السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أصحاب الهمم.. «كن التغيير»

أصحاب الهمم.. «كن التغيير»
5 نوفمبر 2019 02:01

بدرية الكسار (أبوظبي)

شهد سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أمس إطلاق الحملة العالمية لأصحاب الهمم المنتسبين للمؤسسة بعنوان «كن التغيير»، وهي حملة توعوية مجتمعية لتغيير المفاهيم حول إمكانياتهم وتسليط الضوء على دورهم في التنمية، وتسعى إلى إعلان حركة تغيير عالمية، وذلك في المركز التجاري نيشن تاور في قاعة فوكس للسينما. تأتي الحملة في أعقاب النجاح الباهر الذي حققته دولة الإمارات في استضافتها لمنافسات دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019، وبالتوازي مع المبادرات المتعددة للاحتفال بعام التسامح الذي ساهم في تحسين حياة أصحاب الهمم في أنحاء الدولة.

وأكد سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان أن الدعم والمساندة التي يحظى بها أبناؤنا وبناتنا من أصحاب الهمم على مستوى دولة الإمارات من القيادة الرشيدة ومن كافة المؤسسات والدوائر يمثل أنموذجاً متفرداً بين دول العالم، الأمر الذي يظهر بجلاء بما يتحقق من نجاحات في جهود تمكينهم في المجتمع ليشاركوا في مسيرة التنمية على أرض الدولة.
وقال سموّه في مؤتمر صحافي بمناسبة إطلاق حملة «كن التغيير»: إنها تحمل رسالة إنسانية في عام التسامح بما تحمله من أسمى معاني الرحمة والتآخي امتداداً للغرس الطيب الذي زرعه في نفوسنا جميعاً المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإنشاء العديد من المؤسسات الإنسانية وتنامي نشاطها على المستويات الإقليمية والدولية ليصل إلى كافة مناطق العالم.

دمج ومشاركة
وأشار سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان إلى توافق إطلاق الحملة العالمية مع ما تحققه دولة الإمارات من قفزات نوعية في مجال الانتقال بأصحاب الهمم إلى مرحلة التمكين والدمج والمشاركة مع أقرانهم في المجتمع لضمان مستقبلهم وعيش حياة كريمة بكامل حقوقهم.
وأكد سموه أن حملة «كن التغيير» التي يتبناها أصحاب الهمم وتحمل راية تغيير مفاهيم المجتمع حول قدرات وإمكانيات أصحاب الهمم هي حملة تحمل رسائل عالمية اجتماعية للمجتمع ودعوة للجميع للالتفات لما يحققه أصحاب الهمم من إنجازات على مختلف الصعدة وأيضاً ما يملكونه من قدرات تمكنهم من العمل في مختلف المجالات.
ورفع سموه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم ومساندة سموهما لأصحاب الهمم ولمؤسسة زايد العليا ومراكزها ومنتسبيها من أجل الوصول للأهداف السامية المرجوة من إنشائها وتحقيق طموح ورغبات القيادة الرشيدة لهم.

دائرة التمكين
وقدم سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان الشكر للشركاء الاستراتيجيين الذين يشاركون مؤسسة زايد لدعم إطلاق الحملة على جهودهم في هذا الإطار، ونوّه إلى المشاريع الناجحة التي حققتها مؤسسة زايد العليا أخيراً، بفضل الإرادة والطموح والقدرة، في إخراج أصحاب الهمم من دائرة الاعتماد إلى التمكين والمشاركة جنباً إلى جنب مع أقرانهم في المجتمع، بما يتوافق مع تطلعات قيادتنا الحكيمة التي تعمل على توفير كل المقومات لنجاح أصحاب الهمم، في طريقها إلى أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الأولى على مستوى العالم في مجالات تمكين ودمج أصحاب الهمم.
حضر المؤتمر الصحافي للإعلان عن إطلاق الحملة الذي أقيم بالمركز التجاري «نيشن تاور» معالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ومعالى اللواء فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي، وعبدالله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا، وعدد من المدراء العامين والتنفيذيين بالجهات المشاركة، وأصحاب الهمم أبطال التغيير.

