عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد مقاولون واستشاريون في أبوظبي، بقطاع البناء والتشييد بالإمارات، أن قرارات التحفيز الاقتصادي الأخيرة تقود قطاع البناء والتشييد بالإمارات للانطلاق إلى آفاق جديدة، مؤكدين أهمية هذه القرارات في تحسين النشاط بالسوق.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في معرض الإسكان للمواطنين، والذي تختتم فعالياته اليوم، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، إن الفترة الأخيرة تشهد حالة من التفاؤل بزيادة النشاط بسوق البناء والتشييد، وهو ما انعكس على تحسن الطلب، بدعم من قرارات القيادة الرشيدة في الإمارات لتحفيز النمو الاقتصادي.
وبدأت أول أمس فعاليات الدورة الرابعة من معرض الإسكان للمواطنين والذي ينظمه بنك أبوظبي الأول في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة 120 عارضاً، واستقطب المعرض أكثر من 4 آلاف زائر خلال أول يومين بالمعرض.
وأكد مقاولون واستشاريون، أن توالي اعتماد صرف قروض سكنية جديدة يزيد من حجم الأعمال بالسوق، في ظل أهمية هذه المشاريع للعديد من شركات المقاولات والاستشارات بأبوظبي. وخلال شهر يونيو الماضي، تم الإعلان عن منح قروض سكنية بقيمة بلغت 4.27 مليار درهم لـ 2500 مستفيد في إمارة أبوظبي.
دعم الشركات
وقال مهندس سالم محمد المرزوقي المدير العام لشركة دريم سيتي للنقيات والمقاولات العامة، إن الشركة تعتمد بالكامل على مشاريع إسكان المواطنين، ما يعكس أهمية هذه المشاريع في دعم الشركات العاملة بالسوق.
وأكد المرزوقي أهمية التوجيهات الصادرة مؤخراً بشأن تسريع عملية سداد المستحقات عن العقود مع الموردين من القطاع الخاص في تعزيز النشاط بقطاع المقاولات، لاسيما أن السنوات الأخيرة شهدت تضرر كثير من المقاولين من تأخر سداد الدفعات المستحقة. وأشار المرزوقي إلى استقرار أسعار مواد البناء بأبوظبي، خلال الفترة الحالية، وهو ما يظهر في استقرار تكلفة البناء عند متوسط 2500 درهم للقدم المربعة، فيما ترتفع أحياناً لنحو 3 آلاف درهم حسب المواصفات.
ومن جهته، أكد المهندس محمد شعبان مدير مكتب دار البنيان للاستشارات الهندسية، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات ملحوظة فيما يتعلق بسهولة الإجراءات وإصدار التراخيص، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أداء الشركات بقطاع البناء والتشييد.
وأوضح شعبان أن كثيرا من المقاولين والاستشاريين يفضلون العمل بمشاريع مساكن المواطنين، في ظل الضمانات المتوافرة للشركات، وعدم تأخر الدفعات من بنك أبوظبي الأول.. وقال أحمد متولي مدير شركة القوة السريعة للمقاولات العامة، إن اتخاذ القيادة الرشيدة لعدد من قرارات تحفيز الاقتصاد مؤخراً، من خلال تسهيل إجراءات الاستثمار، فضلاً عن إقرار تغييرات في نظام تملك الأجانب للشركات في الدولة يسمح بتملك المستثمرين العالميين لـ 100% من الشركات مع نهاية العام الجاري، يسهم في دعم النشاط الاقتصادي بالدولة. وأشار إلى أهمية مشاريع مساكن المواطنين في تنشيط النشاط بقطاع المقاولات، موضحاً أن هذه المشاريع تشكل نحو 70% من حجم أعمال شركته. ولفت متولي إلى ضرورة الاهتمام بدعم قطاع المقاولات، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لمواجهة تقليد مواد البناء، والتي تؤدي لفقدان الثقة بين العملاء والمقاولين.
