مراد المصري، معتصم عبد الله (العين)
لم يبدو مستغرباً، أن تشهد قمة الجولة السادسة لدوري الخليج العربي، بين العين وضيفه الجزيرة على استاد هزاع بن زايد، الحضور الجماهيري الأعلى في النسخة الحالية للدوري، بوجود 14423 مشجعاً من عشاق الفريقين، حيث تؤكد الأرقام الرسمية للحضور الجماهيري بدوري المحترفين 2008- 2019 أن مباراة «الديربي» بين «الزعيم» و«فخر أبوظبي» الأكثر حضوراً جماهيرياً في المباريات على ملاعب العين المختلفة في «دار الزين».
وتتفوق مواجهات العين وضيفه الجزيرة في المحترفين «جماهيرياً»، على كل المباريات الأخرى لـ «الزعيم» في ملاعبه المختلفة بمدينته الحالمة، وحضرت قمة العين والجزيرة أربع مرات، في قائمة «التوب 10» لأعلى المباريات حضوراً جماهيرياً للعين في ملعبي طحنون بن محمد بالقطارة، و«التحفة المعمارية» الرائعة استاد هزاع بن زايد.
واحتلت مباراة العين أمام ضيفه الوحدة في مواجهة السداسية الشهيرة، والتي انتهت بتفوق «الزعيم» 6- 2، ضمن «الجولة 18» لموسم 2017- 2018، قائمة القمم الأعلى جماهيرية في «دار الزين»، بحضور 20176 مشجعاً، وجاءت المباراة أمام ذات المنافس «العنابي» موسم 2015- 2016، ضمن الجولة 17، والتي انتهت بفوز «البنفسج» بنتيجة 2-1 على الوصافة الجماهيرية بـ18126 مشجعاً، علاوة على مباراة العين والأهلي 1-1 ضمن الجولة الثالثة موسم 2016- 2017 بحضور 16103 مشجعين.
وتكررت قمة العين والجزيرة، ضمن قائمة «توب 10» للأعلى حضوراً جماهيرياً في العين، في أربع مناسبات، الأولى موسم 2011- 2012، ضمن «الجولة 19»، والتي أقيمت على استاد طحنون بن محمد بالقطارة، بحضور 15187 مشجعاً، وانتهت بفوز «الزعيم» بـ «ثنائية» السعودي ياسر القحطاني، واحتلت مباراة أمس الأول، والتي حُسمت بالتعادل السلبي، في قمة الجولة السادسة المركز السادس، في الترتيب العام بحضور 14423 مشجعاً، تلتها مباراة الفريقين موسم 2015- 2016 على استاد هزاع بن زايد ضمن الجولة السابعة «12417 متفرجاً، إضافة إلى المواجهة في «الجولة 18» موسم 2014- 2015، والتي شهدت تفوق العين أيضاً 2-1 بحضور 12017 مشجعاً.
وخلافاً لمباريات العين أمام الجزيرة، الوحدة والأهلي على التوالي في قائمة «التوب 10»، تواجد الظفرة مرتين في القائمة الأولى بحضور 15123 مشجعاً موسم 2013-2014، ضمن «الجولة 16»، والتي تزامنت مع احتفالية تدشين استاد هزاع بن زايد، وانتهت بالتعادل الإيجابي، علاوة على مواجهة ثانية في الجولة الأخيرة موسم 2017- 2018، بتواجد 13411 مشجعاً، والتي احتفل فيها «الزعيم» بمعانقة درع الدوري، للمرة الـ13 في تاريخه، وتفوق بنتيجة 5- 0.
في المقابل، شهدت مباراة العين والشارقة 1-1، في «الجولة 26» موسم 2014- 2015، والتي جرى نقلها إلى استاد هزاع بن زايد، بالتزامن مع احتفال «الزعيم» بتتويجه المبكر باللقب الـ12 لدرع الدوري، حضور 11875 متفرجاً، في المركز الأخير لقائمة المباريات الأعلى جماهيرية للعين بـ «دار الزين».
فريدريك: كنا أكثر جاهزية وتنظيماً
خرج الكرواتي إيفان ليكو، مدرب العين، غاضباً من الملعب، بعد طرده من الحكم، إلى جانب منعه من الإدلاء بتصريحات حتى في المنطقة المختلطة.
