وأوضح أنه جاء بصحبة عدد من أصدقائه من إحدى الإمارات الشمالية للبحث عن فرص حقيقية للتوظيف ومحاولة إنجاز مقابلات شخصية جدية للعمل، وليس مجرد توزيع السيرة الذاتية على الشركات التي ترغب في الاحتفاظ بقاعدة بيانات لديها.
وأشار سامح محمود علي “مصري الجنسية” إلى أنه لا يتردد كثيرا في تقديم سيرته الذاتية لكل الشركات بالمعرض، موضحا أن اعتاد على تقديم أوراقه في كل معارض التوظيف السابقة. ورغم عدم توفيقه في الحصول على فرصة عمل بديلة لعمله الحالي بإحدى الشركات العقارية، إلا أنه لا يزال ينتظر فرصة “الحظ”، على حد تعبيره.
وقال عبدالله المنهالي، مواطن حاصل على دبلوم صناعي، إنه يفضل العمل في قطاع السياحة والطيران، ولذلك اكتفى بتقديم طلب توظيف في 5 جهات بالمعرض.
وأضاف المنهالي “لا أفضل العمل بالقطاع الحكومي على القطاع الخاص، ولكني أهتم في المقام الأول بالراتب، حيث لا يقل عن 15 ألف درهم شهريا”.
جذب الكوادر
من جانبه، أكد جابر الجناحي المدير التنفيذي للاتصال المؤسسي في “اتصالات” أن الشركة اهتمت خلال المعرض بجذب الكوادر الوطنية المميزة في التخصصات كافة، موضحا أن الشركة تضع في أولوية الاختيار المؤهل الوظيفي الذي يجب أن يكون مؤهلا جامعيا معترفا به من إحدى الجامعات الداخلية أو الخارجية، إضافة إلى الكفاءة أو شخصية الموظف.
وأوضح الجناحي أن موظفي “اتصالات” أصبحت لهم سمعة طيبة في أي جهة يتولون العمل بها بفضل الاختيار المتميز لهم، حيث أصبحت الشركة بمثابة مؤسسة متميزة بتزويد الكوادر التي تتولى أعلى المناصب بجميع الجهات.
وتهتم الشركة كذلك بتنظيم تقييم شهري وربع سنوي للموظف بصورة دورية، مع تدعيم القدرات من خلال الدورات التدريبية المتميزة، حيث أنشأت الشركة أكاديمية خاصة لتدريب موظفيها.
وقالت سمية الحمادي رئيس قسم إدارة المواهب والموارد البشرية في شركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات إن الشركة تهتم بوجود مواطنين في جميع الأقسام، موضحة أن عدد موظفي المجموعة التي يقع تحت لوائها نحو 15 شركة يصل إلى 3 آلاف موظف، 50% منهم مواطنون.
وأضافت الحمادي “رواتب المواطنين بالشركة لا تختلف كثيرا عن رواتب موظفي الجهات والشركات الحكومية”، موضحة أن الشركة تهتم بتقديم الحوافز وبدل السكن والضمان الصحي المتميز لجذب الكوادر المميزة من المواطنين.
وأوضحت الحمادي أنها أجرت أمس مقابلات مع 3 مواطنين بالمعرض، نظرا لتميزهم في قطاعات متخصصة، مؤكدة اهتمام الشركة باقتناص مثل هذه الفرص خلال مشاركتها بالمعرض.
وأشار منصور محمد الجداية مدير تطوير المواطنين بدائرة التعليم والتطوير في شركة دوكاب إلى حدوث تطور ملحوظ في مستوى الخريجين من المواطنين خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن الشركة لا تتردد كثيرا في قبول أي مواطن حاصل على تخصص متميز، لتتولى الشركة بعد ذلك تدريبه وتأهيله للعمل.
وأوضح أن الشركة تقدم امتيازات عديدة تتعلق بالرواتب والحوافز لجذب المواطنين، مع وضع خطة تدريبية للموظف تتناسب مع مؤهله ووظيفته.
وأكد الجداية عدم وجود فجوة في عمل المواطنين بجميع التخصصات، بعد فترة من إحجامهم عن العمل بالتخصصات الفنية. وقال “خلال السنوات الأخيرة، أصبح الموطنون يعملون في قطاعات مختلفة، حتى الفنية منها، وارتقى مستواهم التعليمي والأدائي”.
المصدر: أبوظبي