الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستثمار الزراعي في الخارج يعزز التنويع الاقتصادي ويدعم الأمن الغذائي للدولة

الاستثمار الزراعي في الخارج يعزز التنويع الاقتصادي ويدعم الأمن الغذائي للدولة
27 سبتمبر 2018 00:56

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد رجال أعمال وخبراء اقتصاديون أن الاستثمار في قطاع الزراعة يوفر فرصاً استثمارية متميزة ويحقق عوائد مجزية للشركات، كما يدعم التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة ويعزز الأمن الغذائي لدولة الإمارات.
وأشار هؤلاء إلى إعلان شركة الظاهرة مؤخراً عن استثمارات في جمهورية رومانيا بقيمة 500 مليون دولار خلال الخمسة أعوام المقبلة، تشمل العديد من القطاعات، وذلك عقب استحواذ الشركة على جزيرة برايلا، وهي أكبر مزرعة متكاملة في أوروبا.
وتتعهد شركة الظاهرة برفع مستوى مرافق التحميل بالميناء في جزيرة برايلا، بحيث تسمح بزيادة القدرة الاستيعابية للبضائع وحركة البضائع والسفن.
وبلغت مساحة الاستحواذ حوالي 56 ألف هكتار، مما يتيح للشركة إنتاج ما يفوق 500 ألف طن من الحبوب، حيث تنتج جزيرة برايلا 90 ألف طن من القمح، و50 ألف طن من الشعير، و120 ألف طن من الذرة، و28 ألف طن من دوار الشمس، و30 ألف طن من فول الصويا.

مكاسب الشركات
وقال جمال سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، لـ«الاتحاد» إن المجلس يركز دائماً خلال اجتماعاته على أهمية تعزيز الاستثمار في قطاع الزراعة بالخارج، لما يحققه ذلك من فوائد ومكاسب للشركات، وفي ذات الوقت يعود بالنفع على الدولة.
وأشار إلى أهمية وجود شركات إماراتية متميزة في مجالات الاستثمار بالخارج، مثل شركة «الظاهرة»، والتي أعلنت مؤخراً عن استثمارات في جمهورية رومانيا بقيمة 500 مليون دولار، عبر الاستحواذ على جزيرة برايلا، فضلاً عن استثمارات شركة «جنان» بعدد من الدول، والعديد من الشركات الأخرى التي حققت نجاحات بارزة في هذا المجال مؤخراً.
وأوضح الجروان حرص المجلس على تشجيع رجال الأعمال للاستثمار الزراعي بالخارج، لاسيما في الدول التي تركز على الزراعة مثل مصر والسودان، والمغرب، وتونس، والجزائر، فضلاً عن بعض دول أوروبا وأفريقيا، وأشار إلى أن الاستثمار الزراعي يعد من القطاعات الواعدة والتي تحقق عوائد جيدة، مؤكداً ضرورة الدراسة الجيدة للمشاريع ومواقع الاستثمار بالخارج، واكتساب المعرفة اللازمة، وفي ذات الوقت إمكانية الدخول في شراكات مع الشركاء المحليين من ذوي الخبرة في المجال، مع الحرص على اختيار الشريك المناسب، وفي ذات الوقت التنسيق مع الجهات الرسمية لتذليل أي عقبات، وتجنب الوقوع في أزمات مستقبلية.

استدامة النمو
وأكد حامد الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أهمية الاستثمار في قطاع الزراعة بالخارج في تحقيق الأمن الغذائي للدولة، وتنفيذ استراتيجية حكومة أبوظبي في تحقيق استدامة توريد السلع الأساسية.
وأشار الشاعر إلى أهمية الاستثمار بالقطاع الزراعي في الخارج، وبما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي والتي ترتكز على دور القطاع الخاص وقيمة استثماراته في المشاريع الزراعية، والاستثمار في أراض خارج حدود الدولة.
ولفت إلى تنوع الدول التي توفر فرصاً استثمارية متميزة في قطاع الزراعة، لاسيما في أفريقيا، مثل مصر والمغرب، فضلاً عن توفر فرص واعدة في إثيوبيا، في ظل توفر الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة.
وأوضح الشاعر أن الاستثمار الزراعي يحقق عوائد مجزية للشركات والمستثمرين، وفي ذات الوقت يعزز من الأمن الغذائي للدولة، ويدعم التنوع الاقتصادي بالإمارات، مشيراً إلى أهمية إعلان شركة الظاهرة مؤخراً عن استثمارات في جمهورية رومانيا بقيمة 500 مليون دولار، وذلك عقب استحواذ الشركة على جزيرة برايلا، وهي أكبر مزرعة متكاملة في أوروبا.
وتشكل جزيرة برايلا ركيزة أساسية واستراتيجية للحكومة الرومانية، فهي أكبر جزيرة في أوروبا، وتقع على أهم الممرات الملاحية المائية، كما أنها تبعد حوالي فترة أسبوعين من موانئ الدولة، وبالتالي فإنه يمكن تأمين 80% من احتياجات الدولة من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة والشعير بشكل سريع.