وقال باتريك فريديرك، مساعد ليكو: لا أفضل الحديث حول أداء التحكيم، وفقدنا أحد عناصر الفريق بسبب الطرد، ولا أعرف ما إذا كان هناك تلامس بين قدمه ومهاجم الجزيرة من عدمه، وظهر «الزعيم» بصورة جيدة أمام الجزيرة، رغم النقص العددي، وشعرنا بجاهزية جميع اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، وكنا أكثر جدية وتنظيماً، وهيأنا فرصاً حقيقية للتسجيل على مرمى المنافس، لأننا نعرف جيداً المطلوب منا.
وأضاف: الحضور الجماهيري الحاشد له الأثر الواضح على مردود اللاعبين، وأعتقد أننا إذا أردنا أن نحقق أهدافنا في الموسم الحالي، ينبغي أن نشهد هذا الدعم اللافت في جميع مبارياتنا القادمة.
وقال: كنت سعيداً بأداء الفريق، وللأسف أننا لم نحصد النقاط الثلاث، والجماهير أيضاً سعيدة بأداء العين في المباراة.
كايزر: لم نستغل الأطراف والنتيجة عادلة
أكد الهولندي مارسيل كايزر، مدرب الجزيرة، أن فريقه توجب عليه استغلال المساحات على الأطراف، عوضاً عن تركيز اللعب في وسط الملعب، معتبراً أن الخروج بنقطة التعادل نتيجة عادلة، بالنظر إلى الظروف العامة للمباراة، لكنه ليس سعيداً للغاية بها، لأن فريقه لعب زائداً عددياً لوقت طويل، وقال: الطرد أراه مستحقاً، لأن مبخوت كان في فرصة لمواجهة الحارس، بعد الطرد تراجع العين، واعتمد على الهجمات المرتدة، وكنا الأكثر سيطرة، وسنحت لنا فرص عدة، وحتى الدقيقة 80 كنا الأفضل، وبعد ذلك افتقدنا للتركيز وتقدم العين في لقطات عدة.
وقال المدرب، إنه فوجئ بطريقة استقبال جماهير العين لعمر عبدالرحمن، وقال: لم أفهم ردة فعل الجماهير، إنهم يعرفون أنه قام بعمل جيد خلال فترة لعبه هنا، وحالياً اختار الانتقال إلى فريق آخر، وهو يحاول تقديم أفضل ما لديه معنا.
وأشار إلى أن عدم الفوز لا يعتبر سيئاً للغاية، وقال: كنت أتمنى الفوز بالمباراة، وهذه رغبتنا بعد النقص العددي، لكن بالنظر لأداء العين في الجزء الأخير من المباراة، فإن النتيجة بالنهاية مرضية، مؤكداً أن الحكم قام بعمل جيد، واعتراض مدرب العين المتكرر لم يشكل ضغطاً على الحكم، وفي حال كان الاعتراض ضمن المشاعر المعقولة، فإن ذلك طبيعي في كرة القدم.
الدرمكي: إنها روح الفريق الواحد
امتدح الدكتور مطر راشد الدرمكي، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، أداء لاعبي «الزعيم» أمام الجزيرة، والقراءة الفنية الرائعة للمدرب، الذي تعامل مع الظروف بالذكاء المطلوب، والمساندة اللافتة والحضور الحاشد، الذي حققت من خلاله «الأمة العيناوية» رقماً جديداً على مدرجات دورينا في الموسم الحالي، وقال: تميز مردود الجميع بالروح القتالية والالتزام والتركيز، والجدية في مواجهة الظروف التي رافقت أقوى مباريات دورينا، حتى الجولة السادسة، منذ صافرة بدايتها، وحتى النهاية.
وأشار إلى أن روح الفريق الواحد، المؤلف من لاعبين وجهاز فني، رجحت كفة «الزعيم» رغم النقص العددي، وذلك على المستويات كافة تنظيمياً وفنياً وبدنياً، وقال: لم نشعر للحظة أن العين يلعب بعشرة لاعبين، والتعادل في مثل هذه الظروف مقبول، غير أن العين كان الأقرب من الفوز وحصد النقاط الثلاث.
