مراد المصري (العين)
«ديربي أبوظبي» بين العين والجزيرة، عنوانه «المتعة والحقيقة»، بالنظر إلى ظروف المباراة التي تأتي في توقيت مهم، بالجولة السادسة للدوري، وتقدم لنا اختباراً حقيقياً، لمعرفة مدى جاهزية كل فريق للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، في السباق إلى اللقب، إلى جانب أنها تعرف دائماً الإثارة والأهداف الغزيرة، وتحديداً في اللقاءات خلال «حقبة الاحتراف». ويتوقع أن تكون المباراة جماهيرية، وربما تحمل العدد الأكبر على المدرجات، نظراً إلى الإقبال الكبير على شراء التذاكر منذ الأيام الماضية، وتحديداً من جانب «الزعيم» الساعي لتأكيد صحوته وأدائه القوي عقب التفوق على الفجيرة 7-1 في الجولة الماضية، وظهر واضحاً الانسجام في المقدمة بالنسبة للعين، بعد الأداء القوي من التوجولي لابا كودجو هداف الدوري «8 أهداف»، ومعه البرازيلي كايو الذي سجل في المباراتين اللتين شارك فيهما بالدوري، إلى جانب المستويات المتميزة من بندر الأحبابي الذي يسجل ويصنع الأهداف، بعد تحرره في الجانب الهجومي.
ويدخل «فخر أبوظبي» المواجهة بمعنويات مرتفعة، بعدما نجح في حصد 10 نقاط، ووصل إلى مرحلة من التوازن مع الهولندي كايزر الذي يعرف كيف يوظف اللاعبين بصورة جيدة للغاية، وتشكل المباراة محطة عاطفية لعمر عبدالرحمن نجم الجزيرة والمنتخب، الذي يعود للمرة الأولى إلى استاد هزاع بن زايد، منذ رحيله عن العين، ولكن هذه المرة يعود بألوان مختلفة وبطموحات إثبات الوجود مرة أخرى على الساحة عقب تعافيه من الإصابة.
رؤية فنية.. قوة الهجوم وثغرات الدفاع سمات مشتركة
أكد وليد سالم، الحارس السابق للعين، أن مباراة العين والجزيرة، شعارها «الإثارة والقوة»، وبالنظر إلى الأسماء الحاضرة في الفريقين، فإن الأهداف مضمونة، وهو ما يجعلنا نترقب مواجهة من «العيار الثقيل» تضم عناصر الترقب ومتابعتها لحظة بلحظة حتى صافرة النهاية.
وأشار إلى أن الفريقين يتميزان بالسمات نفسها من ناحية قوة الخط الهجومي، وامتلاك العديد من الحلول، مع وجود الثغرات الدفاعية التي تجعلهما عرضة لاستقبال الأهداف في أي وقت، وهو ما يؤكد أن الفريق الذي ينجح في رفع نسبة التركيز في الدفاع يستطيع حسم اللقاء لمصلحته.
وقال: الجزيرة قام بتعاقدات مهمة في الصيف الماضي، والفريقان يضمان عناصر مؤثرة ولاعبي منتخبات وطنية، وبالتالي هناك قدرة للتعامل مع هذا النوع من المباريات وتحمل الضغوطات الجماهيرية، إلى جانب الطموح الذي يجعل المدربين بحاجة لاستثماره بالشكل الصحيح، من أجل الخروج بنتيجة إيجابية في موقعة فاصلة لفريقين ضمن المرشحين للقب.
وأضاف: خوض العين المباراة على ملعبه يمنحه دافعاً معنوياً كبيراً، خصوصاً في حال الحضور الجماهيري الكبير المتوقع، وما يزيد ذلك أن الفوز على الفجيرة في الجولة الماضية، منح اللاعبين ثقة إضافية، وقدرة على علاج الأخطاء بهدوء طوال الأسبوع، فيما يجب أن يدرك الكرواتي ليكو أهمية الاستقرار في الخط الخلفي، من خلال وجود لاعب صاحب خبرة دائماً، إلى جانب محمد شاكر الذي يقدم مستويات جيدة، فيما أن شغل سعيد جمعة مركز الظهير الأيمن أسهم في تحرير بندر الأحبابي في المقدمة.
وشدد وليد سالم على أهمية استغلال المهاجمين بصورة إيجابية، بالنظر إلى المستويات التي يقدمها التوجولي لابا كودجو في العين، وعلي مبخوت في الجزيرة، وسيكون لهما كلمة في الحسم بقدرتهما على استغلال الفرص التي تتاح لهما أمام المرمى.
13 دولياًً في القمة
تشهد مباراة اليوم ظهورا دوليا كبيرا، لأن الفريقين يملكان «نصيب الأسد» من نجوم «الأبيض»، وعددهم 13 لاعباً، ويضم الجزيرة 9 لاعبين، تم استدعاؤهم في تصفيات المونديال وكأس آسيا، وهم علي خصيف، وسالم راشد، وخليفة الحمادي، وعلي مبخوت، وعمر عبدالرحمن، ومحمد العطاس، وعبدالله رمضان، وزايد العامري، بينما يضم العين الرباعي، خالد عيسى، ومحمد شاكر، وبندر الأحبابي، ويشارك معظمهم بصورة أساسية، مما يمنح المدرب مارفيك مؤشرات إيجابية للحضور ومتابعة اللاعبين والوقوف على مستواهم، خصوصاً أن المشاركة الأساسية تضمن الاستمرار في تمثيل المنتخب فيما تبقى من مباريات.