شركات زراعية
ومن جهته، قال بدر فارس الهلالي رئيس مجلس إدارة مجموعة الإمارات للصناعات والخدمات، إن الإمارات حققت نجاحات بارزة في الاستثمار الزراعي بالخارج، وهو ما يظهر في تنوع هذه الاستثمارات وانتشارها في مختلف دول العالم.
وتمتلك الإمارات شركات زراعية عملاقة تعمل في أكثر من 60 دولة في قارات العالم الست ومنها قارة أميركا اللاتينية، ولديها مساحات شاسعة مزروعة في عدد من الدول، خاصة السودان ومصر وصربيا ونامبيا وإيرلندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا، فضلاً عن توافر صوامع كبيرة لتخزين المواد الغذائية في أبوظبي ومختلف إمارات الدولة.
وأوضح الهلالي أن توفير الغذاء الكافي لسكان العالم يعد قضية ملحة في ظل الضغوط المتزايدة على الإنتاج الغذائي، وتسارع وتيرة تغير المناخ، وتضاؤل إمكانية الوصول إلى المياه العذبة وتزايد متطلبات الطاقة، ما يؤكد أهمية استراتيجية الإمارات فيما يتعلق بالأمن الغذائي والتوسع في الاستثمار الزراعي بالخارج.
وأشار الهلالي إلى اهتمام مجموعة الإمارات للصناعات والخدمات باستصلاح أراضٍ زراعية في السودان لزراعة القمح، حيث تعتزم الشركة استخدام إنتاج هذه الأراضي في المقام الأول للعمل الخيري، موضحاً أنه في ذات الوقت فإن هذه الاستثمارات تمثل رصيداً استراتيجياً للإمارات، حيث يمكن استخدام كميات من الإنتاج بالدولة، في حالة حدوث أي أزمات.

تشجيع المستثمرين
بدورها، أكدت ريد الظاهري، رئيس لجنة التجارة بغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أهمية تشجيع الشركات الإماراتية للاستثمار في قطاع الزراعة بالخارج، في ظل تحقيق الشركات العاملة بهذا المجال لعوائد مجزية، فضلاً عن دورها في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي للدولة.
وأوضحت الظاهري أن الاستثمار في الغذاء أكثر أماناً وأقل من ناحية المخاطر، حيث تستمر حاجة الإنسان للغذاء والسكن مدى الحياة.
وأشارت إلى أهمية هذه الاستثمارات في تدعيم العلاقات مع الدول الصديقة، مؤكدة أهمية تذليل أي عقبات أمام المستثمرين الراغبين في الاستثمار الزراعي بالخارج، وتوفير المرونة الكاملة وتسهيل الإجراءات، وبما يسهم في زيادة عدد الشركات العاملة بهذا المجال، وتكرار التجارب الناجحة لشركة الظاهرة.
وشهدت أبوظبي خلال شهر نوفمبر الماضي تنظيم الدورة الأولى من المعرض الدولي للاستثمار الزراعي في الخارج «أغري سكيب 2017»، بمشاركة أكثر من 51 شركة متخصصة في الاستثمار في الأراضي والأصول الزراعية في أكثر من 40 دولة، حيث تم استعراض أكثر من 300 فرصة استثمارية في قطاع الزراعة بعدد من دول العالم، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 5 مليارات دولار (18.4 مليار درهم).

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©