لم يتلق عشرات الأجانب، العاملين في قطر في ورشة بناء إحدى منشآت نهائيات كأس العالم لكرة القدم، رواتبهم من أشهر، بحسب منظمة العفو الدولية.
وقالت المنظمة، في تقرير جديد حول قطر، إن عمالاً من النيبال والهند والفيليبين لهم في ذمّة شركة "مركوري مينا" الهندسية التي تشغّلهم في قطر رواتب متأخرة قدرها 1700 يورو لكل منهم.
وأضافت أن هذا المبلغ يمثّل بالنسبة إلى بعض هؤلاء العمال راتب عشرة أشهر.
وأعربت المنظمة الحقوقية عن أسفها لعدم دفع هذه المستحقّات، مؤكدة أن ذلك "دمّر حياة" العديدين. وطالبت النظام القطري بأن يسدّد بنفسه هذه المبالغ لمستحقّيها.
ونقل التقرير عن ستيف كوكبورن مدير القضايا الدولية في منظمة العفو الدولية قوله إنّه "من خلال حرصها على تلقّيهم رواتبهم، يمكن لقطر أن (...) تظهر أنها جدّية في (رغبتها المعلنة) بتحسين حقوق العمال".
وأوضحت المنظمة الحقوقية أنّها أعدّت تقريرها استناداً إلى إفادات 78 من عمّال الشركة، مشيرة إلى أنّها تعتقد أنّ عدد العمال الذين لم يتلقّوا مستحقاتهم هو أكبر بكثير وقد يكون بالمئات.
وقالت المنظمة إنّ الشركة الهندسية توقّفت عن دفع الرواتب في فبراير 2016 وقد استمر الحال على هذا المنوال طوال أكثر من عام.
واعتبرت المنظمة أنّ نظام "الكفالة" المتّبع في قطر، والذي يتيح للشركات منع عمالها من العمل لدى شركة أخرى أو مغادرة البلاد، سمح لشركات عديدة باستغلال عمالها.
وأضافت أنّ قسماً من هؤلاء العمال سُمح لهم بمغادرة قطر ولكن على نفقتهم الشخصية، مشيرة إلى أنّ بعضاً ممن لم يتلقّوا رواتبهم قالوا إنهم اضطروا لإخراج أطفالهم من المدرسة، بينما اضطر آخرون للاستدانة.
وأوضح تقرير المنظمة الحقوقية أنّ رئيس مجلس إدارة "مركوري مينا" أقرّ، في مقابلة أجرتها معه في نوفمبر الماضي، بأنّ شركته تواجه "مشاكل ماليّة".
ولقيت أوضاع العمال الأجانب في المشاريع المرتبطة بمونديال 2022 انتقاد العديد من المنظمات، لاسيّما لجهة الظروف التي يعملون فيها والحقوق التي يتمتّعون بها.