فاعلية هامة
من جانبه، قال المهندس فؤاد داوود فرج صاحب مصنع البيت الشرقي للزخرفة والحجر الصناعي، إن معرض الإسكان للمواطنين يعد فاعلية مهمة جداً، حيث يوفر للمواطنين كافة ما يتعلق ببناء مساكنهم في مكان واحد، فضلاً عن أهميته لشركات المقاولات ومكاتب الاستشارات، لاسيما في ظل زيادة حصة مشاريع المواطنين بسوق البناء بأبوظبي. وذكر فرج أن مصنع البيت الشرقي للزخرفة بالعين، ينتج ما يعادل ألفي متر مربع يومياً، كما توجد معارض للشركة في أبوظبي ودبي.
وقال فرج: «قرارات التحفيز الاقتصادي الأخيرة مشجعة جداً، ونحمل آمالاً كبيرة في المستقبل، حيث يتوقع تضاعف الاستثمار، مع توفير المزيد من التسهيلات وتبسيط الإجراءات»، مشيراً إلى أهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات، لا سيما المتعلقة بتكلفة تأجير الأراضي الصناعية، ودراسة إمكانية إعفاء المستثمرين من الإيجار أثناء فترة الإنشاءات والتي قد تستمر لعامين أو أكثر أحياناً.
بدوره، أوضح المهندس سليمان جاب الله المدير العام لشركة ركن التصميم للاستشارات الهندسية أن معرض إسكان المواطنين يمثل فرصة جديدة للتواصل مع الملاك والمقاولين والموردين، وتبادل الأفكار مع الاستشاريين المشاركين بالمعرض، ولفت جاب الله إلى أن الفترة الحالية شهدت تحسنا طفيفا في أداء السوق مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً أن أداء الاقتصاد بالإمارات يعد الأفضل مقارنة بحالة التباطؤ التي يشهدها الاقتصادي العالمي دولة الإمارات.
وتوقع حدوث انتعاش في أداء سوق البناء والتشييد الفترة المقبلة، بعد حزمة القرارات الاقتصادية الجديدة بالدولة، مشيراً في الوقت ذاته إلى تعطش السوق للمزيد من المشاريع.
حجم الأعمال
وأوضح أحمد سالم الحميري عضو مجلس إدارة شركة ماستر بلان للاستشارات الهندسية أن توالي اعتماد صرف قروض سكنية جديدة يزيد من حجم الأعمال بالسوق، في ظل أهمية هذه المشاريع للعديد من شركات المقاولات والاستشارات بأبوظبي. وأشار إلى أهمية المعرض بالنسبة للشركات العاملة بالسوق، لافتاً إلى استقبال العديد من طلبات المواطنين الراغبين في بناء مساكنهم الجديدة، لاسيما مع تقديم الشركة عرضا يشمل تخفيض عمولة الشركة إلى 3% فقط.
ولفت الحميري إلى استقرار تكلفة البناء بأبوظبي مؤخراً، موضحاً أن تكلفة البناء يتم تحديدها بناء على طلب العميل. إلى ذلك، قال المهندس محمود حريدين بمكتب المشارف للاستشارات الهندسية، إن قرارات التحفيز الاقتصادي مهمة جداً لقطاع البناء والتشييد، لاسيما في ظل تضرر الكثير من الشركات من أزمة تأخر الدفعات والتي تؤدي لفقدان الثقة بين المتعاملين بالقطاع. ولفت حريدين إلى أهمية مشاريع مساكن المواطنين للعاملين بالقطاع، موضحاً أن تكلفة البناء في أبوظبي حالياً مستقرة بين 2400 إلى 2600 درهم للقدم المربعة، وترتفع أحياناً لنحو 3 آلاف درهم وفق المواصفات.
وأشار صبحي أحمد عوفي مهندس المبيعات بشركة المزروعي ايكاس لأنظمة المنازل الذكية إلى أهمية المعرض في دعم قطاع البناء والتشييد، وتوفير منصة مهمة تجمع العاملين كافة بالقطاع. وأكد أن الفترة الحالية تشهد حالة من التفاؤل بزيادة النشاط بسوق البناء والتشييد، بدعم من قرارات القيادة الرشيدة في الإمارات لتحفيز النمو الاقتصادي.
