صنعاء (الاتحاد)
أجمع مراقبون يمنيون سياسيون وعسكريون على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لاتفاق الرياض الذي تم توقيعه مساء أمس، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.
وقال عسكريون وسياسيون يمنيون لـ«الاتحاد» إن اتفاق الرياض ينهي عقوداً من الخلافات بين الأطراف اليمنية سواء الجنوبية الجنوبية، أو الشمالية الجنوبية، ويدفع باتجاه لملمة الصف اليمني وحل القضية الجنوبية في إطار البلد الواحد.
نصر لكل اليمنيين
وأعلنت القيادة الموحدة للقوات اليمنية المشتركة في الحديدة، التي تضم قوات جنوبية وشمالية، ترحيبها ومباركتها بتوقيع اتفاق الرياض التاريخي والاستراتيجي، معربة عن امتنانها للجهود الجبارة للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي التي أفضت إلى إعلان وتوقيع الاتفاق.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة، العقيد وضاح الدبيش «اتفاق الرياض أثبت وأكد وحدة وصلابة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات»، معتبراً أن الاتفاق «نصر لكل اليمنيين وكل أبناء الأمة العربية». وأضاف الدبيش: «توقيع اتفاق الرياض انتصار للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي والقوات المشتركة، الجميع انتصر بفضل الحكمة اليمنية والحكمة السعودية، وليس هناك غالب ولا مغلوب»، مؤكداً أن اتفاق الرياض يوجه البوصلة نحو الهدف المنشود. وأشار إلى أن اتفاق الرياض «يوحد اليمنيين ويفتح النار على ميليشيات الحوثي الإرهابية من كل الجهات».
وكتب عضو مجلس القيادة الموحدة للقوات اليمنية المشتركة، العميد صادق دويد، في تغريدة على تويتر، أن «التوقيع على «اتفاق الرياض» إنجاز تاريخي يلملم شتات اليمنيين، ويوحد قرارهم ويحدد مسارهم»، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق «تحقق بفضل وجهود الأشقاء في المملكة والإمارات».
خطوة على طريق استعادة الدولة
وقال نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي، محمد الغيثي لـ«الاتحاد»، إنه بتوقيع اتفاق الرياض «نضع أول خطوة سياسية على طريق الاستقلال واستعادة الدولة والهوية الجنوبية»، لافتاً إلى أن الاتفاق يُوجد «طريقاً آمناً، بدعم الأشقاء في المملكة والإمارات، نحو الأمان والتنمية وبناء المؤسسات واستعادة الحقوق، ومواجهة كافة المخاطر والتهديدات وعلى رأسها ميليشيات الحوثي وتنظيما «داعش» و«القاعدة» الإرهابيان.
التأسيس لمرحلة جديدة
بدوره، قال الكاتب والصحفي اليمني، سام الغباري، إن اتفاق الرياض «يُنهي مشكلات يمنية داخلية تعود إلى العام 1986، ويؤسس لمرحلة جديدة من الوضوح والشفافية وتحت سقف اليمن الواحد». وأضاف: «مهما كان حجم الخلافات بين القوى اليمنية الشرعية، الحكومة والمجلس الانتقالي، إلا أن تدخل السعودية والتحالف أثمر حقن الدماء والجلوس على طاولة الحوار»، معتبراً أنه تم بإعلان وتوقيع اتفاق الرياض «نزع الشيطان الذي نزغ بين اليمنيين». وأكد الغباري أن اتفاق الرياض «يدفع أيضاً نحو توحد الجنوبيين، سواء الذين داخل الحكومة، أو في المجلس الانتقالي، وهذا التوحد سيؤسس لمعركة جديدة داخل عمق الشمال سواء عبر الحل السياسي الذي يشمل الحوثيين» أو الحل العسكري.
فرض حضور الدولة
ورأى المحلل السياسي، محمد سعيد الشرعبي في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن اتفاق الرياض خطوة في طريق فرض حضور الدولة، مشدداً على ضرورة إعادة هيكلة وبناء مؤسسات الدولة، في خطوة تؤدي إلى إزاحة هوامير الفساد داخل الحكومة. وأضاف: «نجاح وفشل اتفاق الرياض مرتبط بالتزام أطرافه بتنفيذ بنوده طبقاً للآلية الزمنية والعمل الجماعي لتحويله إلى واقع دون أي التفاف».