وأشاد الدرمكي، بالجهود التي بذلتها اللجان العاملة على تنظيم المباراة، من داخل النادي ورابطة المحترفين، وفريق العمل العيناوي، والذين أسهموا مع جمهور العين ولاعبي الفريقين على المستطيل الأخضر والمدرجات، في رسم أجمل لوحة وطنية على أحد أفضل ملاعب كرة القدم في العالم بمناسبة يوم العلم.
دقة «الزعيم 50%» واستحواذ «الفخر 70%»
عمرو عبيد (القاهرة)
خرجت قمة الجولة بنتيجة سلبية، لكنها حفلت ببعض الأرقام والإحصائيات الفنية، التي تأثرت بحالة الطرد المبكر التي عانى منها «الزعيم»، وسارت على نهج الفريقين التكتيكي منذ انطلاق الموسم، وبالطبع كان الاستحواذ وامتلاك الكرة في مصلحة «فخر أبوظبي»، بنسبة وفارق كبير، حيث بلغت نسبة الجزيرة 70%، مقابل 30% لـ «البنفسج»، الذي تراجع للتأمين الدفاعي، بسبب النقص العددي، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة جداً، وبالفعل لاحت له 4 فرص محققة للتسجيل، كان لمحمد عبدالرحمن نصيب في 50% منها، بجانب مشاركة بندر الأحبابي في صناعة فرصة، وإهدار الأخرى التي ردتها العارضة، في حين كان الجزيرة هو الأكثر خطورة، بالحصول على 7 فرص تهديفية مؤكدة، شارك عمر عبدالرحمن في 28.6% منها، بالإضافة إلى 43% حملت بصمات خلفان مبارك، عبدالله رمضان، ومحمد فوزي.
المثير في الأمر، أن سيطرة الجزيرة على المباراة، لم تُترجم إلى نتيجة إيجابية، بسبب تراجع واضح جداً في دقة محاولاته الهجومية، بعد تسديد كرة واحدة فقط بين القائمين والعارضة، من إجمالي 16 محاولة، بنسبة 6.25%، وهي نسبة قليلة جداً، بينما قاتل «الزعيم» بقوة وبلغ مناطق الخطورة لدى دفاع «الفخر» 12 مرة، نصفها جاء بين القائمين والعارضة، بدقة 50%، والملاحظ أن الفريقين سددا نصف الكرات داخل منطقة الجزاء، والنصف الآخر خارجها، وهو ما يمنح الكفتين تعادلاً فنياً جديداً.
وبالتأكيد، كان الجزيرة الطرف الأكثر تمريراً للكرات، وهو ما يتماشى مع إجمالي حصاده الفني منذ بداية المسابقة، ومرر لاعبوه في تلك المواجهة الكبيرة 578 كرة، بلغت دقتها نسبة ممتازة 90%، في حين أن «الزعيم» مرر 252 كرة، بدقة 76%، وهي إحصائيات فنية تتماشى تماماً مع سير المباراة، خاصة عقب حالة الطرد، بالإضافة إلى أن «البنفسج» حافظ على نهجه التكتيكي، الذي يميل إلى إرسال التمريرات العرضية عبر الطرفين، لكن بتفوق نسبي هذه المرة، حيث بلغ إجمالي عرضياته 20 كرة، مقابل 18 تمريرة لـ «فخر أبوظبي»، وكانت أبرز الملاحظات فيما يتعلق بمسألة التمرير والتوزيع، أن «الزعيم» لجأ في كثير من فترات اللقاء إلى التمريرات الطويلة، بإجمالي 68 كرة، بعد التراجع الدفاعي، ومحاولة شن الهجوم المرتد الخاطف في المساحات الخالية، خلف خطوط الجزيرة المتقدمة الضاغطة، وهو ما يتضّح أكثر من خلال دقة تمريرات «فخر أبوظبي» في نصف ملعب «البنفسج»، وبلغت النسبة 86%، مقابل 62% لصاحب الأرض.
أخيراً، قدم «الزعيم» مباراة جيدة على المستوى الدفاعي، بدليل أن الجزيرة لم يسدد سوى كرة واحدة دقيقة فقط طوال المباراة، بجانب قدرات «البنفسج» الدفاعية، التي منحته التفوق في الالتحامات والثنائيات، بنسبة 55.4%، بينما نجح لاعبو الجزيرة في تنفيذ الضغط العالي المستمر على منافسيهم، وهو ما ساعدهم على سرعة استعادة الكرة الثانية، حيث بلغت نسبة النجاح 60%.