حسام عبدالنبي (دبي)
تستعد شركات الصرافة والتحويلات المالية لاستضافة الحدث العالمي «إكسبو 2020» في دبي أكتوبر المقبل، بإجراءات سريعة تشمل تدبير العملات وتصريف المبالغ المتحصلة لاسيما وأن عدد زوار المعرض الذي يمتد على مدار 6 أشهر كاملة، يتجاوز 25 مليون زائر.
وحسب رؤساء شركات صرافة وتحويلات مالية، فإن الشركات المرخص لها من قبل المصرف المركزي تزيد من عمليات شحن واستيراد وتصدير العملات في حال وجود زيادة في المبالغ من العملات عن الحركة اليومية الاعتيادية.
وأكدوا لـ«الاتحاد» أن زيادة عدد الرحلات الجوية اليومية من دبي إلى المدن العالمية المختلفة، إضافة إلى اتسام النظام المالي في دولة الإمارات بالسلاسة، وعدم وجود قيود معوقة على شحن واستيراد وتصدير العملات، يمكن شركات الصرافة من التعاطي مع أي زيادة طارئة في الطلب على العملات.
وتظهر بيانات مصرف الإمارات المركزي أن هناك 140 شركة صرافة تعمل في الدولة منها 90 شركة في دبي لديها 385 فرعا، وكذلك 30 شركة في أبوظبي تمتلك 192 فرعاً.
استعدادات خاصة
وقال محمد علي الأنصاري، رئيس مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي، والرئيس التنفيذي لشركة الأنصاري للصرافة، إن شركات الصرافة العاملة في الدولة تجرى استعدادات خاصة لاستضافة الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي»، والذي يتوقع أن يشهد قطاع استبدال العملات والتحويلات المالية نشاطاً ملحوظاً خلاله، مرجعاً ذلك إلى أن التقديرات تشير إلى أن هناك 25 مليون زائر للحدث و33 مليون زيارة وستكون النسبة الأكبر منهم من خارج الدولة، ما يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لتدبير العملات وتصريف المبالغ المتحصلة لاسيما وأن فترة المعرض تمتد على مدار 6 أشهر كاملة.
وأوضح الأنصاري، أن التأثير الأكبر لاستضافة «إكسبو» سيكون على نشاط استبدال العملات، حيث إن التعامل سيكون بالدرهم كعملة محلية، ما سيجعل الزائرين من خارج الدولة يستبدلون العملات الدولية بالدرهم من أجل تدبير العملة اللازمة لنفقاتهم اليومية.
وأكد أن وجود هذا العدد الكبير من الزائرين يمثل تحدياً لشركات الصرافة في الدولة عبر تلبية الطلب على العملات واستقطاب مبالغ كبيرة من العملات الدولية بشكل يومي، منوهاً بأن شركات الصرافة والبنوك لن تواجه مشكلة في مثل هذا الأمر، نظراً لزيادة عدد الرحلات الجوية اليومية من دبي إلى المدن العالمية المختلفة، ما يسهل على شركات الصرافة شحن العملات بسرعة في حال زيادة المبالغ من العملات عن الحركة اليومية الاعتيادية.
واختتم الأنصاري، بالتأكيد أن النظام المالي في دولة الإمارات يتسم بالسلاسة، ولا توجد قيود معوقة على شحن واستيراد وتصدير العملات، الأمر الذي جعل دبي مركزاً مالياً نشطاً لشحن وتصدير واستيراد العملات في المنطقة، وتالياً فإن شركات الصرافة المحلية ستكون قادرة على التعامل مع حدث عالمي بحجم «إكسبو 2020 دبي».
سابقة خبرة
ومن جهته، أكد فؤاد الفردان، المدير التنفيذي لشركة خليل الفردان للصرافة، أن شركات الصرافة والتحويلات المالية العاملة في الدولة دائماً ما تتخذ خطط استباقية للاستعداد للتعامل مع الفعاليات الكبيرة، خاصة أن دولة الإمارات دائماً ما تستضيف الأحداث والفعاليات المختلفة التي تشهد حضوراً كثيفاً وتوافد المشاركين من خارج الدولة، ما أكسب شركات الصرافة الخبرة اللازمة للتعامل مع حدث بحجم«إكسبو 2020 دبي».
