الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميثاء عيسى.. تستقبل السياح في «البيت الإماراتي»

ميثاء عيسى.. تستقبل السياح في «البيت الإماراتي»
21 سبتمبر 2018 02:54

أحمد النجار (دبي)

لم تثنها حرارة الصيف عن مزاولة هوايتها المحببة كمرشدة سياحية، تؤدي خدمة جليلة لتراث بلدها الإمارات من خلال التعريف بأهم المعالم والمواقع الثقافية التي تشكل جذباً وإلهاماً للسياح القادمين من مختلف ثقافات العالم، حيث دأبت الشابة المواطنة ميثاء عيسى، على تحقيق غاياتها في تمثيل ثقافة وتراث بلدها أمام سياح العالم، وفي جعبتها الكثير من الخطط والمبادرات الطموحة، حيث تحضّر حالياً لمشروع ثقافي وسياحي تعتزم تقديمه إلى صندوق خليفة لرعايته وتمويله.

البيت الإماراتي
تحرص ميثاء، ضمن مهنتها الثانية كمرشدة سياحية، على تعريف السياح بتجربة «البيت الإماراتي» وتستقبلهم في منزلها وسط أجواء أسرية تملؤها رائحة العود والبخور، ويتخللها تعريف الضيوف بأدبيات السنع الإماراتي، وعناصر الضيافة التي تبدأ بطقوس تقديم القهوة العربية وما يرافقها من عادات وتقاليد في طريقة تحضيرها وصبّها، وتتبنى عبر «البيت الإماراتي» رسالة جوهرية تنقلها إلى أعراق وثقافات مختلفة، لتعريفهم على بيت العائلة الإماراتية، وخصوصية المطبخ الإماراتي، والروائح مثل الدخون والعود والعطور العربية التي تختتم فيها التجربة، ويحظى الزائر بحسب ميثاء بوقت ممتع يتعرف فيه على أمور حياتية وثقافية مختلفة، مشيرة إلى أنها تجد متعة كبيرة في الرد على أسئلة السياح وإرضاء فضولهم في تفاصيل كثيرة كالعادات والتقاليد وكافة طقوس الحياة الاجتماعية والأعياد الوطنية وحفلات الزواج وغيرها.

5 لغات
وتتحدث ميثاء، موظفة لدى شركة ضمان للتأمين الصحي، عن بدايتها قائلة: يسكنني شغف كبير منذ طفولتي لأصبح مرشدة سياحية، واعتبر مهنة الإرشاد السياحي بأنها معادل موضوعي للقب «سفيرة»، وهو حلم لطالما سعيت لتحقيقه، وكنت آمل أن أصبح يوماً سفيرة دبلوماسية لتمثيل بلدي في مختلف محافل العالم، إلا أن ميثاء وجدت في هذه المهنة التي تصفها بأنها «رسالة وطنية نبيلة» الكثير من القواسم الجوهرية مع طموحها الثقافي والإنساني، فاجتهدت وثابرت في تطويع موهبتها وقدراتها في أنشطة سياحية تزاول من خلالها مهنة الإرشاد، وتمكنت من اكتساب 5 لغات جديدة، ليس إجادة كاملة، لكنها تستطيع التخاطب بها بما يجعلها تلفت الانتباه وتترك وقعاً وتأثيراً في وجدان السياح الذين يتفاجأون بها ويمدحون شخصيتها، وأوضحت ميثاء، بأن تحدثها بـ 5 لغات لا يعني إجادتها بشكل مطلق، لكن يمكنها التعبير بمفردات وجمل قصيرة لتوصيل الفكرة المراد من المتلقي فهمها.

رسالة «عام زايد»
تتبنى ميثاء، مبادرة خاصة في عام زايد، ضمن نشاطها كمرشدة سياحية، حيث تنقل رسالة إلى السياح في مختلف جولاتها تسرد لهم من خلالها حكاية الأب المؤسس وتروي مآثره وتترجم لهم بعض أقواله وحكمه وجوهر قيمه، وقالت: «لا يفوتنا كمرشدين سياحيين إحياء ذكرى الوالد المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، في جميع جولاتنا لمعالم الدولة، حيث نقوم بتسليط الضوء في مئوية زايد وخريطة إنجازاته، ودائماً ما ننصح السياح والزوار بزيارة جامع الشيخ زايد الكبير ليتعرفوا أكثر على شخصيته وحكمته ومكانته لدى شعبه وشعوب المنطقة كافة.

جسور ثقافية
وأكدت ميثاء على أهمية دور المرشد السياحي في التعبير عن ميراث بلده وتراثه وعاداته وتقاليده، حيث يؤدي مهمة نبيلة في مدّ جسور ثقافية وإنسانية بين الشعوب، ويبرز القواسم المشتركة بين الدول ويبذل جهداً في إيصال المعلومة والأحداث بأسلوبه المحبب والمؤثر. وتعمل ميثاء في مهنة الإرشاد السياحي منذ قرابة العام، لكنها لا تخفي حجم التحدي الذي تخوضه في بدايات مهنتها كمرشدة، حيث كانت تجد صعوبة في تحدي حرارة الطقس في فصل الصيف، خاصة عند القيام بجولات خارجية إلى معالم مختلفة في أبوظبي أو غيرها، مشيرة إلى أن هناك أفواجاً سياحية كبيرة تفضل زيارة الإمارات في الصيف، حيث يميلون إلى الاستجمام في أماكن مختلفة ومرفقات مبردة ومظللة لاتقاء حرارة الشمس.

أجندات السياح
وتساعد ميثاء الزوار في تخطيط أجنداتهم السياحية، وتنصحهم بالتوجه إلى مدينة العين، وتعريفهم بتاريخها وعراقتها، إلى جانب معالم ثقافية وسياحية تتناغم مع اهتماماتهم، وتطلعهم على أهم الاحتفالات والأحداث والفعاليات الترفيهية والرياضية والفنية التي تحتضنها العاصمة أبوظبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة، مشيرة إلى أن أغلب السياح يميلون إلى زيارة الأبراج والمولات، كما يتجهون نحو أماكن مفتوحة في البر والبحر والصحراء.

مهنة دقيقة
وقالت ميثاء: «هناك أشياء لابد من الالتزام بها في عملي كمرشدة سياحية، ومنها على سبيل المثال، ارتداء اللبس الرسمي، عدم التبرج، عدم الانحياز، عدم إعلاء الصوت أو استخدام مفردات غير مقبولة، وتقبل الأسئلة برحابة صدر، مشيرة إلى أن مهنة المرشد السياحي ليست صعبة وقد لا تتطلب شهادة خبرة أحياناً، لكنها مهنة دقيقة، ولا ينجح فيها إلا الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات عميقة في التواصل مع المحيطين وأن يكون اجتماعياً مفعماً بالحيوية وحسن المظهر متسمعاً جيداً ومتحدثاً لبقاً لا ينحاز لمشاعر وعواطفه ويجيد فن سرد المعلومة بطريقة محببة، ويجب أن يمتلك قدرة إبداعية وحكائية في تبسيط الوقائع التاريخية ونقل الصورة المشرفة للشعب الإماراتي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©