السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تفاعل جماهيري وإقبال من كافة الشرائح والجنسيات بمهرجان أبوظبي للعلوم

تفاعل جماهيري وإقبال من كافة الشرائح والجنسيات بمهرجان أبوظبي للعلوم
2 فبراير 2020 01:49

إبراهيم سليم (أبوظبي)

شهد مهرجان أبوظبي للعلوم والابتكار تفاعلاً جماهيرياً وإقبالاً من كافة الشرائح والجنسيات، على مستوى الفعاليات المقامة في أبوظبي والعين والظفرة.
وأشار المهندس سند حميد المتحدث الرسمي باسم المهرجان إلى أن هذا العام يشهد العديد من الابتكارات الحديثة التنافسية والحاصلة على براءات اختراع التي قدمها المبتكرون، ومساعدة المبتكرين على التقدم ببراءات اختراع، داعياً أفراد المجتمع إلى الاستمتاع بما يتضمنه المهرجان من فعاليات وأنشطة تحفز الطلبة على الشغف بالعلوم، كما شهدت فعاليات العين والتي تُنظّم في الجاهلي إقبالاً كبيراً من جانب الجمهور.
ويواصل المهرجان الممتد حتى 8 فبراير الجاري أنشطته التفاعلية، وعرض الابتكارات المتنوعة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والحد من استهلاك الطاقة.
وقدم الطلاب سعيد طلال الفليتي وبدر محمد الكثيري وسلطان عمر الحضرمي وحمد الجابري وعبدالله قايد المصعبي في معهد التكنولوجيا التطبيقية مشروعاً جماعياً مميزاً على مستوى تصميم الفكرة والتنفيذ «اشحن هاتفك بالنار» حيث يقوم على شحن الهاتف دون الاستعانة بالكهرباء وللحالات الطارئة، حيث يساعد على حل مشكلة فقدان الشحن للهاتف عند ذهاب الشباب في رحلات البر، وكذلك الحفاظ على مصدر الكهرباء وتوفيرها، حيث صمموا مشروعاً يعتمد على درجة الحرارة، حيث أثار دهشة وإعجاب وتفاعل الحضور والزوار الذين شكل لهم هذا الاختراع ملامح قراءة مخترع سيكون له شأن كبير في المستقبل إذا لقي الدعم والاهتمام اللازمين من إدارة المعهد والوزارة.
كما ابتكر الطالب فارس المهيري الطالب بمدرسة الاتحاد في أبوظبي، جهار «بيور مارين»، وهو جهاز عائم قوي مدعم بخلايا الطاقة الضوئية، وتقوم فكرة الجهاز على مضخة تعمل بالطاقة الشمسية، حيث تولد المضخة قوة شفط، تقوم بدورها بسحب المياه إليه، وعند تدفق الماء تقوم شبكة الجهاز بتنقية وتصفية جميع المخلفات العائمة بما في ذلك عبوات البلاستيك والمواد البلاستيكية المغلفة، والجهاز مزود بفلاتر لتصفية المياه من الزيوت الطافية التي تخلفها القوارب، كما أن الجهاز مزود بحساسات تعمل على كشف ونقل المعلومات عندما تمتلئ الشبكات بالمخلفات، حيث يقوم العمال بتنظيفها ولا تحتاج إلى عمال مهرة في هذا الشأن، وتم تجربته على أرض الواقع بالمارينا وأثبت فعاليته.
وأشار المهيري إلى أن الفكرة راودته إذ أنه من هواة البحر، ومن خلال ممارسة هوايته لاحظ وجود علب بلاستيك وبقية معلبات فارغة، وأكياس تطفو على سطح الماء، وهذه المخلفات ضارة بالبيئة، وتقتل الحياة البحرية، وامتد تفكيره وتجاربه لأكثر من عامين إلى أن توصل إلى هذه الفكرة، والتي تحتفظ في شبكتها بالمخلفات ولا تقترب من الأسماك حتى لو دخلت يمكنها الرجوع بطريقة عادية.