وأعرب عن تفاؤله بأداء قطاع الصرافة والتحويلات المالية في العام الحالي، نتيجة استضافة «إكسبو 2020 دبي» والذي يتوقع أن يستقطب نحو 25 مليون زائر على مدى 6 أشهر، حيث تشير التقديرات إلى حدوث نحو 1.5 مليون معاملة لاستبدال العملات خلال فترة المعرض في حال قيام 5% فقط من الزوار والسائحين من خارج الدولة بصرف عملات أجنبية.
وأضاف الفردان، أنه من المتوقع أيضاً حدوث زيادة كبيرة في التحويلات المالية خاصة «التحويلات التجارية للشركات»، والتي ستكون المستفيد الأول خلال فترة «إكسبو» في ظل استقطاب شركات جديدة نظراً لتوافر الفرص الاستثمارية المغرية في الإمارات، وزيادة أنشطة الشركات الحالية خلال فترة المعرض إلى جانب زيادة التحويلات المالية للأفراد، لاسيما نوعيات العمالة الماهرة والمتخصصة والتي ستزداد وتيرة استقدامها للعمل في الدولة خلال الفترة الحالية. وقال: على الرغم من أن البنوك قد تستحوذ على النسبة الأكبر من تحويلات الشركات بسبب وجود الحسابات المصرفية الخاصة بتلك الشركات لديها وكذا زيادة الثقة وإجراء التحويلات الفورية، إلا أن شركات التحويلات المالية العاملة في الدولة ستنال حصة جيدة خصوصاً في ظل تقديمها «سعر صرف» تنافسياً وأفضل من البنوك، فضلاً عن زيادة حصتها من تحويلات الأفراد بسبب زيادة عدد سكان الدولة بشكل عام.
واختتم الفردان، بالقول إن التوسع في زيادة عدد الفروع سيكون أحد الخطوات المهمة لمواكبة الطلب في ظل استضافة «إكسبو»، ونظراً لأن أداء القطاع في العام 2020 سيكون الأفضل مقارنة بسنوات عديدة مضت، فقد قررت الشركة افتتاح 5 فروع جديدة لها خلال العامين الحالي والمقبل بواقع فرعين في أبوظبي وفرعين في دبي، إلى جانب فرع واحد في الشارقة.
عملات جديدة
وبدوره، أفاد أحمد بن حيدر، المدير التنفيذي لشركة موارد للصرافة، بأن شركات الصرافة تعد من القطاعات الحيوية التي تتبع النظام المالي في الدولة، وتعمل مع البنوك في خطين متوازيين لخدمة ودعم الاقتصاد الكلي لدولة الإمارات.
ولفت إلى أن شركات الصرافة دائماً ما تجرى استعدادات خاصة لمواكبة النمو والزيادة في الطلب عبر زيادة عدد الموظفين وزيادة عدد المنتجات التي توفرها للعملاء من حيث التركيز على أسواق جديدة مثل الدول الأوروبية ودول وسط آسيا، بالتزامن مع الأسواق التقليدية التي تشهد تعاملات مكثفة مثل الهند وباكستان.
وأكد ابن حيدر، أن استعدادات شركات الصرافة لإكسبو 2020 ترتكز في المقام الأول على توفير العملات للجنسيات المختلفة التي تشارك في الحدث العالمي، إذ إنه من المتوقع مشاركة ممثلين من أكثر من 192 دولة، ما يستوجب تدبير عملات دول جديدة لا يتم توفيرها في الأوقات العادية من أجل مواجهة الطلب حال وجودة.
وقال إن شركات الصرافة المصرح لها من «المصرف المركزي» قادرة على القيام باستيراد وتصدير العملات عبر الموردين في الخارج، وتالياً التعامل بشكل سريع مع أي زيادة غير متوقعة في الطلب، مشيراً إلى أن التقديرات (المبدئية) ترجح زيادة التحويلات المالية للأفراد والشركات خلال فترة «إكسبو 2020 دبي» بنسبة 5% على الأقل.