الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"زايد العليا": علاج أصحاب الهمم بـ "الغوص"

"زايد العليا": علاج أصحاب الهمم بـ "الغوص"
20 سبتمبر 2018 01:04

شروق عوض (دبي)

أطلقت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، المرحلة الأولى من برنامج «الغوص العلاجي لأصحاب الهمم» الذي يطبق للمرة الأولى على مستوى دول الخليج العربية، وتهدف هذه المرحلة التي تستمر لمدة سنة كاملة إلى استقطاب 135 حالة من أصحاب الهمم لتلقي العلاج من خلال طريقة الغوص في الماء، منها 35 حالة تتبع للمؤسسة و100 حالة من أفراد المجتمع، في حين انضمت 7 حالات من المنتسبين للمؤسسة كخطوة مبدئية إلى المرحلة الأولى، لتلقي العلاج عبر الغوص في حوض الأكواريوم بفندق اتلانتس دبي، حيث تراوحت ظروفهم الصحية بين شلل أطفال وحوادث وشلل تشنجي وغيرها.
آلية عمل برنامج الغوص العلاجي لأصحاب الهمم الذي تم تطويره من قبل مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة وشرطة أبوظبي، ليوائم أحدث أساليب العلاج المتبعة عالمياً، وبما يتناسب مع احتياجات أصحاب الهمم، ترتكز على إخضاع الحالات المشاركة في البرنامج للتدريب على أيدي مدربين معتمدين ومرخصين في غوص أصحاب الهمم ويتبعون لشرطة أبوظبي، إذ يتم تدريب الحالات خلال الغوص على عدة جوانب مختلفة منها الجسدي والنفسي، من حيث تحفيز العضلات من خلال الحركات التي يقوم بها المتلقي للعلاج تحت الماء بتحريك أغلب العضلات التي يصعب تحريكها واقعياً.
ولم تحدد مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية الحد الأعلى لسن التحاق المشاركين من أصحاب الهمم بـ«برنامج الغوص العلاجي»، وإنما وضعت الحد الأدنى من العمر المتمثل بأربعة عشر عاماً على الأقل، وذلك بسبب الحرص الشديد على توافر درجة من النضج، لضمان المستوى المناسب من الفهم والتعاون المشترك والمشاركة بأمان، كما تتبنى المؤسسة من خلال البرنامج حالات متنوعة من العلاج منها إصابات النخاع الشوكي والأمراض العصبية مثل الشلل الدماغي وحالات التوحد البسيطة إلى المتوسطة وغيرها، بالإضافة إلى الحرص على التحفيز الذهني لمتلقي العلاج، وما يضيفه من شعور بالسعادة لاختلاف أسلوب العلاج.
وقال عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة: «إن الفلسفة من وراء إطلاق هذا البرنامج تكمن بشعور المشارك من المرضى وأصحاب الهمم بالسعادة والرضا عن النفس والأثر الذي تتركه التجربة في نفوسهم، وذلك من خلال اكتشافهم لفرص وخبرات جديدة تحت الماء ومشاهدة النتائج الإيجابية الكبيرة على الناحيتين النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأثر الجسدي الذي يتحقق من خلال كل حركة يقوم فيها المشارك تحت الماء».
وذكر أن إطلاق برنامج العلاج بالغوص لأصحاب الهمم، يأتي ضمن مبادرات ومشاريع مؤسسة زايد العليا التي تنطلق في حقبة جديدة تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات النوعيّة والمتميّزة، وتطبيق أحدث العلاجات المتطورة على مستوى العالم، وتطوير سبل الرعاية والتأهيل لفئات أصحاب الهمم وفق أفضل الممارسات العالمية، لتمكينهم ودمجهم ببقية فئات المجتمع على مختلف الأصعدة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية.
جاء ذلك على هامش إطلاق مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة لبرنامج الغوص العلاجي لأصحاب الهمم أمس في فندق اتلانتس دبي، بحضور معالي الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، والعقيد محمد إبراهيم العامري، مدير مديرية الطوارئ والسلامة العامة بقطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي، والعقيد هلال العامري نائب قائد مركز التربية الرياضية العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى مديري مراكز الرعاية والتأهيل بمؤسسة زايد.
وبين الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن طريقة العلاج من خلال الغوص يمكن من خلالها لأصحاب الهمم الحصول على حرية الحركة، وذلك بفضل البيئة (تحت الماء) التي ينعدم فيها وزن الجسم، وتمتد فوائد هذه الطريقة لتشمل النواحي العلاجية والنفسية والاجتماعية.
وأضاف عبدالله الحميدان أن: المؤسسّة تسعى في كافة المشاريع والمبادرات التي تطلقها لتحقيق أفضل طرق تأهيل ورعاية أصحاب الهمم، وذلك تحقيقاً لأولوياتها في تنفيذ خطتها الاستراتيجية في مجال تطوير الخدمات العلاجية وتقديمها بأحدث الوسائل المبتكرة، لتحاكي التطورات العالمية في مجال علاج وتأهيل أصحاب الهمم، ويأتي ذلك بتوجيهات مباشرة من سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسة، كما أن المؤسسة تضع تحقيق سعادة أصحاب الهمم المتعاملين على رأس قائمة أولوياتها.
من جانبه، شدد معالي الدكتور مغير الخييلي على ضرورة تضافر جهود الجهات كافة على العمل المشترك، ووضع البرامج والمبادرات التي من شأنها أن تسهم في تمكين أصحاب الهمم، وتفعل دورهم في المجتمع على اعتبارهم طاقة فعالة لا يستهان بها.
كما أثنى معاليه على جهود مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والقيادة العامة للقوات المسلحة على جهودهم المتميزة، في سبيل تسخير الوسائل والطرق الحديثة والمبتكرة في تأهيل ورعاية أصحاب الهمم.
وأضاف معاليه: «لقد سعدنا اليوم بمشاهدة العرض الذي قدمه أصحاب الهمم، والذي دل على مدى القدرات والإمكانات الخاصة التي تتمتع بها هذه الفئة، ومدى مقدرتهم على المساهمة بفعالية في المجتمع، حيث إن البرنامج الذي أطلقناه اليوم سيحقق نقلة ملحوظة في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج وتأهيل أصحاب الهمم، كونه يركز على الجوانب النفسية والبدنية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©