رضا سليم (دبي)
تحول غياب الأستاذ الدولي الكبير سالم عبد الرحمن، لاعب منتخبنا الوطني للشطرنج، عن المشاركة في الأولمبياد العالمي للشطرنج الذي سيقام في مدينة باتومي الجورجية من 23 سبتمبر الجاري إلى 6 أكتوبر المقبل، إلى أزمة كبيرة في كواليس اللعبة، خاصة أنه واجه صعوبة في الحصول على التفرغ الدراسي من كلية التقنية بجامعة الشارقة للمشاركة في الحدث العالمي الذي ينتظره كل أبطال الشطرنج في العالم.
وكان سالم عبد الرحمن ينتظر المشاركة في الحدث في ظل الجاهزية التامة له والتدريبات المستمرة، في ظل تقدمه بكل قوة في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم، حيث يحتل المركز 67 في الشطرنج السريع مسجلاً 2682 نقطة، ويأتي في المركز 85 في الشطرنج الكلاسيكي برصيد 2661 نقطة، وسوف يتسبب غيابه عن الأولمبياد في عدم حصوله على نقاط تصنيف جديدة، وبالتالي من المتوقع تراجعه في الترتيب العالمي، في ظل مشاركة كل أبطال العالم الذين يتنافسون على الدخول في قائمة الأفضل في العالم.
قضية سالم ليست المرة الأولى، بل سبق للاعب أن ترك دراسة الهندسة الحيوية بجامعة الشارقة بسبب صعوبة التوفيق بينها وبين المشاركة في البطولات، والمعسكرات المستمرة، وضحّى بحلم حياته في دراسة علم الجينات، وانتقل لقسم إدارة الأعمال بكلية التقنية من أجل أن يواصل مسيرته في اللعبة، إلا أن الأمر أصبح أكثر تعقيداً، خاصة أن سالم اقترب من إنهاء دراسته، ومع وجود عقوبات وصعوبة ترك الدراسة في هذا التوقيت لم يجد سالم أمامه سوى أن يلغي مشاركته في الأولمبياد رغم حاجته للمشاركة في هذا الحدث، حتى يواصل مسيرته في التقدم في قائمة الأفضل عالمياً.
وسبق للاعب الاعتذار عن عدم المشاركة في بطولة آسيا للصالات وبطولة العرب التي أقيمت بالشارقة لظروف الدراسة أيضاً، ولم يجد بطل الإمارات والعرب وآسيا أمامه سوى التضحية باللعب رغم علمه أن غيابه سيكون مؤثراً على مسيرته في اللعبة.
ورفض اللاعب الحديث عن المشكلة كونه سبق له الحديث عنها عدة مرات ولم يتم حلها، وأهدر سنوات بسبب حرصه على المشاركة في البطولات ورفع اسم الدولة في المحافل الخارجية، وكانت النتيجة أنه قام بالتحويل إلى كلية أخرى، وأيضاً أهدر فيها وقتاً طويلاً ويحتاج للتركيز من أجل الانتهاء من دراسته في ظل عدم الوصول إلى أية حلول طوال هذه السنوات.
وأكد المستشار الدكتور سرحان المعيني رئيس الاتحاد، أن المحاولات لم تتوقف مع إدارة الكلية من أجل حل المشكلة، وقمنا بزيارة إدارة الجامعة عدة مرات ومعي حسين الشامسي الأمين العام للاتحاد، إلا أن النظام الدراسي ليس به مرونة من أجل السماح للاعب يمثل الدولة من المشاركة في البطولات الخارجية، لدرجة حاولنا أن يحصل اللاعب على إجازة أسبوع واحد ويلعب في البطولة ويعود بعدها، إلا أن الجامعة رفضت تحمل غيابه عن المحاضرات لأن نظام الدراسة بالساعة، وبالطبع نحن نقف مع اللاعب من أجل مستقبله الدراسي ويكفي ما ضحى به بعد انتقاله من كلية إلى أخرى، وضياع عامين من عمره، بجانب أن هذا التوقيت سيكون فيه امتحان نصف التيرم، ونحن مع سالم من أجل مصلحته ومستقبله.
وأضاف: الحلول في هذه القضية كثيرة، والمفترض أن كلية التقنية توفر التعليم عن بعد للطلاب لمثل هذه الظروف، ومن الممكن أن يدخل الطالب على رابط معين ويشاهد المحاضرة وأيضاً يدخل الامتحانات، وكل أبطال العالم يدرسون ويمتحنون خلال مشاركتهم في البطولات.
واعترف المستشار المعيني أن وفد الإمارات في الأولمبياد خسر قوة كبيرة بغياب سالم وأيضاً سعيد إسحاق الذي اعتذر في آخر لحظة لظروف الدراسة في بريطانيا، حيث يقوم حالياً بتحضير الدكتوراه في الهندسة، وبالطبع قبلنا الاعتذار، ولولا ذلك لكان لمنتخب الإمارات شأن كبير في الأولمبياد بعد التحضيرات والمعسكرات الطويلة والمشاركة في بطولات.