«الأمة العيناوية» ترفع أكبر علم
أكمل مكتب شؤون جماهير نادي العين الترتيبات لاستقبال الجماهير في المباراة وتشهد المدرجات أكبر علم للدولة، يتم عرضه على منصة رسمية، في المدرجات المواجهة للمنصة الرئيسية باستاد هزاع بن زايد، على مستوى الطابقين الأول والثاني، حيث يتم رفعه في الدقيقة 48 من جماهير العين والجزيرة، بمناسبة يوم العلم، تجسيداً لمبدأ «فرحة وطن» وترسيخاً لمفهوم «البيت متوحد»، بالإضافة إلى «التيفو» التحفيزي، كما اكتملت الترتيبات الخاصة بالفعاليات المصاحبة للمباراة، حول استاد هزاع بن زايد، وتتضمن برامج ترفيهية متمثلة في الألعاب المتنوعة والمسابقات الخفيفة، وتخصيص جوائز للمشاركين في المسابقات والفعاليات المصاحبة.
تدريب الجزيرة «كامل العدد»
شهدت تدريبات «فخر أبوظبي» معنويات عالية، من جميع اللاعبين الذين يقاتلون لحجز مركز أساسي في تشكيلة المدرب الهولندي مارسيل كايزر، لنيل شرف المشاركة في «ديربي العاصمة»، على استاد هزاع بن زايد، وشارك في المران جميع اللاعبين، بعد عودة المصابين في المباراة الأخيرة، مثل المغربي مراد باتنا وخلفان مبارك، ويقوم الجهاز الفني بتقييم حالة نجم الوسط عامر عبدالرحمن لمعرفة موقفة سواء اللعب من عدمه، ويملك المدرب أسلحة عدة في الوسط، بجانب الخط الهجومي، رغم افتقاده للبرازيلي كينو.
قراءة رقمية.. الجماعية تهدي «الزعيم» 94% من أهدافه
عمرو عبيد (القاهرة)
يتصدر «فخر أبوظبي» قائمة أكثر الفرق امتلاكاً واستحواذاً على الكرة خلال الجولات الماضية، بمتوسط يبلغ 58%، في حين يحتل «الزعيم» المرتبة الثامنة، بمتوسط 51.2%، وإن كان ذلك لا يمنع اعتماد الفريقين على السيطرة والاحتفاظ بالكرة وشن الهجمات المنظمة، مهما بلغت قوة المنافس، ومن جهة أخرى، يأتي «البنفسج» في مركز الوصيف، من حيث قدرة الفريق على صناعة الفرص التهديفية، إذ صنع لاعبوه 41 فرصة، بمعدل يقارب 8 فرص في كل مباراة، ولم يبتعد «فخر أبوظبي» كثيراً عنه، بعدما حصل على 36 فرصة مؤكدة، بمعدل 7 فرص كل مباراة، ليحصد المرتبة الرابعة.
ويظهر الاختلاف التكتيكي في أداء الفريقين، من خلال بعض الإحصائيات الفنية، التي تشير إلى اعتماد «الزعيم» كثيراً على التمريرات العرضية، التي بلغت 133 كرة، مقابل 67 كرة للجزيرة، الذي يتفوق في أسلوب آخر، يعتمد على التمرير القصير الغزير والبيني، حيث مرر لاعبوه 2346 كرة، بفارق 332 تمريرة عن منافسه الكبير في مواجهة اليوم، بينما تقارب كلاهما كثيراً، في مسألة الغزارة الهجومية، حيث سدد «البنفسج» 78 كرة على المرمى، بلغت دقتها 38.5%، بـ 30 محاولة بين القائمين والعارضة، لكن «فخر أبوظبي» يتفوق نسبياً بتسديد 31 كرة دقيقة، من إجمالي 71 محاولة، بنسبة 43.7%.
تشير الأرقام إلى أن جماعية «الزعيم» أنتجت 94% من إجمالي الأهداف، وهي النسبة المخيفة التي تتفوق على جميع الفرق المنافسة، وبلغت خطورة «البنفسج» ذروتها في الأشواط الثانية، بعدما أحرز لاعبوه 70.6% من الأهداف خلالها، كما توهجت أطرافه بقوة، مساهمة في تسجيل 12 هدفاً، بواقع 6 أهداف عبر كل طرف، مقابل 5 أهداف من العمق، وأحرز الفريق 65% من الأهداف بوساطة اللعب المتحرك، مقابل 35% للركلات الثابتة، والأبرز فيها كانت 4 ركلات ركنية.
وصنع «فخر أبوظبي» 60% من أهدافه بالتمريرات الحاسمة، كما أحرز الفريق 70% من الأهداف خلال الشوط الثاني من المباريات السابقة، وبدا واضحاً أن العمق الهجومي للجزيرة، يملك الشيفرة السحرية للهجوم، بعدما أسهم في تسجيل 80% من الأهداف، وأكدت الإحصائيات مرة أخرى على طبيعة التكتيك الخاص للجزيرة، بعدما سجل الفريق 40% من أهدافه عبر التمرير البيني في عمق دفاعات المنافسين، وهز الشباك بنسبة 80% بالسرعة الفائقة.