خالد بيومي يكتب المباراة
ودع «الأبيض» نهائيات كأس آسيا عقب الخسارة بالأربعة في نصف النهائي مساء أمس، بعدما منح المنتخب القطري الفرصة لتسجيل هدفين على التوالي في الشوط الأول، ودفع المنتخب فاتورة التشكيل الخاطئ لمدربه الإيطالي زاكيروني، والذي منح المنافس كامل الحرية للتحرك ورقياً وخططياً.
وشهدت تشكيلة زاكيروني في الشوط الأول تغييرات غير مفهومة بإبقاء الثنائي إسماعيل مطر وماجد حسن على دكة البدلاء، مقابل إشراك عامر عبدالرحمن وسيف راشد، في المقابل فقد المنافس جهود الثنائي بسام الراوي وعبدالعزيز حاتم، صاحبي هدفي الفوز في آخر مباراتين من البطولة بداعي الإيقاف، وعاد إلى التشكيلة الثنائي عاصم ماديبو وعبدالكريم حسن، بعد استيفاء عقوبة الإيقاف.
ومنحت تشكيلة «الأبيض» في الشوط الأول الحرية للاعبي المدرب الإسباني سانشيز، رغم الرغبة الواضحة للإيطالي زاكيروني، في تأمين الجوانب الدفاعية، من خلال عودة عامر عبدالرحمن إلى التشكيلة الأساسية، وإبقاء مطر على دكة البدلاء، حيث نال المنافس أسبقية صناعة اللعب، مستفيداً من «الدفاع العالي» الذي تسبب في إرهاق لاعبي وسط «الأبيض»، علاوة على هبوط مستوى أداء أكثر من لاعب في المراكز الدفاعية.
ولعب «الأبيض» في الشوط الأول بطريقتين، الأولى «4-3-3»، ولم يصل للمرمى سوى بالكرات العالية، والثانية دفاعياً «4-1-4-1، لم يحسن إغلاق العمق الدفاعي من الوسط نظراً لفارق السرعات، ومثل التحفظ والبطء السمة الأبرز لأداء لاعبي «الأبيض»، الأمر الذي منح المنافس الفرصة لتنظيم الصفوف، والعودة إلى المناطق الخلفية، ليبدأ البناء الهجومي، مستفيداً من «عزلة» علي مبخوت الذي افتقد المساندة الهجومية من الظهيرين والأجنحة، بعدما انصب تركيزهم على إيقاف انطلاقات الثنائي بيدرو وعبدالكريم حسن.
وكبلت طريقة اللعبة التي انتهجها الإيطالي زاكيروني في الشوط الأول، أداء لاعبي «الأبيض» المرهقين ذهنياً، بالتركيز على المهام الدفاعية، والتراجع الكبير إلى الخلف، مما أحدث فجوة كبيرة بين كل خطوط اللعب، وافتقد «الأبيض» الرابط الذي استند عليه في الخط الأمامي، والذي ميز الأداء في المباريات الماضية، بتواجد خلفان مبارك أو إسماعيل مطر.
في المقابل، عمد مدرب المنافس إلى تغيير طريقة اللعب المعتادة، بتواجد 5 لاعبين بالدفاع، في ظل الغياب القسري لبسام الراوي، ليعتمد على أربعة لاعبين في خط الدفاع، واستغلال ورقة خوخي بوعلام في الصناعة من الخلف، وحرية في الحركة، من دون رقابه لينجح في تسجيل الهدف الأول، بجانب استغلال ماديبو كوسط دفاعي وهجومي ليحدث اتزاناً كبيراً في شكل الأداء العام، بدوره لعب كريم بوضياف صانعاً للعب، ورابطاً للفريق والضغط على وسط ودفاع «الأبيض»، مع مساعدة من الهيدوس وعفيف، وعزز الضغط العالي على فترات بجانب التمريرات العرضية واستغلال تراجع «الأبيض» أفضلية المنافس.
وكشفت انطلاقة الشوط الثاني عن استمرار الأداء المحير، في ظل تراجع مستوى أداء أكثر من لاعب ليفتقد «الأبيض» شخصية العودة، رغم التعديلات على التشكيلة، بدخول إسماعيل مطر بديلاً لعامر عبدالرحمن، وأحمد خليل بديلاً للحمادي، حيث تحسن الجانب الأمامي نسبياً، في ظل زيادة الكثافة الهجومية بوجود صانع ألعاب ومن أمامه رأسا حربة.
و لجأ سانشيز إلى إعادة لاعب وسط الارتكاز ماديبو للعمق الدفاعي، بجانب طارق حسن وخوخي بوعلام، مفضلاً التخلي عن وسط الملعب، والاعتماد على المرتدات، واللعب على المساحات خلف دفاعات «الأبيض»، مستفيداً من سرعة لاعبيه، في الوقت الذي افتقد فيه «الأبيض» المساندة من «الظهيرين» بندر الأحباب ووليد عباس، الأمر الذي تسبب في إحداث فراغ كبير بين خطوط اللعب برهنت عليه كثرة التمريرات الخاطئة، مقارنة بكل المباريات الماضية، بسبب عدم القدرة على التواصل بين خطوط اللعب.
وركز المنافس على استهلاك وقت المباراة وإرهاق اللاعبين ذهنياً، مع العودة لطريقة اللعب التي استهل بها مشواره في المسابقة 5- 3- 2، والاعتماد على العمق الدفاعي لإيقاف تحركات رأسي الحربة علي مبخوت وأحمد خليل اللذين ابتعدا عن بعضهما البعض طوال 40 دقيقة، منذ لحظة دخول خليل بديلاً، ودفع «الأبيض» ثمن الأخطاء الدفاعية باستقبال شباكه هدفين آخرين.
