عبدالله القواسمة (أبوظبي)
في عام 2002 وقف أمام خيارين مصيريين لا ثالث لهما. إما الدراسة أو كرة القدم، ذلك لأن المسافة التي كان يقطعها يومياً جيئة وذهاباً من جامعة الإمارات إلى نادي الظفرة بدأت تؤثر على عطائه وقدراته البدنية والذهنية.
بعد طول عناء وتفكير عميق اتخذ جمال الحساني القرار الأصعب، بالابتعاد عن كرة القدم بعدما قطع معها مسافة لا بأس بها بدءاً من نادي العين الذي نشأ في صفوفه، قبل أن ينتقل إلى نادي الظفرة، وأحرز له أول هدف في تاريخ مشاركاته بدوري الأضواء عام 2000.
الحساني طوى صفحته كلاعب بكرة القدم عام 2002، قبل أن ينهي بعد ذلك مرحلة الدراسة في تخصص التربية الرياضية، لتأخذ علاقته مع لعبة كرة القدم منحىً جديداً، إذ انضم إلى الدورات التدريبية الآسيوية لينجح فيها جميعها بامتياز. لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الأمر بل أقبل على خوض غمار تحدٍّ آخر لا يقبل عليه الكثيرون عادة، وهو المشاركة في دورة خاصة بالمحاضرين معتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي. حيث تخطى أربعة من أصل 22 دارساً هذه الدورة، ليحصلوا على شهادة قارية معتمدة، فيما كان الحساني أصغر الخريجين سناً آنذاك بعمر الـ عاماً.
يقول الحساني: طموحاتي لم تتوقف عند هذه الشهادات الأكاديمية، بل سعيت إلى تطبيقها بشكل عملي مع نادي العين، الذي حصلت مع فرقه العمرية على خمس بطولات رسمية، كما توليت منصب المدرب المساعد للفريق الأول مرتين، قبل أن توجه لي الدعوة لتدريب منتخب الشباب، أيضاً لم يتوقف طموحي عند هذا الأمر، إذ توجهت لوضع عصارة خبرتي ورؤيتي الفنية في كتابين متخصصين في تدريب كرة القدم، تم نشرهما ولقيا صدى كبيراً من قبل المهتمين، وحالياً أعكف على تأليف كتاب ثالث في خضم انشغالي بتدريب الفريق الرديف بنادي بني ياس.
وعلى الرغم مما حققه الحساني وفي غمرة انشغاله بقضاء وقت ممتع مع أولاده الأربعة، عادة ما يعود بالذاكرة إلى اللحظة التي اتخذ فيها قرار الابتعاد عن كرة القدم، وهي اللحظة التي لا زال نادماً عليها، قائلاً: لو عاد بي الزمن إلى الوراء لاتخذت قرار التفرغ للعبة، ذلك لأن جميع ما حققه على صعيدها مدرباً ومحاضراً وأكاديمياً لا يعادل لذة مزاولتها لاعباً.