شادي صلاح الدين (لندن)
واجه نايجل فاراج، زعيم حزب «البريكست» اليميني الساعي للخروج من الاتحاد الأوروبي دون صفقة، اتهامات من كبار أعضاء حزب المحافظين المؤيدين لمغادرة الاتحاد بالسعي إلى إيجاد برلمان معلق لا يمتلك فيه أي حزب الأغلبية للحكم، من خلال دفع مرشحيه في الدوائر التقليدية لحزب المحافظين، والتسبب في خسائر انتخابية للحزب الحاكم.
وهدد فاراج رئيس الوزراء، بوريس جونسون، بالتسبب في خسائر انتخابية للمحافظين إذا لم يعلن ترك صفقة الاتحاد الأوروبي، وإبرام تحالف انتخابي مع حزبه، وهو ما رفضه جونسون.
وهاجم ستيف بيكر، زعيم مجموعة الأبحاث الأوروبية من أعضاء حزب المحافظين، فاراج صباح أمس الإثنين، قائلاً إنه «شعر بالغبطة»؛ لأن زعيم حزب «البريكست» لن يخوض الانتخابات بنفسه.
وقال بيكر لصحيفة التليجراف «صفقة بوريس هي طريق لمستقبل عظيم. لكننا لن ننجح إذا قام نايجل فاراج بالتسبب في برلمان معلق وضعيف». وأضاف «فاراج يتجه بوضوح إلى تشكيل برلمان معلق من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التردد والتأخير. أياً كانت دوافع نايجل، فهو يخاطر بأن يكون الرجل الذي أطاح بالبريكسيت».
وفاراج سياسي يميني يقود حزب المستقبل، وكان أحد القيادات البارزة التي عملت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 بجانب بوريس جونسون. وأعلن ترك الحياة السياسية بعد الفوز بالاستفتاء، مشدداً على أن غايته كانت أن تترك المملكة المتحدة أوروبا، قبل أن يعود مؤخراً وينشئ حزب «البريكست» بعد الأزمات السياسية التي عانت منها البلاد بسبب «البريكست».
ويستعد فاراج لكشف النقاب عن مرشحيه الـ 600 للانتخابات، وهو ما أثار ذعر حزب المحافظين؛ لأن مرشحي فاراج عادة ما يكونوا أعضاء سابقين في الحزب الحاكم، ولهم تاريخ في دوائرهم، وبالتالي فإن خسائر المحافظين ستصب في نهاية الأمر في صالح حزب العمال، وهو ما يحذر منه قيادات الحزب الحاكم.
على جانب آخر، احتدم الخلاف المتصاعد بين الأحزاب حول من يجب أن يتنافس المقاعد في الانتخابات العامة المقبلة، حيث دعا حزب الديمقراطيين الليبراليين حزب العمال إلى «التنحي» في اسكتلندا.
وقال ويلي ريني، إن حزب العمال شمال الحدود قد ترك «مهانا» من قبل زعيم حزب العمال جيريمي كوربن وتعليقاته الأخيرة بشأن الاستفتاء الثاني على الاستقلال الاسكتلندي. ويرغب الإسكتلنديون في البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث صوت أغلبيتهم على البقاء في استفتاء عام 2016. ويعتقد حزب الديمقراطيين الليبراليين أنهم يتمتعون بأفضل فرصة بين الأحزاب الموالية للاتحاد للفوز بالعديد من المقاعد الهامشية التي يشغلها القوميون الإسكتلنديون حالياً.