متنزه الصحراء فرصة للتعرف على الطبيعة عن قرب

ترتسم الفرحة على وجوه الأطفال البريئة وهم يستمتعون برحلتهم في منتزه الصحراء في الشارقة للتعرف على حيوانات شبه الجزيرة العربية وحيوانات مهددة بالانقراض فيها· وفي ''مزرعة الأطفال'' ومتحف التاريخ الطبيعي يتعرفون عن قرب على بعض من مكونات البيئة المحيطة بهم بما تضمه من نباتات وحيوانات حيث يتاح للصغار فرصة إطعام الحيوانات والتمتع بركوب الخيل، إضافة إلى مشاهدة عمليات التصنيع الغذائي التي تتم في المزرعة، وبخاصة منتجات الألبان، اعتمادا على حليب أبقار وأغنام المزرعة· تأسس منتزه الصحراء عام 1995 في محمية سيح المسموط، وبدأ كمحمية تعنى بالحفاظ على مجموعة من الحيوانات التي تستوطن المنطقة، ثم تطور إلى مجمع للعلم والثقافة والترفيه في آن واحد· كما يقول عبد العزيز المدفع مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة· واضاف أنه تم افتتاح مزرعة الأطفال في شهر مايو 1997 م في إطار إستراتيجية إمارة الشارقة الثقافية والتربوية لتربية النشء وإعداده· وتهدف المزرعة إلى تعريف الأطفال بالحيوانات الأليفة في بيئة الإمارات وارتباطها بحياة الإنسان· يعتبر المنتزه مؤسسة ترفيهية تعليمية هادفة، كما يقول الدكتور شبر إبراهيم الوداعي رئيس قسم التوعية والتثقيف البيئي في الهيئة· ويضيف أنه يفد إلى المركز آلاف الطلاب سنوياً، من خلال برنامج المزرعة التعليمي للأطفال الذي يهدف إلى تنمية المعارف والثقافة البيئية لطلبة المدارس الابتدائية، و''ترسيخ السلوك السليم لديهم عن العلاقة مع الحيوانات والبيئة وتنمية اهتــــماماتهم في البحث والكتابة''· وأشار إلى أن المركز يعتبر أيضاً مصــــدرا للمعلومات الخاصة بالبيئات الصحراوية والحيوانات البرية المستوطنة لبيئات شبه الجزيرة العربية المختلفة، بالإضافة إلى ما يحتويه متحف التاريخ الطبـــــيعي من سرد تفصيلي لنشأت الأرض والتغيرات التي حدثت عبر العصور المخــــتلفة لتطور الأرض· من جانبها أشارت سامية عبد الله فكري المدرسة بإحدى المدارس الابتدائية في الشارقة، إلى أن المنتزه بات من أهم المزارات على الخريطة الترفيهية التعليمية لكافة المدارس· تضيف أن الطلبة يتعرفون من خلاله على أنواع الحيوانات الموجودة في بيئتهم من الماعز والأبقار والخراف والخيول والنمور العربية والثعابين وغيرها ، والتي يدرسونها في الكتب الدراسية· وقالت: ''إن البهجة ترتسم على وجوه الأطفال عند دخول المنتزه ونشعر بسعادة غامرة في تساؤلاتهم البريئة والفطرية'' و في محاولة التعرف على الحيوانات ولمسها والتقرب منها وإطعامها وكذلك ركوب الخيل· وأضافت: ''أننا نعمل أيضاً من خلال تلك الزيارات على زيادة وعي الأطفال بالبيئة وتعريفهم بمجتمع الصحراء وخصائصه وتعميق القيم والسلوك البيئي لديهم'' من خلال تعريفهم على أهمية الحفاظ على البيئة''·