اختتام مهرجان الرباط بتكريم السينما السورية

كرم مهرجان الرباط لسينما المؤلف السينما السورية التي تعد من أوائل الحركات السينمائية في العالم العربي، وذلك من خلال عرض مجموعة من الأفلام. وتتميز السينما السورية بتطرقها لمواضيع جادة وجوهرية، مبتعدة بذلك عن كل ما هو استهلاكي لكونها تناقش منذ بداياتها في مطلع القرن العشرين، هموم الإنسان العربي ومشاكل الحياة اليومية بكافة جوانبها. ومن بين الأعمال التي عرضت في مهرجان الرباط فيلم “هوية” للمخرج غسان شميط، الذي يناقش الكثير من الأسئلة العميقة دون أن يقدم أجوبة عليها، ويتناولها من منظور جديد لم يسبق أن طرحته السينما السورية أو العربية. كما عرض المهرجان أفلام أخرى مثل “حراس الصمت” لسمير ذكرى و”تحت السقف” لنضال دبس و”بوابة الجنة” لماهر كدو. جدير بالذكر أن حلب كانت أول مدينة سورية تعرف فن السينما في 1908، وبعد أربع سنوات من هذا التاريخ، قام صاحب مقهى في دمشق بعرض بعض الأفلام السينمائية القصيرة. أما افتتاح أول دار عرض سينمائي في دمشق فقد كان في عهد الدولة العثمانية وتحديدا سنة 1916 غير أن هذه الدار احترقت بعد شهر واحد من تدشينها. وفي سنة 1927، سيتم تصوير أول فيلم سوري أطلق عليه اسم “البريء المتهم”.فاز فيلم “سارق الضوء” من كيرخستان بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم دولي في مهرجان سينما المؤلف الذي اختتم مساء السبت الماضي فعاليات دورته 17 التي انطلقت في 24 يونيو الماضي. واستطاع الفيلم التفوق على 19 فيلماً تبارت في المسابقة الرسمية لهذه الدورة تمثل مختلف البلدان بالعالم العربي وأوروبا وأميركا وآسيا. ويحكي فيلم المخرج آكتان أرمم كوبات قصة رجل يقطن في قرية نائية وسط جبال كيرغيستان ويعمل على إصلاح خطوط الكهرباء، يراوده حلم بناء مولدات الكهرباء بمحركات الرياح لتوفير الإنارة للقرية، لكنه يصطدم بقوة وفساد بعض رجال الأعمال. وفاز فيلم “جناح الهوى” للمخرج المغربي عبد الحي العراقي بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم عربي مشارك في المسابقة الرسمية، وعادت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم لفيلمي “مطر أيلول” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد و”شتي يا دنيي” للمخرج بهيج حجيج. أما جائزة العربي الدغمي لأفضل ممثلة، فحازت عليها الممثلة اللبنانية جوليا قصار، في حين فاز الممثل العراقي مجد عبد الجبار بجائزة العربي الدغمي لأفضل ممثل، في حين خصت لجنة التحكيم فيلمي “المغني” للمخرج قاسم حول “مطر أيلول” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بتنويه خاص. وعاش جمهور المهرجان لحظات قوية بمناسبة تكريم الممثلة المصرية ليلى علوي والفنانة المغربية ثريا جبران، وكذا الاحتفاء بعدد من التجارب السينمائية العربية، كالسينما السورية، حيث تم التوقيع على اتفاقية بين مهرجان الرباط ومهرجان دمشق من أجل التعاون وتبادل الخبرات. كما كانت ندوة رؤساء ومديري المهرجانات العربية، فرصة لمناقشة قضايا إنتاج وتوزيع الفيلم العربي بالإضافة إلى ندوة نجيب محفوظ بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، تم خلالها مقاربة إسهامات أعمال هذا الكاتب الكبير في السينما العربية.