10 تسديدات لـ«الأبيض» والدقة 30%
افتقد منتخبنا في مواجهة نصف النهائي للدقة في اللمسة الأخيرة وإنهاء الهجمات، رغم أنه الأكثر محاولة على المرمى، من الناحية الرقمية، حيث سدد لاعبونا 10 كرات على مرمى المنافس، مقابل 7 محاولات للأخير، وبلغت التسديدات الدقيقة للاعبي منتخبنا 3 كرات فقط، بنسبة دقة 30%، في حين كان الأبيض هو الأكثر محاولة داخل منطقة الجزاء، بمعدل 6 تسديدات من توغلات، مقابل 4 محاولات من خارج المنطقة، لكن الإحصائيات الدقيقة الخاصة بتسديدات منتخبنا، كشفت عن ارتداد 5 تسديدات من أجساد المدافعين، وهو ما يوازي نصف المحاولات الإماراتية.
من ناحية أخرى، اقتربت نسب الاستحواذ بين المنتخبين، بواقع 50.8% للأبيض مقابل 49.2% للعنابي، لكن امتلاك الكرة من جانبنا كان جيداً في الشوط الثاني فقط، وصنع لاعبونا بعض فرص التسجيل، إلا أن غياب التركيز وتراجع دقة التسديدات تسببا في إهدارها.
بدا واضحاً اعتماد منتخبنا على الكرات العرضية في الشوط الثاني، بعد أن فشلت فكرة اختراق عمق دفاع قطر، وأرسل لاعبونا 26 كرة عرضية، لكن دقتها لم تكن كافية لصناعة الخطورة الفائقة المستمرة، صحيح أنها ساهمت في صناعة بعض الفرص، إلا أن دقتها كانت 38.5% فقط، وكان بندر الأحبابي هو الأغزر في هذا الأمر، بإرسال 12 تمريرة عرضية عبر الطرف الأيمن، وبلغت دقة تمريراته العرضية 58.3%، وعبر تلك العرضيات، حصل المنتخب على 3 فرص مؤكدة للتسجيل، أهدر الحمادي واحدة في الشوط الأول بتسديدة رأسية، وتكرر الأمر مع خليل ومبخوت في الشوط الثاني، عبر عرضيتي بندر ومحمد عبدالرحمن.
سجل منتخبنا نسبة نجاح تبلغ 41.7% في ما يتعلق بالالتحامات الثنائية، وكذلك حصد لاعبونا النسبة الأقل بالنسبة لهم في جميع مباريات البطولة، بـ42.9% في المبارزات الهوائية، وبلغت نسبة دقة تمريرات الأبيض في المباراة، 80.5%، كما مرر لاعبونا الكرة في نصف ملعب الخصم بنسبة دقة تبلغ 69.4%. أخيراً، نفذ منتخبنا 47 هجمة على مناطق دفاعات المنافس، اكتمل منها 8 هجمات فقط، بنسبة نجاح 17%، وكان الهجوم عبر العمق هو الأكثر بـ18 هجمة، يليه هجوم الجبهة اليمنى بـ15 هجمة، مقابل 14 لغزوات الرواق الأيسر، التي كانت الأفضل نسبياً من حيث النجاح، بنسبة 21.4%، مقابل 16% للعمق الهجومي، و13% للجبهة اليمنى.
التسجيل يتوقف في «المحطة 7»
فشل الأبيض في تسجيل أي هدف في لقاء نصف النهائي للمره الأولى منذ 7 مباريات في نهائيات كأس آسيا، عندما خرج المنتخب من نصف نهائي البطولة في نسخة 2015، عندما خسر أمام المنتخب الأسترالي بهدفين، حيث خاض بعد ذلك 6 مباريات سجل خلالها 11 هدفاً، بداية من لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع أمام المنتخب العراقي، عندما حسمها المنتخب بنتيجة 3/ 2، وحصد المركز الثالث، وفي افتتاح كأس آسيا 2019، سجل الأبيض هدفاً وحيداً في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام البحرين، فيما نجح في تسجيل هدفين في مرمى المنتخب الهندي بالجولة الثانية من دور المجموعات، وأمام تايلاند اكتفى الأبيض بالتعادل بهدف لكل منهما، ليتأهل متصدراً للمجموعة، ليلاقي المنتخب القيرغزستاني في دور الـ16 وانتصر على حسابه 3/ 2 بالمباراة الخامسة بالترتيب.
في اللقاء السادس واجه المنتخب الإماراتي نظيره الأسترالي حامل اللقب، ونجح في إخراجه بدور ربع النهائي بهدف نظيف، قبل أن يخرج من نصف النهائي دون تسجيله أي هدف وتقف سلسلة الأهداف الإماراتية مرة أخرى.
إبراهيم المهيري: راموس لم يحتسب ركلة جزاء صحيحة لمنتخبنا
قال إبراهيم المهيري الخبير التحكيمي، إن المكسيكي سيزار راموس لم يكن موفقاً في إدارة المباراة، ولم يكن على قدر الطموح، وما كان يجب على الاتحاد الآسيوي إسناد اللقاء له، نظراً لارتكابه أخطاء في مباراتيه الأخيرتين، سوريا مع أستراليا وعُمان مع إيران، وأوضح أن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء لمصلحة «الأبيض» في الدقيقة 55 نتيجة لمسة يد للمدافع القطري، وهو قرار مؤثر في نتيجة المباراة، وفي الدقيقة 76 لم يحتسب ركلة جزاء لمصلحة المنافس، وهو قرار سليم من الحكم.
وحول طرد لاعب المدافع إسماعيل أحمد، بعد تدخل تقنية الفيديو، قال المهيري إن القرار صحيح، نظراً لأن اللاعب استخدم المرفق في الاعتداء على المنافس من دون كرة.