عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
اختار سلطان الزرعوني دراسة تخصص جراحة الأعصاب، بكلية الملكة ماري في جامعة لندن، رغم أنه من أعقد المجالات الطبية، حيث يركز في دراسته على مراكز الحواس والإدراك والتحكم والسيطرة بجميع أعضاء الجسم، خاصة حين يتعرض المخ لأي مرض أو إصابة، ومدى تأثير ذلك على حياة المريض، ومع ذلك تمكن الزرعوني من التميز في تخصصه، وإضافة إلى ذلك أنهى 150 ساعة تطوعية في المملكة المتحدة، كما شارك في المبادرة العالمية لشباب الإمارات، وتعاون مع جهات مختصة في جراحة المخ والأعصاب في لندن وعيادة هارلي ستريت.
الدقة والصبر
وعن مجال تخصصه يقول: اخترت جراحة الأعصاب لأنه من التخصصات التي تتميز بالدقة والصبر، ومن المجالات المتطورة، موضحاً أن أن الأطباء في هذا المجال قلة، ولذلك توغلت في هذا المجال الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والبحث لاكتشاف المزيد من أسراره.
وفي سنواته الأولى من التخصص في المملكة المتحدة تعرف على جراح الأعصاب العالمي الدكتور سانج باسي، الذي رأي فيه المثابرة المستمرة في اكتشاف المزيد في مجال جراحة الأعصاب، كما شاهد تطور مهاراته الأساسية في الطب وحرصه على تعلم جميع ما يطبقه بدقة، حيث اصطحبه لحضور جميع استشاراته وعملياته الجراحية التي ينفذها على المخ والأعصاب من باب اكتساب المهارة والخبرة في التخصص ووجوده على أرض الواقع.
ويضيف: بعد عامين من الشراكة مع مجموعة أطباء في لندن، توفرت لي فرصة عمل جهاز بتقنية جديدة وسريعة ودقيقة لازالة الأورام السرطانية بأقل ضرر جسدي ونفسي، اسمه «(Visualase» وبمشاركة استشاريين وإشراف الدكتور سانج أتممنا بنجاح إزالة أورام سرطانية لـ 8 حالات، والمرضى الآن في تحسن هائل، وحالياً أقوم على تطوير الجهاز مع التقنيين.
شبكة التواصل
ومن واقع تجربة يذكر الزرعوني أنه خلال حضوره العمليات الجراحية في السنين الماضية، تعلم وطور مهاراته، عبر الاحتكاك بأصحاب الخبرة، وتعلم الكثير من الأمور الطبية التي لها علاقة بما قبل العملية، وفي السنة الثانية تعمق في جراحة المخ، وبدأت معرفة معظم أنواع عمليات الأعصاب وكيفية تطبيقها، كما تعرف من خلال الأطباء كيفية الاستفادة من الروبوتات في العمليات الصعبة، وحالياً معظم عمله خارج الجامعة يتمحور في استئصال الأورام السرطانية، التي لم يتمكن من استئصالها سابقاً بالعمليات التقليدية، باستخدام تقنية Visualase، وشارك الزرعوني في مؤتمرات عدة حول العالم للاستفادة من المختصين وتوسعة شبكة التواصل سعياً إلى إيجاد فرص أكثر، مشيراً إلى أنه سيشارك الشهر الجاري مع مجموعة أطباء في جراحة الأعصاب في مؤتمر «الإمارات الدولي لجراحة الأعصاب» من أجل تثقيف الأفراد والأخصائيين حول التقنية الجديدة التي يستخدمها حالياً، وهي فرصة رائعة للتعرف بجراحين إماراتيين من أجل الاستفادة من خبراتهم ونصائحهم.
ويطمح سلطان الزرعوني كطالب طب جراحة الأعصاب التعمق في هذا المجال من خلال التدريب العملي والتواصل مع الأخصائيين، لأجل خدمة المجال الصحي في دولة الإمارات وتغيير فكرة السفر للخارج من أجل العلاج من خلال إبراز إمكانات الشباب الإماراتي في الجراحة والطب.
