الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسجد مريم أم عيسى في أبوظبي رسالة عالمية للتسامح

مسجد مريم أم عيسى في أبوظبي رسالة عالمية للتسامح
30 يناير 2019 02:05

إبراهيم سليم (أبوظبي)

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 14 يونيو 2017م، بإطلاق اسم مسجد مريم أم عيسى «عليهما السلام» على مسجد محمد بن زايد بأبوظبي، في دلالة واضحة على مدى التسامح الديني الذي تشهده الدولة، وقد لقي هذا التوجيه إشادةً واسعة داخلياً وخارجياً، لما يحمله من ترجمة عملية للتسامح الديني، والذي يحس به كل من وطئت قدماه أرض الخير، كما حمل رسالة عالمية للتسامح من أرض الإمارات.
وكان المسجد قد سُمّي -عند إنشائه- باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وظل كذلك إلى أن وجه سموّه بتغيير اسمه إلى «مسجد مريم أم عيسى» (عليهما السلام)، ويقع المسجد في منطقة المشرف بأبوظبي، بين الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بأبوظبي، وحديقة «أم الإمارات».
ويتكون المسجد من: مصلّى كبير للرجال يتسع لقرابة 2000 مُصلٍّ، ومُصلّى النساء، وميضأة وخدماتها، إضافة إلى 3 سكنات للعاملين في المسجد، ومركز تحفيظ للقرآن الكريم، وتم الاعتماد على مواد البناء الحديثة، واختير اللون البني ليكون مميزاً للمسجد من الخارج، الذي بني بطراز إسلامي مميّز، وله أربع مآذن متناظرة الطول والارتفاع والزخرفة الداخلية والخارجية، أمّا الواجهة فامتازت بالأقواس المرفوعة على أعمدة خرسانية مزدوجة، وبالرغم من اتساع صحن المسجد، فإنه لا تتخلّله أية أعمدة، بينما يرتفع سقفه على سعة مساحته مدعّماً بشكل هندسي مخفي.
وتمّ افتتاح المسجد عام 1985م، ليكون، عامراً بذكر الله، ودروس العلم، ومركزاً مهماً لتحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث، كما تمّ فيه إحياء الكثير من المناسبات الدينية. والقصة التي يحملها المسجد ليست قصة الأحجار والمباني، رغم أهميتها، لكنها قصة (القيم والمعاني): القيم التي عاشها أهل الإمارات منذ القدم، وأرساها حكامها في سياستهم وتعاملهم، سيراً على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان من أبرزها التسامح الديني الذي ما زال ميزةً للمجتمع الإماراتي.
ومن هنا كان بناء ثلاث دور للعبادة لأتباع الدين المسيحي في منطقة المشرف بأبوظبي، بجوار مسجد الشيخ محمد بن زايد، وهي كاتدرائية قبطية أرثوذكسية، وكاتدرائية إنجيلية، وكاتدرائية الأنبا أنطونيوس، واستمر هذا التعايش في الإمارات في زمن ضجّ بالاستقطاب والتعصب في كثير من بلاد العالم، وقد وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 14 يونيو 2017م، بتغيير اسم المسجد إلى (مريم أم عيسى، عليهما السلام) ترسيخاً للصِّلات الإنسانية بين أتباع الديانات، والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية، وقد تزامن هذا الإطلاق مع الاحتفال بيوم العمل الإنساني الإماراتي، وجاء استمراراً لنهج الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبمباركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وقد حضر الافتتاح آنذاك معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة دولة للتسامح -حينها- والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وقيادات الهيئة، وجمع من رجال الدين المسيحي، والقيادات الكنسية في الدولة.
ولا شك أن التوجيه السامي بإطلاق اسم (مريم أم عيسى) على المسجد هو رسالة إيجابية من القيادة الرشيدة ومن شعب الإمارات إلى العالم أجمع، بأن أرض الإمارات مركز للإشعاع الصافي للإنسانية في رسم أجمل الصور المشرقة لحقيقة التعايش والتسامح.

شكرٌ وإشادة
وقد ثمّن الكثيرون هذه الخطوة من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تثبت وتدل على تسامي هذه النفوس الراقية، ورغبتها في جمع الناس على الحب والخير والإنسانية، وهي لا شك الغاية من إنشاء دور العبادة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©