3 أكتوبر 2010 20:40
كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن أخلاقيات الطب والأخطاء المهنية في العمليات الجراحية وتوصيف الأدوية والمكملات والعقاقير، وهو ما يحتم على الجميع ضرورة الحصول على ثقافة طبية وصحية حتى لا يكونوا ضحايا ممارسات طبية غير سليمة وسيئة العواقب، ويمروا بتجارب مريرة، وحتى لا يحرمهم غير المؤهلين من الأطباء أو المهمٍلين من نعم صحية وهبهم الله إياها. ومن بين الحقوق التي يملكها المريض المستهلك لهذه الخدمات الطبية طرح ما يرغب فيه من أسئلة، وعدم تسليم جسمه لمبضع الجراح يفعل به ما يشاء. ومن بين هذه الأسئلة التي يُنصح بطرحها على الطبيب قبل العملية الجراحية وقبل إجراء التحاليل الطبية ما يلي:
1- ما هو سجلك المهني ورصيدك من الإنجازات في هذا النوع من العمليات؟ وهل لي من خيار علاجي آخر غير التدخل الجراحي؟ فعلى المريض أن يسأل عما إذا كانت هناك طريقة واحدة لإجراء هذه العملية أم مقاربات وطرق مختلفة، وأن يسأل في حال وجود طرق مختلفة عن الفوائد والمخاطر ثم مقارنتها. وينبغي أيضاً السؤال عن عدد العمليات التي أجراها الطبيب الجراح ونسبة نجاح عملياته. وإذا أخبرك الطبيب بأنه ليس هو من سيُجري لك العملية الجراحية، فاسأله عمن سيجريها واستفسر عن تاريخه وسجله الطبي بشكل كامل. ولا يقدم غالبية الأطباء هذه المعلومات للمريض إلا عند طلبها. فعليه أن يعرف أن من حقه السؤال عنها، فصحته كنز لا يقدر بثمن، وعليه بذل المستحيل للحرص عليه واستدامته.
2- كيف هو أداء جراحي هذا المستشفى مقارنةً مع المستشفيات الأخرى؟ وإذا كانت العملية التي ستخضع لها تتطلب منك المكوث لليلة واحدة في المستشفى، استفسر عن ظروف المبيت في المستشفى واطلب رؤية الغرفة التي ستبيت فيها ومن سيرعاك خلال المبيت. وقد يُطلب منك اختيار مستشفى ما أو جراح ما، فيجب في هذه الحالة أن يكون اختيارك مبنياً على أداء الجراح ومهنيته ونجاحه، وليس على اعتبارات عاطفية أخرى مثل القرابة أو غيرها. ومهما يكن المستشفى الذي تختار المبيت فيه، عليك أن تسأل الجراح عن مدى رضا مرضاه السابقين عن أدائه، وعن معدل انتقال العدوى خلال مكوث المريض في المستشفى- إن وُجدت. وفي حال وجد المريض صعوبةً في الحصول على أي من هذه المعلومات، فإن من حقه اللجوء إلى الجهات الصحية الرسمية المسؤولة عن هذا المستشفى أو ذاك، ومعرفة كل التفاصيل التي يرغب فيها، أو الاتصال بجمعيات حماية المستهلك في حال رفض أطباء المستشفى الإجابة عن أسئلته أو محاولة إخفاء معلومات عنه.
3- عند الحاجة إلى إجراء تحاليل طبية واختبارات، يجب السؤال عما إذا كان يمكن للمريض إجراء نفس التحاليل في مكان آخر. وفي حال طُلب منك الذهاب إلى مختبر بعينه، يتعين عليك الاستفسار عن مدى وجود سبب مقنع لترشيح هذا المختبر دون غيره. إذ لا يسلم المجال الطبي من سمسرة، فالكثير من الأطباء يقومون عن قصد بإرشاد مرضاهم لمختبرات معينة أو صيدليات بذاتها ويحصلون مقابل قيامهم بذلك على عمولات. فدقة نتيجة بعض التحاليل والاختبارات الطبية تكون رهينة بجودة أدوات التحليل، والمرافق المستخدمة، ومهنية الشخص الذي يجريها ويتابعها.
4- من الأسئلة الأولى التي ينبغي عليك طرحها «هل تعتمدون بطاقة تأمين الشركة الفلانية، وأي التخصصات غير مشمولة بالتغطية الصحية؟» وذلك تفادياً أية مفاجآت قد تجعلك تدفع أقساطاً باهظة بسبب جهلك وغفلتك أو اعتقادك بأن المستشفى الذي لجأت إليه يتعامل مع شركة التأمين الخاصة بك.
وقد يوجد في مستشفى واحد جراحون وأطباء معتمدون في التأمين وآخرون من أطباء تخدير أو أشعة أو قلب غير معتمدين، ولذلك يجب عليك معرفة كل هذه التفاصيل دون أي إحساس بالإحراج أو الخجل. وعندما يكون جواب المستشفى غير مؤكد أو يعتريه شك أو ريبة، اتصل مباشرةً بشركة تأمينك الصحي وتأكد من الأمر.
5- هل يوجد دواء متعدد الاستخدامات خاص بحالتي؟ فطبيبك قد يختار إدراج دواء ما في وصفة الأدوية فقط لوجود مصلحة شخصية مع الصيدلية التي تبيعها. ومعروف في الأوساط الطبية والصيدلانية أن النماذج الأولى من أي دواء جديد تكون رخيصة، لكن سعرها يقفز ويتضاعف بمجرد أن يعرفها المستهلك ويستمر توزيعها في الأسواق. ولذلك ينبغي الاستفسار عن مدى وجود دواء آخر له نفس المفعول يمكنك استخدامه. فاحرص دائماً على معرفة الأعراض الجانبية الشائعة لكل دواء على حدة، ومدى احتمال حدوث تفاعلات بينية عند تناول أكثر من دواء واحد، أو بينه وبين المكملات الغذائية التي تتناولها.
عن «واشنطن بوست»
المصدر: أبوظبي