الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بحضور سلطان القاسمي.. أورهان باموق في «الشارقة للكتاب»: أكتب لأكون سعيداً

بحضور سلطان القاسمي.. أورهان باموق في «الشارقة للكتاب»: أكتب لأكون سعيداً
1 نوفمبر 2019 00:06

إبراهيم الملا (الشارقة)

بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ضمن فعاليات دورته الثامنة والثلاثين، الروائي العالمي أورهان باموق، الحائز جائزة نوبل للآداب في العام 2006، والذي تحدث لجمهور المعرض الحاشد عن خصوصية تجربته الروائية، وعن التفاصيل الحياتية والثقافية والفكرية التي خلقت الشغف الداخلي لديه ودفعته لامتهان الكتابة الروائية تحديداً، وإنتاج أسلوب خاص به ومستند على قراءة عميقة لتاريخ بلاده تركيا، والانعكاسات الملموسة لهذا التاريخ على الحاضر.
قدم ضيف الشارقة الكبير عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية، في جلسة نقاشية ممتعة ومتشعبة، أكد باموق في بدايتها أنه يكتب من أجل أن يكون سعيدا، وأن بذرة الكتابة الأولية لديه تتراءى أمامه مثل شجرة بها الكثير من الأغصان والأوراق والأزاهير والثمار، موضحا أنه يستغرق في كتابة الرواية عاما أو اثنين، ويمكن أن يطول الأمر إلى أربع سنوات، مضيفا: «فروع شجرة الرواية كثيرة، والإبداع لا ينتهي»!
وأشار باموق إلى أن روايته الشهيرة «اسمي أحمر» لم تكن سهلة على الإطلاق، فقد استعان خلالها بطرائق الكتابات القديمة، والمخطوطات السرية التي تظهر غير ما تضمر، بالإضافة إلى البحث المطول في تفاصيل تاريخية متشعبة، مستكملاً: «خرجت إلى الشارع للتعرف على الكثير من هذه التفاصيل، واستمعت لأشخاص عاشوا في فترات قديمة لتكون عدّتي المعرفية وافية، ولكي أنجح في مغامرتي السردية لكتابة رواية تستند أساسا على التاريخ وأسراره وتحولاته».
وأضاف باموق، أنه بدأ شغوفا بالرسم في طفولته، ثم درس العمارة والصحافة، قبل أن يدفعه شغفه إلى كتابة الروايات، مشيراً إلى أن روايته «متحف البراءة» والتي لاقت إعجاباً كبيراً لدى القراء العرب، سلّم مخطوطتها لمتحف إسطنبول، قائلا: «أدعو الجمهور لزيارة هذا المتحف عند وجودهم في تركيا ليجدوا الكتاب متجسداً أمامهم».
وطرح الأديب العالمي مشكلة انحدار القراءة مع وجود الإنترنت والكتب الرقمية، وهي ما يعاني منها معظم القراء في العالم، على حد رأيه، مستشهداً «الأتراك لا يقرأون الروايات، وممارسة الشعر قلت خلال العقود الماضية، بعدما كنت تجد أن كل شاب في العشرين شاعرا».
وتابع الكاتب العالمي أورهان باموق: «أكتب كشاعر في يوم، وكمهندس في آخر، وكصحفي في يوم لاحق، هذه الخبرات اكتسبتها على مدار سنوات طويلة وعززت الذاكرة الروائية لديّ وصنعت في داخلي رؤى وأنساقا ومشاهد متعددة لفهم مجريات الأحداث من حولنا، والتواصل مع شخصياتي المتخيلة، وقراءة العالم».
ويرى باموق أن الرواية تحكي قصة، لكن الرواية ليست مجرد قصة، فهي تحوي مواضيع، وأوصافا وأصواتا، وحوارات، وأحداثا، وأزمنة، ولكي نستمد المتعة من الرواية علينا الاستمتاع بهجر الكلمات وتحويل هذه الأشياء إلى صور في عقولنا، عندما نصوّر في مخيّلتنا ما تقوله لنا الكلمات، أو ما تحاول أن تقوله لنا، نحن القرّاء نكمل القصة. وفي غصون ذلك، نحفّز مخيّلتنا من خلال البحث عمّا يريد الروائي قوله، ما الذي ينوي أن يقوله، ماذا نخمن أن يقول؟ أو بمعنى آخر، ماذا يتراءى لنا من خلال البحث عن محور الرواية؟
مؤكداً أن قراءة الروايات تعني ضخ مزيد من الأسئلة حول حدود الواقع وحدود الخيال في هذه الروايات، وكم من التجربة الحقيقية أخبرنا بها الكاتب في هذه القصة، وكم من الخيال استعرضه لنا، واستطرد قائلا: «يلحّ علينا هذا السؤال خاصة مع أجزاء الرواية التي تثير لدينا الدهشة، والرعب، والمفاجأة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©