ولفت إلى أن الأبحاث والدراسات أكدت أنه يتم شراء نحو مليون عبوة بلاستيكية، كل دقيقة بالعالم، بينما يتم استخدام 5 تريليونات من الأكياس البلاستيكية المعدة للاستخدام مرة واحدة، في جميع أنحاء العالم، ويتوقع خلال الثلاثين عاماً القادمة أن يكون البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيط بحلول 2050، ونحن في دولة الإمارات تحيط بنا الشواطئ وتحتاج إلى الحفاظ عليها، وهو حريص على حماية الشواطئ والبحر من المخلفات، لافتاً إلى أن اليونسكو كرمته على هذا الابتكار، وأخذ عليه براءة اختراع عالمية، وهذا الجهاز يتم تركيبه أو يثبت على أرصفة الميناء وسيتم تطوير النموذج الأول منه.
فيما قدمت فاطمة الموسوي خريجة جامعة زايد -علوم بيئية وطاقة مستدامة- سفيرة بالعلوم نفكر، باحثة في علوم البيئة ومبتكرة، مشروعاً مبتكراً لاستخدام تقنية جديدة ومستدامة في تنقية المياه بحيث إن أوراق الشاي بعد شربها يعاد تدويرها كي تستخدم في تنقية المياه (ظاهرة الامتزاز) تعمل كالمغناطيس للمعادن الثقيلة بحيث إنها تسحب وتنقي المياه.
وتشارك ‎ميرة محمد بيات بالطويل المزروعي، الملقبة بأصغر مخترعة إماراتية حاصلة على براءة اختراع سفيرة بالعلوم نفكر، والفائزة بالمركز الأول 2019 والحاصلة على عدة جوائز في اختراعها «استيوت ديلما»، والذي يعمل على توفير عملية ضخ مياه مضغوطة صديقة للبيئة في كل مكان وكل الأوقات عن طريق الهواء دون الاعتماد على الكهرباء.
وأفادت بأن الجهاز، الذي يمكن حمله على الظهر، يستخدم في إنجاز عدة مهام، منها تنظيف السيارات بطريقة جديدة تحافظ على المياه المهدرة في الغسيل التقليدي، وكذلك توفير الكهرباء، كما يمكن استخدامه في تنظيف المباني والأبراج المرتفعة أو في الإطفاء أو استخدامه في الرحلات البرية، إذ لا يتطلب الأمر إلا تعبئة «التانك» بالهواء ثم استخدامه في ضخ المياه.
وترى ميرة المزروعي أنها تعلمت من قيادة الدولة الرشيدة بأنه لا مجال لكلمة مستحيل، وأن على الإنسان أن يعمل ويجدّ ليجني في النهاية ثمار هذا العمل، وأن الفكرة مهما كانت بسيطة، فإن البدء في عملها وإنجازها قد يكون له أصداء واسعة ويحقق انتشاراً واستفادة كبيرة. وتعتقد أن وجودها في بيئة ملهمة للابتكار، والمشاركة في معارض وأنشطة الابتكار أكسبها مهارات إبداعية وشجعها على التفكير والبحث العلمي المنهجي، وتمثيل الفتاة الإماراتية باعتبارها قادرة على حل مشاكل المجتمع.
ولدى ميرة محمد المزروعي، أفكار عديدة لابتكارات واختراعات في مختلف المجالات البيئية والصحية والصناعية، ولكنها تحاول إيجاد نوع من التوازن بين متطلبات الدراسة والتحصيل الدراسي وبين طموحها في بذل المزيد من الوقت والجهد لإنجاز تلك الأفكار وتحويلها إلى مشاريع مبتكرة على أرض الواقع.
‎وأنجزت ميرة ابتكاراً جديداً، وسجّلته ضمن براءات الاختراع في الدولة في 3 نوفمبر 2017، وهو عبارة عن جهاز لضخ المياه باستخدام الهواء المضغوط بدون الاعتماد على أي مصادر أخرى للطاقة، مثل الكهرباء أو الغاز، وقد أطلقت عليه باللغة الإنجليزية «ASTUTE DILEMMA استيوت ديلما».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©