أولوية تنموية
وقالت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع خلال حضورها المؤتمر الصحفي: «إن حكومة دولة الإمارات والقيادة الرشيدة جعلت الأولوية للاستثمار في الإنسان، ومنحت أصحاب الهمم أولوية تنموية بجميع الحقوق والامتيازات التي تجعلهم أفراداً منتجين مساهمين في بناء وتنمية وطنهم، مشيرة إلى مجموعة من السياسات والتشريعات الداعمة لمسيرة تمكين أصحاب الهمم وإبراز طاقات وقدرات هذه الفئة».
وتطرقت معاليها إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، الهادفة إلى تمكيــن أصحاب الهمم وأســرهم، عبر رسم السياســات وابتكار الخدمات التي تحقق لهم جودة حيـاة أفضل في مجتـــمع دامـــج خـالٍ مـن الحــواجــز. وقد تضمنت محاور هذه السياسة «الصحة وإعادة التأهيل، التعليم، التأهيل المهني والتشغيل، إمكانية الوصول، الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، الحياة العامة والثقافة والرياضة».

المنصة الإلكترونية
وفي إطار تمكين أصحاب الهمم، أشارت معالي وزيرة تنمية المجتمع إلى اعتماد مجلس الوزراء القرار رقم (43) لسنة 2018 في شأن دعم عمل «أصحاب الهمم»، عبر مجموعة من المواد التي تصون حقوقهم في مختلف مراحل التعيين، والعمل، والتدريب، والاحتفاظ الوظيفي.
ولفتت معاليها إلى المنصة الإلكترونية لتوظيف أصحاب الهمم التي أطلقتها الوزارة تماشياً مع السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، وتعزيزاً لمحور التأهيل المهني والتشغيل، حيث تهدف المنصة إلى دعم وتمكين أصحاب الهمم من خلال إيجاد فرص وظيفية مناسبة لهم، وتشجيع المؤسسات المختلفة لعرض الفرص الوظيفية المتوفرة لديها، والتي تتناسب مع ميول وقدرات أصحاب الهمم، بما يعزز مفهوم الدمج الشامل لهذه الفئة، تحقيقاً لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.

بيئة متكاملة
وصرّح معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، أنه وانطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على دعم ورعاية أصحاب الهمم، باعتبارهم فئة مهمة في المجتمع، تأتي حملة «كن التغيير» لتؤكد المساعي التي تبذلها إمارة أبوظبي نحو تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم، والارتقاء بدورهم في خدمة الوطن، من خلال إتاحة المجال لهم لإطلاق إبداعاتهم ومهاراتهم في مختلف مجالات العمل.
وقال معالي الدكتور مغير الخييلي: «أصحاب الهمم يعدّون ركناً أساسياً في المجتمع، يساهمون أسوة بغيرهم في الدفع بعجلة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها بلادنا في مختلف المجالات، ولهم دور كبير في رفع مكانة الإمارات في مختلف المؤشرات التنافسية.. وبدورنا، نحن مسؤولون تجاه بيئة متكاملة تمكّن أصحاب الهمم من الانخراط في كافة قطاعات العمل الحكومي والخاص».

المنجزات الكبيرة
وأضاف الخييلي، أن المنجزات الكبيرة التي حققها أصحاب الهمم في دولة الإمارات، في مجالات التعليم والصحة والرياضة والأدب وغيرها، شكّلت الدليل الأكبر على مدى كفاءة هذه الفئة، مشيراً إلى أن «الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص» والذي استضافته أبوظبي في العام الجاري، مؤكداً أن هذه المناسبة أثبتت للعالم مدى الدعم الكبير والرعاية الدائمة التي يحظى بها أصحاب الهمم، ليس فقط من قِبل القيادة في الدولة، وإنما كذلك من المجتمع ذاته، إذ شكلت الأولمبياد أجمل مظاهر التلاحم بين كافة شرائح المجتمع.
وأوضح، أنه وانطلاقاً من دورها كجهة منظمة للقطاع الاجتماعي، فإن دائرة تنمية المجتمع تعمل وبالشراكة مع عدد من الجهات على إطلاق استراتيجية أصحاب الهمم، والتي تجسّد المساعي التي يبذلها القطاع الاجتماعي نحو تحسين حياة أصحاب الهمم عبر مبادرات تشمل كافة نواحي حياتهم.
وثمن الخييلي، الجهود التي تبذلها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، برئاسة سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن المؤسسة قدمت كافة الأدوات التي تدعم تمكين أصحاب الهمم، وتؤهلهم ليكون لهم دور أكبر في المجتمع.

