مراد المصري (دبي)
خطف البرازيلي رودريجو نجومية الجولة الرابعة بالدور الأول لدوري أبطال أوروبا، حينما قاد ريال مدريد الإسباني لتحقيق فوز كبير على حساب جلطة سراي التركي بسداسية، سجل فيها تحديداً 3 أهداف «هاتريك» جعلته يغير معالم تاريخ الكرة الأوروبية.
وبات اللاعب بعمر 18 سنة و301 يوم، ثاني أصغر لاعب يسجل هاتريك في دوري الأبطال بعد الإسباني راؤول مع «الملكي» أيضاً في أكتوبر 1995، بعمر 18 سنة و113 يوماً، وثاني أصغر لاعب برازيلي يسجل هاتريك بالمسابقات الأوروبية، عموماً بعد مواطنه رونالدو، حينما كان لاعباً مع آيندهوفن في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبية في 1994.
ويبدو أن رودريجو لم يكن يدرك ما يخبئ القدر له، فهو الذي توجه قبل 8 سنوات إلى نادي سانتوس البرازيلي، كحال رفاقه الذين ولدوا في مدينة ساو باولو ويعشقون هذا الفريق الملهم للأجيال الصاعدة، لكن رودريجو ذهب بنية الانضمام لفريق كرة الصالات، قبل أن يدرك القائمون على هذا الفريق أن اللاعب الموهوب في المكان غير الصحيح، ويحولونه بعدها إلى ملاعب الكرة الخضراء، وهناك بدأ نجمه بالبزوغ، حتى وصل إلى الفريق الأول وهو بسن الـ 16، وفي أول فرصة متاحة له، وبعد تغيير الرقم الذي يرتديه أكثر من مرة، اختار الرقم 11، وذلك تيمناً بالنجم نيمار الذي شق طريقه مع سانتوس بنفس الكيفية، وإن كان نيمار نال اهتماماً وسلطت عليه أضواء الإعلام مبكراً، فيما يسير رودريجو دون أن يشعر به أحد، حتى دون اسمه بقوة في ليلة لن تنسى من ذاكرته في البرنابيو.
ويمكن اعتبار صفقة رودريجو من أكثر الصفقات التي غابت عن اهتمام الجماهير، رغم دفع ريال مدريد فيه نحو 45 مليون يورو، ما بين 40 مليونا ذهبت لخزائن سانتوس، و5 ملايين تقاسمها وكلاء الأعمال، ووصل اللاعب إلى الفريق دون أن ينتبه إليه أحد، سوى الفرنسي زين الدين زيدان المدرب الذي كان يدرك أن بين يديه جوهرة يجب الحفاظ عليها، وعدم المخاطرة بوضعه تحت الضغوطات مبكراً، وهو ما جعله يشركه بصورة تدريجية حتى منحه المقعد الأساسي في التشكيلة أمام الفريق التركي، في توقيت مثالي للغاية، من مدرب كان يوماً نجماً لامعاً ويدرك كيفية التعامل مع النجوم.
وأشاد زيدان، بما قدمه النجم الصاعد، وقال: «عمره 18 عاماً، نعم لذلك نحن سعداء من أجله لأنه يستغل كل فرص للعب بشكل جيد وقدم هذا المساء أداءً جيداً على كافة الصعد، إنه يعمل في التدريبات ويقدم أشياء كثيرة، يجب أن يتحلى بالهدوء ولا يجب علينا الضغط عليه، لا أشعر بالمفاجأة بأدائه لأننا نعرفه جيداً، لكن المفاجأة السارة هو تسجيله 3 أهداف، إنه سعيد ولعبه مليء بالبهجة».
وتابع: «من المنطقي أن نكون سعداء اليوم بالأهداف الستة، ولكن قبل كل شيء بحفاظنا على نظافة شباكنا وبدفاعنا الصلب واحترامنا للمنافس حتى النهاية، وذلك لأنه عندما تسجل 4 أهداف في الشوط الأول، قد تتراجع وتيرة لعبك في الشوط الثاني لكننا لم نفعل ذلك، عندما خسرنا الكرة كان هناك دائماً ضغط كبير بعد الخسارة وفي النهاية قدمنا مباراة متكاملة».