أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أعلن السودان، أمس، أنه يسعى لاستيراد كميات إضافية من الوقود، لبناء مخزون استراتيجي، بهدف تغطية احتياجات البلاد أثناء التوقف الجزئي لمصفاة الجيلي لصيانتها في الفترة من فبراير وحتى أبريل من العام المقبل، وأوضح مجلس الوزراء أنه استمع لتقرير حول موقف إمدادات النفط قدمه عادل إبراهيم، وزير الطاقة والتعدين، رئيس اللجنة الوزارية لمتابعة موقف إمدادات الوقود، كما استمعت الحكومة إلى تقرير حول موقف إمداد الدقيق والدواء، ووجهت وزارة المالية بضرورة الإسراع في توفير الاحتياجات كافة من النقد الأجنبي لاستيراد الدواء الذي يفي المخزون الحالي منه ثلاثة أشهر.
وأكد فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، جدية الحكومة في تسريع عملية السلام في السودان، وقال إن الوزراء استمعوا إلى تقرير حول زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى ولاية شمال دارفور، أمس الأول، والتي وصفها بأنها كانت ناجحة، وأضاف صالح: «إن الزيارة هي الأولى لمسؤول حكومي رفيع المستوى لمعسكرات النازحين، كما أنه التقى قيادات قوى الحرية والتغيير، وتفقد جامعة ومستشفى الفاشر، واستمع لأصوات النازحين الذين تلخصت مطالبهم في تسريع عملية السلام ونزع السلاح وتسليم المتهمين للمحكمة الجنائية الدولية».
وقال مصدر سوداني مسؤول لـ«الاتحاد»، إن الحكومة الآن تعمل على قدم وساق من أجل إفشال مخططات الدولة العميقة وفلول النظام المعزول الذين يسعون من أجل إثارة الأزمات وإشعال التوتر، وإن الحكومة الآن تعمل من أجل توفير المواد والسلع الأساسية لسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء المتآمرين الذين يواصلون بث دعاياتهم ضد التغيير الذي حدث، والوقيعة بين الجماهير والحكومة.
وأكد المصدر أن الحكومة تعمل الآن بجدية من أجل اقتلاع كل رموز النظام السابق من المصالح الحكومية والوزارات، وأن الأيام القليلة القادمة ستشهد إغلاق أجهزة إعلامية وأجهزة دراسات تابعة لقوى النظام السابق، وأنه بحلول نهاية العام الحالي ستكون الحكومة قد تمكنت من إنهاء دولة التمكين الإسلاموية «الإخوانية» في كل المؤسسات السودانية المدنية.
وأشار المصدر إلى إجراءات ستتخذها الحكومة من أجل الرد على الحملات الدعائية المسمومة التي تقوم بها أذرع إعلامية للنظام المخلوع، وكذلك على محاولاتهم لتدمير الاقتصاد السوداني والعبث به، وتعطيل الخدمات من مياه وكهرباء في بعض المناطق، وأوضح أن من بين هذه الإجراءات مشروعات لتدريب وتأهيل وتوظيف الشباب السوداني واستيعابهم في الخرطوم وجميع الولايات.
يأتي ذلك في وقت، دعت فيه الجبهة الثورية السودانية الحكومة، أمس، إلى الالتزام بإعلان جوبا، محذرة من تعيين الولاة وأعضاء المجلس التشريعي قبل التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال أسامة سعيد، المتحدث باسم «الجبهة الثورية»، إن الجبهة ترفض أي محاولة من طرف واحد لخرق اتفاق إعلان جوبا، لإجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض، الموقع في 11 سبتمبر الماضي بين الجبهة وحكومة السودان.
وحذر سعيد من أن التنصل من هذا الاتفاق يعيدنا إلى سياسة النظام البائد المتمثلة في نقض العهود والمواثيق. وأضاف: «استمعنا إلى تصريحات المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير يقول إنهم بصدد تعيين ولاة الولايات وأعضاء المجلس التشريعي للمرحلة الانتقالية، وحدد موعداً لذلك». وشدد سعيد على أن الجبهة الثورية متمسكة بإعلان جوبا، خاصة المادة (ج 3) التي نصت على إرجاء تكوين المجلس التشريعي وتعيين ولاة الولايات إلى حين الوصول إلى اتفاق سلام. وأضاف أن وفد الحكومة قدم في جلسات التفاوض الأخيرة التماساً لتجاوز ذلك النص، وتقدم بحيثيات لم تقتنع بها الجبهة الثورية، وعليه لم يتم الاتفاق على تجاوز هذا النص مطلقاً، وشدد على ضرورة عدم تعريض عملية السلام لأي هزة تعكر صفو الأجواء، وتخلق حالة عدم ثقة تؤخر الوصول إلى السلام.