الوعي الجماعي
قال عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام للمؤسسّة، إن حملة «كن التغيير» تهدف لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة، وبإشراف مباشر ومتابعة من سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسة بالعمل على إطلاق مبادرات وتنفيذ مشاريع هادفة لتقديم خدمات متطورة لأصحاب الهمم، واستثمار الموارد والطاقات في بيئة إيجابية لتمكينهم تعليمياً ووظيفياً وثقافياً واجتماعياً بما يناسب إمكاناتهم وتطلعاتهم والإسهام في زيادة تفعيل أدوار المجتمع وتحقيق التنمية الاجتماعية.
وأكد أن الحملة التي يقودها أصحاب الهمم في قطاعات مختلفة من المجتمع، تأتي بهدف التوعية لمختلف الفئات والأعمار لترسيخ الوعي الجماعي والمشترك والتحلي بروح المسؤولية التي يجب أن يحملها على عاتقه كل فرد من أفراد المجتمع مهما كان سنه وعمله ومنصبه ووضعه الاجتماعي وكذلك دعم أصحاب الهمم، وتركز على ثلاثة محاور رئيسة وهي أولاً: تحفيز الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتوظيف أصحاب الهمم. ثانياً: توعية الجهات الحكومية والمجتمع بقدرات ومواهب أصحاب الهمم. ثالثاً: سرد قصص نجاحهم. وتأتي الحملة هذا العام بعد توظيف 120 منهم في الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص من خلال مبادرات وشراكات مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ونسعى أن تكون الحملة عالمية تبدأ من أبوظبي. وأشار أمين عام مؤسسة زايد العليا إلى أن الحملة ترتبط بإنجازات مؤسسة زايد العليا فقط بل ترتبط أيضاً بأي إنجاز أو مشروع أو مؤسسة أو منظمة تسعى لخدمة أصحاب الهمم، وهي دعوة عالمية للجميع من أفراد ومؤسسات ومنظمات ليكونوا جزءاً من التغيير لصالح أصحاب الهمم على مستوى العالم في «عام التسامح»، كما أن الحملة تعكس النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في أن تكون جسر تواصل وتلاق بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخر.

كافيه النحلة
تتضمن حملة «كن التغيير» افتتاح مشروع جديد من نوعه يديره أصحاب الهمم بأنفسهم وهو «كافيه النحلة» بمقر مؤسسة زايد العليا، ولا يقتصر الكافيه على تقديم القهوة، بل إنه يقدم تدريباً تخصصياً لتأهيل أصحاب الهمم للحصول على شهادة دولية في صناعة القهوة، وتوثيق الكافيه كمركز تدريب معتمد دولي لأصحاب الهمم في «زايد العليا».

مشاركات فاعلة
قال محمد العيدروس: درست 9 سنوات في مؤسسة زايد العليا وتلقيت الدعم الكبير من المسؤولين لنتحدى الصعاب أنا وزملائي ولنترك أثراً طيباً لأصحاب الهمم، وأنا سعيد جداً لأني أصبحت موظفاً في «إكسبو 2020» وفخور بفريق عملي، حيث نحرص على وضع استراتيجيات وخطط مستقبلية. ومن جهتها، قالت صفية المزاحي: أعمل في شركة المسعود للخياطة.. تعلمت طريقة قص وخياطة الملابس، وعندما استلمت الراتب كنت سعيدة جداً، وأتمنى أن أصبح مصممة أزياء، وقال حميد المهيري «موظف في شركة سيارات»: أعمل في قسم الصيانة وهذا يسعدني كثيراً لشعوري بأنني أقدم شيئاً مفيداً للمجتمع.

فعاليات الحملة
يأتي إطلاق الحملة التي تستهدف جميع أفراد المجتمع مع عرض فيلم وثائقي مدته ست دقائق يسلط الضوء على بعض إنجازات ومهارات أصحاب الهمم، ويتضمن تعليقات من الشركاء الاستراتيجيين وكبار المسؤولين، كما أنه يحمل دعوة لمختلف دول العالم لتبني التغيير لدعم أصحاب الهمم ليكون لهم دور حقيقي فعال في التنمية.
وتشمل الحملة إضافة إلى ذلك بث عدد من الأفلام الترويجية القصيرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والشركاء الاستراتيجيين ورسائل متنوعة باللغتين العربية والإنجليزية.
كما تتضمن الحملة فعالية «هاكثون كن التغيير» حيث يعد «الهاكثون» تجمعاً لمجموعة من مصممي الجرافيك والمهتمين من عالم التصميم الإلكتروني في يوم واحد للتنافس فيما بينهم لابتكار غرض أو سلعة أو خدمة ما، وسيتم إطلاق هذا النوع من الفعالية للمصممين بحضور أصحاب الهمم تحت عنوان «كن التغيير» وتزامناً مع الحملة بهدف ابتكار منتج أو سلعة تسويقية تحمل شعار النحلة لأصحاب الهمم، وإيجاد منتج جديد مبتكر لمشروع ورش الخياطة أو النجارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©