محمد نجيم (الرباط)
في معرضه الفني الجديد، والمقام برحاب المكتبة الوطنية بالرباط، يحتفي الفنان التشكيلي المغربي محمد السالمي برموز وأيقونات وقامات شامخة في حقل الثقافة المغربية، حيث يعرض لوحاته التي وصل عددها إلى 27 لوحة، رسم فيها «بورتريهات» لعدد من الأدباء المغاربة الذين فازوا بجائزة المغرب للكتاب صنف الرواية والقصة والتي تمنحها وزارة الثقافة المغربية وتعتبر من أهم الجوائز الأدبية التي تمنح في المغرب منذ دورتها الأولى في سنة 1968 إلى اليوم.
بفنية عالية وخطوط شاعرية وألوان فاتحة ينقل لنا الفنان محمد السالمي وجوه وملامح أدباء مغاربة أصبحوا اليوم علامات بارزة في المشهد الثقافي المغربي والعربي، منهم من أغنوا هذا المشهد بروايات رائدة وتأسيسية في مجال السرد المغربي مثل: محمد برادة، عبدالله العروي، مبارك ربيع، عبد الكريم غلاب، عبد القادر الشاوي، محمد عز الدين التازي، أحمد بوزفور، محمد الصباغ، عبد الكريم جويطي، محمود عبد الغني، عبد الرحيم جيران، أحمد المديني، أحمد التوفيق، يوسف فاضل، خناتة بنوتة، زهرة المنصوري، وأسماء أخرى.
إنه معرض فريد من نوعه وفي طرحه الفني يحتفي برواد الرواية المغربية منذ سنوات الخمسينيات حتى اليوم، وهو معرض هدفه تعريف الجيل الجديد على أدباء أغنوا الخزانة المغربية والعربية بروايات قيمة ترجم أغلبها إلى لغات كثيرة.
وفي حديثه مع «الاتحاد»، قال الفنان محمد السالمي إنه يجد ضالته الفنية في رسم «البورتريه» لرموزنا الأدبية دون السقوط في الطريقة النمطية لرسم البورتريه.
ويرى السالمي أن وجه الإنسان يعكس ما يعتمل في أعماقه، وأن وجوهنا مرايانا، موضحاً أن رسم البورتريه لديه هو بمثابة رسم لوحة فنية تستدعي الكثير من التأمل والاشتغال والدقة، لأنه يحاول أن يغوص في أعماق الشخص الذي يرسمه، محاولا قراءة ملامحه وخطوط وجهه بطريقة تسعى للكشف عن ما يختزله الإنسان من حالات وجدانية نبيلة، تنعكس في ما تحمله الملامح من جمال روحي تستدعي الكثير من الدقة والشاعرية.
وتابع السالمي: يهدف المعرض إلى التأكيد على أهمية قراءة وإبراز القيمة الفكرية للأثر الفني وتذوقه من طرف الجيل الحالي الغارق في مستجدات التكنولوجيا، لافتاً إلى أن «البورتريه» منذ بدايته الفنية مع التشكيل، من بين المواضيع الحاضرة بقوة في أعماله، حيث يمارسها بمختلف التقنيات كالأكواريل والباستيل أو الصباغة الزيتية، مؤكدا أن نجاح معرضه هذا حثه على التفكير في إعداد لوحات يرسم فيها بورتريهات الأدباء المغاربة الذين فازوا بجائزة المغرب في أصناف الشعر والنقد والدراسات الأدبية والبحث العلمي والأصناف الأخرى من الجائزة العريقة ليتعرف عليها الشباب وحتى لا يطالهم النسيان.